السّرقة ! بعد انتهاء يوم دراسي حافل بالتعب ! دخل الحفيد الصغيرعلى جده كعادته يسلّم ويطمئن عليه . لاحظ الجد بخبرة السنين المتراكمة بعض التغيرفي ملامح حفيده فراح يسأله : ـ ما الأمريا بني ؟ ـ لا شيء ياجدي ! ـ تعابير وجهك تشي بما في داخلك ! هل ستخبئ على جدك ؟ ـ لا ! ولكن .. ـ ولكن ماذا ؟ ـ هل تعدني إذا أخبرتك بالأمر بأن لا تطلع أبي عليه ؟ ابتسم الجد ابتسامة حانية وهز رأسه بالإيجاب . ـ اليوم سُرقت أدواتي المدرسية ياجدو ! ـ ومن الذي سرقها يا قرّة عين جدك ؟ ـ لا أدري ! ـ حسناً ! هل تشك في أحد ؟ ـ لا ! ـ لابأس ! لا تنزعج إلى هذا الحد سأشتري لك أدوات جديدة ودون أن يعلم أبوك بالأمر . ـ والأدوات القديمة ياجدو ؟ ـ دام أن السارق غير معروف ودام أنك لا تتّهم أحداً بعينه فالمعوض كريم . ـ ولكن يا جدي ...! ـ ولكن انتبه يا صغيري بعد ذلك من أخطر سرقة يتعرض لها معظم البشر ! ـ أخطر سرقة ؟ ماهي يا جدي ؟ ـ سرقة مشاعرك يا حبيب جدو ! ـ وهل تُسرق المشاعر يا جدي ؟ ـ للأسف نعم ! ومكمن الخطورة أن السرقة تتم دون أن يشعر الضحية بالأمر ! ـ لا تقلق علىّ ياجدو لن اسمح لهم بسرقتى مجدداً ! ضحك الجد حتى غلبه السٌعال فصمت ! ____________________________________ " أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ " |