#1 (permalink)  
قديم 10-08-2013, 23:50
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 193
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي العبور !

هل نغيب عندما نغيب بكامل إرادتنا ؟
وهل هناك ما يستحق الحزن في الحياة ؟

وهل العبارة التي نُعزّي بها بعضنا البعض عندما يحاصرنا الحزن عندما نقول : " ليس هناك ما يستحق " هل هي واقعية أم عبارة عن مُسكّن نحاول من خلاله تخفيف أمر المعاناة ؟

حسناً ! لست حقيقة متأكد من أننا نمارس الغياب بكامل إرادتنا , كل ما أعرفه أن الغياب تتحكم فيها عوامل نفسية دقيقة تستعصي أحياناً على الفهم المجرد الأمر الذي تجعله على نحو أو آخر يتسلل إلى الأعماق التي أدمنت الركض في دروب المستحيل ! لتمنح أرواحنا التي تعبت من الفعل والانفعال " استراحة محارب , ووقفة تأمل "

والغريب في أمر هذا " الفيروس الذي يتسلل إلى الدماء ! " برغم منحه لنا فرصة لالتقاط الأنفاس , إلاّ أن ألوانه , وطقوسه تظل حزينة أو تضاهي الحزن نفسه ! ومع ذلك يظل في نظري تعبير روحي في غاية السمو والجمال , حيث تعبّر الروح من خلاله عن المواقف , والمشاهد , واللحظات , بل وحتى التصورات الحياتية بعيداً عن الأزمات النفسية الخانقة , أو التشجنات الدرامية المختلفة التي يمارسها الحضور .

ولو أخذنا الموضوع من جانب نفسي / فلسفي ! بعض الشيء , لقلنا أن الأشياء التي نعتقد أنها مهمة أو تستحق العيش من أجلها , وإن كانت تلك الأشياء نسبية بين الناس إلاّ أنها هي المسؤولة في المقام الأول عن تفجير طاقتنا المختبئة , تلك الملكات التي لم نكن نعرفها في دواخلنا كالتعبير اللفظي الرقيق عن حالة استثنائية , أو تجربة مثيرة , أو حتى صورة نراها , ونلمسها بشيء من الدهشة , لأننا لم نعتد عليها , أو لأنها تحرّض فينا فعلاً خفياً أو تفاعلاً غير مألوف . تلك الأشياء هي التي تصيبنا في مقتل عندما تتعرض لهزات قدرية , أو مواقف بشرية معينة !

ولذلك عندما نقول : " ليس هناك ما يستحق " فنحن في الحقيقة نحاول عبثاً ممارسة الرفض المعتاد الشكلي أو الصوري لأحزان وآلام الحياة التي لا تنتهي , ونُعزّي أنفسنا برداء القناعة الذي لا يستطيع أن يصمد طويلاً أمام مفاتن ومباهج الحياة الكثيرة , والحقيقة التي نتجاهلها أو نحاول تغييبّها هو أن " مالا يستحق" هو بحق الفعل الملزم لديمومة الحياة , ولكننا نتنكر له في لحظة ضعف للحركية في مشاعرنا , أو كردة فعل على جمودنا العاطفي نتيجة موقف مؤثر أو مشهد حزين !

ربما يتبع ..
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 15-08-2013, 08:46
الصورة الرمزية سَما .

راجعين ياهوى .

 
بداياتي : Jan 2008
الـ وطن : صندوق موسيقى .
المشاركات: 3,117
تقييم المستوى: 20
سَما . will become famous soon enough
افتراضي رد: العبور !

بل هناك ما يستحق أن نوقّف حياتنا من أجله
وهناك ما يستحق أن نركض بكل حياتنا لملاحقته لان الحياة لا تُستحق بدونه
في الواقع نحن نقول عبارة ( لاشيء يستحق ) كنوع من الآه أو البكاء على شيء رحل
أو تركنا ونحن لم نستعد بعد لمواجهته
أو رد على خذلان اوخيبة غير متوقعه

على العموم نحن نبتكر كل هذه العبارات للتداوي ومواصلة الحياة بشكلٍ لا يجعلنا متعبين ومنحنين من ثقل مانحمل من متاعب وأوجاع




وننتظر العودة
ورد .
رد مع اقتباس
  #3 (permalink)  
قديم 18-08-2013, 14:54
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 193
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: العبور !

ولو نظرنا للموضوع من زاوية دينية أو شرعية لقلنا أنه ليس هناك تناقض فالحياة التي آخرها الموت , أو كما قال الشاعر : " هي الولود وغير الموت لم تلد " لا تستحق كل ذلك الحزن الذي يحاصرنا حيثما ولينا وجوهنا أن " نظرية العبور " التي أشارت إليها العبارة النبوية الخالدة التي تقول : " كن في الدنيا كأنك عابر سبيل " هي التي تمنح النفس البشرية كل معاني الطمأنينة والهدوء والاستقرار الحسي والنفسي والمعنوي , وهي التي تلّخص في تقديري المنهج المثالي في التعامل مع معطيات الحياة .

" نظرية العبور " هذه التي منّهجها لنا نبينا الكريم تكاد تكون معطلة إن لم تكن معطلة من الأساس لأنها تواجه نظرية مضادة , وهي "نظرية الزينة " الزينة التي وردت في قوله عز وجل { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْـمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْـخَيْلِ الْـمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْـحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْـمَآبِ }

ولابن القيم كلام نفيس في هذا الباب حيث يشير ببلاغة بروفسور نفساني كيف أن النفس البشرية تتأثر سماعياً بكلام الخطب والمواعظ والمحاضرات الدينية التي تُرّغب في الجنة وتحذر من النار , ولكنها تفقد ذلك التأثر بصرياً بسبب واقعية المحسوسات المادية التي نراها ونعايشها لحظة بلحظة , الأمر الذي يصعّب مهمة ما يعرف بالميتافيزيقا أو علم الماورائيات !

أكاد أجزم أن سبب مشاكلنا وهمومنا المتواصلة هو ذلك التعلّق بالدنيا , ورؤية الأشياء كل الأشياء من خلال منظارها المتناقض ! ولذلك نجد أن الرعيل الأول من الصحابة والتابعين والذين تعلقوا بالله عز وجل في كل حركاتهم وسكناتهم قد هانت عليهم الدنيا ومصائبها وآلامها لأنهم تعاملوا مع " قدّر الله وما شاء فعل , وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن " بعملية وتسليم تامين , ولذلك ارتاحوا تماماً . أحياناً كثيرة أشك في إيماننا المصاب بشيء من الاعتراض أو اليأس والقنوط , والجزع أو لم يقل أعز من قائل { إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً , إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً , وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعا } هذا الإنسان بصورة عامة بمختلف ميوله ونزعاته وإيديولوجيته , ولكن هناك استثناء وهم المؤمنين الذين قال فيه رب العالمين في تكملة الآية السابقة إلاّ المصلين , وليس الاستثناء يشمل كل المصلين , أنه خصيصاً للمصلين المحافظين والمداومين على صلاتهم , وربما هذا يقودنا إلى مزية من مزايا هذا الركن العظيم , وهو الإيمان والتسليم التامين قولاً وفعلاً بالقدر خيره وشره , وتالياً الاطمئنان والهدوء النفسي الذي ننشده جميعاً في حياتنا .
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس
  #4 (permalink)  
قديم 01-09-2013, 18:05
الصورة الرمزية سَما .

راجعين ياهوى .

 
بداياتي : Jan 2008
الـ وطن : صندوق موسيقى .
المشاركات: 3,117
تقييم المستوى: 20
سَما . will become famous soon enough
افتراضي رد: العبور !

التساؤلات الكثيرة التي قد يتسائلها أي متأمل في حال الناس والخلق والكون والموت والحياة
تنتهي إما بإيمان عميق أو شك يقود الى الهاوية،
لكن أنا أرى أن التساؤلات في الكون هي نوعٌ من التأمل فهي إذًا نوعٌ من العبادة التي تنتهي بشكر الله على مانحن عليه أو الابتسامة في وجه الكون وترديد ايات الرضا والعرفان للرّب ..

العبور ..
وخذ بقلوبنا يا ألله الى النور والمحبة والسلام

البيان .. كثيرٌ من الورد والسلام لروحك .
رد مع اقتباس
  #5 (permalink)  
قديم 10-09-2013, 13:53
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: العبور !

تحية إجلال ياصديقي
طرحك لا ينفك عن إغرائنا بالمشاركة والمداخلة ..
ليس لي هنا إلا أن أتحدث عن نفسي فقضية كالتي طرحتها أيها البيان لست متأكدا إن كان لعلم النفس أو علم المنطق أو الفلفسة القدرة على تفسيرها تفسيرا واضحا ومحددا .. كل ما أملك أن أقوله أن الحياة تصبح قيمتها أقل داخل نفسي عندما أجد أنني أعيش متطلعا أن تعود الذكريات واقعا أعيشه مرة أخرى !

عنفوان التجارب الأولى في عدد من التفاصيل بت أفقدها فلا أجد غير الروتين أو التفكير العقلاني المنطقي يسوقني كما تساق جموع من المساجين إلى زنزاناتها . وأعود وأقول مالذي فعلته فيني المعرفة والتجربة حتى أجد الاستقرار والتدرج الحياتي شيئا مملا ولا قيمة له بالرغم أن مليارات من البشر يضحون بقواهم وحياتهم لأجل شيء بسيط من الاستقرار والتدرج الحياتي الاعتيادي ..
أنا لم أعد أفهم نفسي
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 16:15.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1