الموضوع: { اقتبآسآت }
عرض مشاركة واحدة
  #10 (permalink)  
قديم 22-08-2008, 03:54
الصورة الرمزية عشبة
عشبة عشبة غير متصل
حيــاة
 
بداياتي : Jul 2008
المشاركات: 599
تقييم المستوى: 0
عشبة is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة : .. * شرفة البـ وووحـ الأدبية * ..

كتاب المعانقــــات
ل إدواردو غاليانو







أجزاء كتبتها منه ..



اضاف العالم : العالم كومة من البشر , بحر من ألسنة اللهب الصغيرة..
كل شخص يشع بضوئه الخاص وليس هناك لسانا لهب متشابهان . ثمة ألسنة لهب كبيرة وأخرى صغيرة من جميع الألوان . ألسنة لهب بعض البشر هادئة بحيث لا تتأجج حين تهب الريح , بينما يمتلك أخرون ألسنة لهب وحشية تملأ الجوار بالشرار. بعض ألسنة اللهب غبية لا تحرق ولا تضيء, لكن ثمة أخرى تفيض بلهب الحياة بحيث أنك لا تستطيع أن تنظر اليها دون أن ترف عيناك , واذا اقتربت منها تضيئك ..



******




البراغيث تحلم بشراء كلب، واللاأحد يحلمون بالنجاة من البؤس: أنه في يوم سحري ما سيمطر الحظ الجيد عليهم فجأة
– سينهمر بكميات كبيرة. لكن الحظ الجيد لم يمطر البارحة، ولن يمطر اليوم، غداً أو في أي وقت. والحظ الجيد لا يتساقط حتى رذاذ رائع، مهما عانى اللاأحد في استحضاره، حتى ولو كانت أيديهم اليسرى مدغدغة، أو إذا بدأوا يوماً جديداً بأقدامهم اليمنى، أو بدأوا العام الجديد بتغيير المكانس.اللاأحد: أطفال لا أحد، الذين لا يملكون شيئاً.
اللاأحد : الذين ليسوا أحداً، الذين جعلوا هكذا، يركضون كالأرانب، يموتون في الحياة، الثملون بكل طريقة.
الذين ليسوا، ولكن يمكن أن يكونوا
الذين لا يتحدثون لغات وإنما لهجات
الذين لا أديان لهم، وإنما خرافات
الذين لا يبدعون فناً، وإنما صنعة يدوية
الذين لا يملكون ثقافة وإنما فلكلوراً
الذين ليسوا كائنات بشرية وإنما مصادر بشرية
الذين ليس لهم وجوه بل أذرع
الذين لا أسماء لهم وإنما أرقام
الذين لا يظهرون في تاريخ العالم، بل في دفتر الشرطة، في الصحيفة المحلية
اللاأحد، الذين ليسوا بقيمة الرصاصة التي تقتلهم
*ادوارد غاليانو


***



وظيفة القارئ

حين كانت لوثيا بيلايث صغيرة جدا قرأت رواية وهي تحت الأغطية. قرأتها جزء بعد أخر ,ليلة بعد أخرى ,وكانت تخبئها تحت مخدتها. لقد سرقتها من رف خشب الأرز حيث كان عمها يحفظ كتبه المفضلة.
مع مرور الأعوام سافرت لوثيا بعيدا .
سارت على الأحجار في نهر أنتيوكيا,بحثا عن الأشباح,بحثا عن البشر , مشت في شوارع مدن عنيفة ..
قطعت لوثيا طريقا طويلا , وفي مسار أسفارها كانت ترافقها دائما أصداء
أصداؤ لتلك الأصوات البعيدة التي سمعتها بعينيها حين كانت صغيرة .
لم تقرأ لوثيا الكتاب مرة أخرى. لم يعد بوسعها أن تتذكره.لقد نما في داخلها تحول الان الى شيء اخر : إنه هي الان !!


*******




حين يكون الصوت الانساني حقيقيا , حين يولد من حاجة ألى الكلام, لا أحد يستطيع أن يوقفه .حين يمنع عنه الفم , يتحدث بالايدي والأعين, بالمسام, أو بأي شيء أخر . لأن كل واحد منا لدية شيء يقوله للاخرين, شيء يستحق أن يحتفي به الاخرون أو يصفحوا عنه..

********



الاحلام تغادر

كانت الأحلام منطلقة في رحلة . ذهبت معها هيلينا ألى محطة القطار. ودعتها عن المنصة, ملوحة بمنديلها..


******



حكم عليه بالسجن الانفرادي
لأنه أدخل رأسه تحت الباب رغم أن مليميتر واحد من الضوء يمكن أن يمر تحت الباب .



******



البيروقراطية

أكمل سيكستو مارتينيث خدمته الإلزامية في ثكنة في سيفيا.
في وسط ساحة الثكنة مقعد صغير يحرسه جندي. لم يعرف أحد لماذا كان ينبغي أن يحرس المقعد. كان المقعد يحرس على مدار الساعة . فقط لأنه : كل نهار , كل مساء, ومن جيل ضباط الى اخر كان الأمر يصدر والجنود ينفذونه. لم يعبر أي أحد عن أية شكوك أو يسأل لماذا. إذا كان هذا ماحصل دائما يجب أن يكون هناك سبب.
وهكذا أستمر الأمر إلى أن أراد شخص ما , جنرال أو كولونيل, أن يعرف سبب الأمر الأصلي. كان عليه أن يقلب في الملفات. بعد وقت طويل من البحث. عثر على الجواب. منذ واحد وثلاثين عاما وشهرين وأربعة أيام, أمر ضابط حارسا أن يقف قرب المقعد., الذي كان قد دهن لتوه , لكي لا يفكر أحد بالجلوس على الهان الطري..

************



عشية الميلاد
كان فرناندو سيلبا يدير مستشفى الأطفال في ماناغوا .في غشية الميلاد, عمل حتى وقت متأخر من الليل. كانت النفرقعات والألعاب النارية تضيء السماء حين قرر فرناندو أن وقت المغادرة قد حان . كانوا ينتظرونه في البيت للاحتفال بالعطلة..
كان يلقي نظرة أخير متفحصه حوله لكي يتأكد من أن كل شيء مرتب, حين سمع وقع خطوات. استدار ليجد أحد الأطفال المرضى يسير خلفه. في الضوء الضئيل تعرف على الطفل الوحيد المشؤوم. تعرف على ذلك الوجه الذي ترتسم عليه خطوات الموت مسبقا وتلكما العينين اللتين تطلبان الصفح, أو ربما الأذن..
سار فرناندو نحوه ومنحه الطفل يده..
همس الطفل (( أخبر شخصا ما .. أخبر شخصا ما أنني هنا.))




*******************


النظام
الموظفون لا يعملون
السياسيون يتحدثون لكنهم لا يقولون شيئا
الاصوات تصوت ولكنها لا تنتخب
وسائل الإعلام تشوه المعلومات
المدارس تعلم الجهل
القضاة يعاقبون الضحايا
الجيش يشن الحرب ضد مواطني بلده
لا يكافح رجال الشرطة الجريمة لأنهم مشغولون جدا بارتكابها ..
الإفلاسات تصبح مجتمعية بينما الأرباح تجعل خاصة..
النقود أكثر حرية من البشر..
البشر هم في خدمه الاشياء..



***********


ثقافة الارهاب

الاغتصاب
الاهانات
التهديدات
الصفع
الضرب
الجلد
الغرفه المظلمة
الصيام الاجباري
التغذية الاجباريه
حظر مغادرة النزل
حظر التفوه بما تفكر به
حظر القيام بما تشعربه
والإذلال العلني
هي بعض أساليب العقاب والتعذيب المألوفه للحياة العائلية. من أجل معاقبة التمرد وتنظيم الحرية.. يربي تراث الإسرة ثقافة الإرهاب التي تذل النساء, تعلم الأطفال الكذب, وتنشر طاعون الخوف.
((ينبغي أن تبدأ حقوق الإنسان من المنزل )) هذا ماقاله لي أندريه في تشيلي


******



ثقافة الارهاب
أن لا أجلدك من أجل ما فعلتيه . أنا أجلدك من أجل ماستفعليه..


*******



الاستعمار الواضح يبترك دون تنكر:يمنعك من الكلام ومن الفعل أو يمنعك من الوجود.. أما الأستعمار اللامرئي على أي حال يقنعك أن القنانة هي قدرك والعجز طبيعتك.. يقنعك أنه ليس من الممكن الكلام وليس من الممكن الفعل وليس من الممكن الوجود



***


أيام دائخه

يتغذى يقيني على الشكوك وثمة أيام أشعر فيها كأنني غريب في مونتيفيديو أو في أي مكان أخر. في تلك الأيام التي بلا شمس وفي الليالي التي بلا قمر .لا أنتمي الى أي مكان ولا أتعرف على نفسي في أي شيء أو أي شخص.. لا تشبه الكلمات ماتشير اليه. ولا تتواشج مع أصواتها .
عندئذ لا أكون حيث أكون. أغادر جسدي وأسافر بعيدا لا أتجه الى مكان محدد ولا أرغب أن أكون مع أحد حتى مع نفسي ولا يكون لي اسم أو رغبة بإسم :عندئذ أفقد رغبتي في أنادي مفسي أو يناديني أحد..



************


احتفاء بالصمت

المغني براوليو وصل الى برشلونه كمنفي . كانت أحدى يديه مسكوره. كان براوليو مسجون في سجن ..حين كانوا على وشك إطلاق سراحه. جاء سجان الى زنزانته وصاح(( أنت ياعازف القيثار ؟)) ثم داس على يد براوليو اليسرى..
اقترحت أن أجري معه حوارا.. ذلك أن القصه يمكن أن تهم مجلة ما.. لكنه حك رأسه فكر للحظه ثم قال : لا..
وشرح ذلك لي (( ستشفى يدي عاجلا أم اجلا ثم سأعزف وأغني من جديد.. أتفهم؟؟
لا أريد أن أشك بالتصفيق..


********



كان نوعا نادرا من الأشخاص
الذين يقولون مايفكرون به .. وينفذون مايقولونه..


رغم أنهم يموتون من الحنين فإنهم لن يعدوا مطلقا..

****


عصفة الريح
تصفر الريح في داخلي.
أنا عار. سيد اللاشيء,سيد لا أحد, لست حتى سيد معتقداتي ,أنا وجهي في الريح , ضد الريح , وأنا الريح التي تهب في وجهي..













كتابي المفضل...

عبقرية الكتاب في عدد صفحاته القليله ونصوصه القصيرة
ورسائلة العميقة التي تصل الينا ..



رائـــــع جدا
رد مع اقتباس