العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !!

مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! مسَاحـةْ مِنْ الحُريَـةْ لِرِوَايَـتُـكُمْ .. و يَومِياتِكُمْ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 22-06-2011, 02:57
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي في حضرة الصمت

في حضرة الصمت
قصة قصيرة
خليل الشريف 1/ 7 / 1432هـ
.................................................. ..........


وصلا إلى المقهى الذي عادة ما يلتقيان فيه . وجلسا على نفس الطاولة الصغيرة التي تقع في زاوية بعيدة تحت شجرة زينة ضخمة ، وكان بإمكانهما من تلك الزاوية أن يطلا على منظر جميل بوسط الميدان في شارع يكتظ بالمارة .
نظر إليها وهي تقلب السكر في فنجان القهوة . تعاظمت رغبة جامحة بداخله. وسأل نفسه " ماذا يعني أن تبقى علاقتنا على هذا النحو ؟"
ظلا أكثر من عشر دقائق دون أن يتبادلا أي حديث ذو معنى . كانت تحاول أن تظهر شيئا من قلة الاكتراث . أو لعلها اعتادت هذا الجو الذي بات يخيم على لقاءاتهما في الفترة الأخيرة . هدوء وغياب بارز لأي جديد . لكنها كانت تفكر بطريقة أخرى كلما لمحت في عينيه نظرات مختلفة عما سبق لها أن تراه بهما . كثيرا ما كان يبدو عليه الانزعاج والتململ . إنها تتفهم إلى حد كبير تلك الحالة التي تستحوذ عليه . تعرف بخبرتها كزوجة وكعشيقة وكصاحبة علاقات مع رجال مختلفون أن الرجل يصاب بجرح في مشاعره حين تصر المرأة على الامتناع من تطور العلاقة بينهما إلى الممارسات الحميمية . ونتيجة لقلقها المستمر أن تتأثر علاقتها به في حال استمرت بالرفض . فكرت لو استجابت لطلبه ولو لمرة واحدة . لكنها سرعان ما حدثت نفسها بحزم". لن أتحمل تبعات الندم الذي يترتب على تصرف مثل هذا " . في هذه الأثناء سمعته يطلب من الجرسون قهوة إضافية وقطع من الكعك . تأملته وهو يتظاهر بالانشغال عنها، راحت تراقب تفاصيله الحادة بعمق . قالت لنفسها بدهشه " إنه لا يفهم الأمر على هذا النحو . بالتأكيد يعتقد وبكل بساطة لمجرد هذه اللقاءات وكلمات الحب التي نتبادلها . يمكن أن تمهد للتمادي أكثر !" كانت لا تفهم تلك الحالة التي تكتنف الرجل حين يصادق امرأة متزوجة ! إنه لا يستطيع أن يراها خارج إطار الخيانة . وتراوده حولها مثيرات جنسية أكثر من تلك العزباء . والغريب أن الرجل دائما ما يعتقد أن خيانته لزوجته لا تكون إلا حين يضاجع امرأة أخرى ، فيما عدا ذك فالأمر لا يزيد عن التسلية التي لا تضر ولا ينبغي أن يصحو لها ضمير! تبادر لذهنها سؤال ملح " هل جميع الخيانات بمستوى واحد ؟" ردت على نفسها وهي تلعب بأصابعها في قائمة المشروبات " بالتأكيد . هناك خيانة يمكن تجاوزها وأخرى يستحيل " مرة أخرى خاطبها ضميرها بحزم "الخيانة لا تتجزأ " ارتفع ذلك الصوت بداخلها أكثر " كل الخيانات لا يمكن قبولها . كلها بلا استثناء" حاولت أن تبرر لنفسها وهي تراقبه يعدل من هيئته وهندامه ويحاول أن يظهر في الساعة الأولى من لقائهما متماسكا واثقا من نفسه ، كانت تدرك جيدا حقيقة مشاعرها تجاهه . كانت تعشق اللحظات التي تجمعها به . وتنظر إلى الوقت الذي تقضيه برفقته؛على أنه استجمام لروحها المرهقة من أعباء الحياة . تعيد ترتيب عاطفتها بالاهتمام الذي يحيطها به . تحاول أن تكتفي بالأمان الذي يسري داخلها حين تجلس بجواره . لا تجد من يفهمها غيره . لا تجد من يتحمل مزاجها المتقلب كما يفعل . لم تعرف رجلا تتحدث معه بانطلاق مثلما يحصل حين يحتدم النقاش بينها وبينه . إنه يعرفها جيدا . يعرف نقاط ضعفها . ويعرف مواهبها . يشعرها بقيمة مميزة لم تكن تشعر بها تجاه نفسها . ولكنها تخشى في كل مرة تلتقي به أن يبدأ بتكرار رغبته التي تقض راحتها . كانت تخشى أن يتطور الأمر حتى ذلك الحد المرفوض بالنسبة لها ؛ وهي لا يمكن أن تكسر رجولته أكثر مما مضى . بينما تتذكر دوما أنها زوجة لرجل آخر ! تمنت لو يتحدث في تلك اللحظة بالذات . فهي لا تعرف كيف تبدأ الحديث . لكنه قطع عليها المهمة . فسمعت صوته الرخيم الجميل يتسلل إلى أذنيها ، تحدث عن أمور كثيرة ، ثم تناقش معها في تفاصيل صغيرة وأخرى كبيرة . دار بينهما حوار حول الحب وطبيعته السائدة في هذا العصر . ثم تطرقا إلى أوضاع اجتماعية تثير الاشمئزاز والتندر في الوقت نفسه . ولقد صرح لها بإعجابه الشديد بتسريحة شعرها . ثم تبادلا عددا من عبارات الغرام والعشق . وعاد الصمت ليسود الموقف من جديد . غير أن الصمت كان مهما في هذه اللحظة ليستعيدا أنفاسهما ، وليتأمل كل منهما الآخر دون أن يشعر به ، ويفكرا مليا حول الأمور التي ينبغي الحديث عنها قبل أن ينتهي اللقاء . وتلك هي حالة عادة ما تقع بين العشاق الذين يقع بينهما حاجر من الكلفة أو الاحترام المصطنع إذا صح التعبير. ولقد كان كل منهما يضمر في نفسه أمراً ما كان ليصرح به إلى الآخر . فهي وإن كانت تعرف شيئا مما يدور في نفسه . إلا إنها لم تكن بأي حال من الأحوال تتوقع أنه قد وضع فكرة الجنس كمحك كامل وكلي للعلاقة بينهما . لقد كان يرى أن علاقة لا تأخذ مشوارها الكامل بين طرفين لا تعد علاقة حب ، وهي من السخافة و ضياع الوقت ما يجعل الاستمرار فيها خسارة للروح والجسد .
لقد عاد ليتأمل تفاصيلها من جديد . بينما كانت مشغولة في تقليب محتويات هاتفها الخلوي . وهو يرى تلك الشفاه النافرة والخدين المتوردين . ثم خصلات الشعر الناعمة على وجهها فيسأل نفسه في حسرة ".. هل الحب لعنة ؟ هل الحب يكون حبا عندما يقترن بالحرمان ؟إن الحب بدون لقاء حميمي يتحول إلى عذاب . وأنا لم أجازف بخيانة زوجتي حتى أرتبط بعلاقة حب تتحول إلى عذاب . الحب وقفا على الروح دون وصال الجسد ؛ أشبه ما يكون بشخص يدخل في زنزانة ، ويغلق عل نفسه الباب بإحكام ؛ ثم يبتلع المفتاح ! " شعر أنه سئم الخيالات الجامحة . ويعرف ببساطته كرجل أنه إذا أحب . هذا يعني أن من حقه أن يحظى بمحبوبته . وأنه طالما ربط أمره بعلاقة مع امرأة أخرى . فقد وقع في خيانة زوجته . و أنه الآن بات يحظى بخسارتين . خسارة مبادئه. وخسارة التمتع بخيانته . نظر إليها بشغف ، ولما باغتته بعينيها الواسعتين جاملها بابتسامة باهتة وهو يقول في سره " ِ إنها تجلعني أقف في المنتصف. أخسر الوفاء وأخسر الحب ! "
أخذ بيدها ليقلها مرة أخرى لنفس المكان الذي انطلقا منه إلى المقهى . وفي طريقهما كان يقود السيارة شارد الذهن ، ولا يزال يصارع أفكاره حول هذه الفتاة التي تجلس بجواره قال لنفسه بسخرية " بالتأكيد إنني أحمق لو فاتحتها مرة أخرى بهذه الرغبة الآن .. ستفهم بعقلية المرأة الساذجة أنني لم أكن أتردد لها إلا لأجل نزوة جنسية . وأنني كنت أبيت النية مسبقا بهذا الطلب " كان يرى أن نظرية المؤامرة تستحوذ على فؤاد المرأة تجاه الرجل . تمنى لو أنها تدرك أن أعظم دليل على محبته لها هي تلك الرغبة القاهرة التي تستحوذ عليه تجاهها . وأنه لا يستطيع تصور فكرة العيش محروما من رؤية كل ما يخفى عليه منها . كان يظن أنه أحق الناس بها . ويعتقد أن أعظم إساءة يمكن أن توجهها إليه أن تسمح بعلاقة حب متهورة تربطهما ببعض ؛ ثم تمتنع بشيء يرغبه منها مما دون ذلك ! إنها تأخذ منه كل ما ترى أنها بحاجة إليه من هذا الحب . وتمنع عنه أشد ما هو بحاجة إليه من هذا الحب . قال في سره " النساء أنانيات في الحب . ولهن طرق خاصة وعجيبة في تعقيد الأمور" جل ما كان يرغبه أن يحظى بمردود حقيقي لهذه العلاقة . لم يعد يتحمل سماع الصوت الذي يصرخ بداخله كل ليلة . هذا الصوت الذي يردد في أذنيه أقذع العبارات تجاه نفسه ، بات يزداد قوة مع كل يوم تشرق فيه شمس الخيانة . أما حين تقول له زوجته بصوتها البريء " أحبك " كان يشعر أنها تضع حول رقبته حبلا سميكا ويسمع الصوت يصرخ من جديد " أنت لا تستحق زوجة .. أنت لص مشاعر يفترض قطع يدك "
كانت يده ممسكة بيدها وهو لا يزال منصرفا لأفكاره ، بينما كانت تحاول أن تشاركه صمته ، و لم تشأ أن تقطع عليه هذا الانسجام الذي ظنت أنه لحظة عاطفية ساكنة تجمعهما قبل الوداع ، كان يتذكر ذات مرة حين فاتحها برغبته الملحة لها بشيء من التلميح . حينها سمع منها تلك المحاضرة السقيمة التي عادة ما تكررها الزوجات الخائنات عن أسباب خيانة بعض النساء لأزواجهن . ولم يعد يطيق هذا الهراء .. وحين تذكر هذا الموقف بالذات شعر بشيء من الحزن وقال لنفسه " من صور العلاقة بين الرجل والمرأة إلى هذا الحد من الالتباس والتشتيت . من زيف الحقيقة في أذهان النساء حتى هذه الدرجة ؟؟" كان على يقين أن الرجال والنساء على حد سواء يخونون لسبب واحد لا يوجد سبب آخر غيره على الإطلاق . لحاجة واحدة تعود إليها في النهاية جميع الاحتياجات التي تدفع الضعفاء الساقطين للخيانة . كان يرى أنهم يخونون لأنهم يرغبون في التغيير ليس إلا . وكان يؤكد دائما على أن الفرق بين الخونة وبين الشرفاء المخلصين لحياتهم الزوجية. أنهم يقاومون هذه الرغبة بالتمسك بمبادئهم بشكل مستميت . بتذكر السعادة التي تملأ قلوبهم حين ينظرون إلى أنفسهم بالمرآة ويرون أوجههم ممتلئة بالصدق والثقة والراحة . بالضبط .. كل ما هنالك مجرد عملية بحث عن حالة جديدة . قصة عاطفية إضافية في ملف الحياة الصغير. نشوة جديدة تعيد الرجل إلى أيام الشباب والمغامرة واللهو . أو حضن دافئ يذكر المرأة بالأيام التي كانت تشكل اهتمام من حولها ، حينما كانت فتاة صغيرة يدللها أبويها بشتى أنواع الدلال . عاد ليقول لنفسه بحسرة " نحن من يقرر أن يخون، نحن الذين نتساهل في الإمساك بواقعنا ، ونبحث عن ذلك الماضي الذي نود أن نجربه مرة أخرى . أو نرغب بأن نحظى بفرصة أخرى . بلذة نود تكرارها ، وكأننا لم نخلق إلا لأجلها . والحقيقة أن بين علاقة الرجل بالمرأة توجد مساحة شاسعة للتفسير والفهم يستحيل أحيانا معها أن يبقى الإنسان عالقا بهذه الطريقة!"
عند هذا الحد قام بفصل يده عن يدها بصورة مفاجئة دون أن يقرر هذا عمدا . لعل هذا التصرف كان ردة فعل سريعة لما يدور بداخله . ولقد لفت هذا الأمر اهتمامها فنظرت إليه طويلا . ودون أن تنطق بحرف واحد انتظرت حتى وصلت السيارة إلى مكانها المنشود . حينها استدارت ونزلت في هدوء ! ولم تنطق بكلمة !
انطلق بسيارته وهو ينظر أمامه في حزم وغضب . حدث نفسه طويلا حول هذا القرار الذي اتخذه للتو . لكنه وجد نفسه يستجيب لحدس حقيقي وملهم . قرر العودة إلى منزله . وفي الطريق لمح محل صغير لبيع الآيسكريم . توقف بجواره ونزل واشترى عددا من العلب المثلجة . انطلق مرة أخرى حتى وصل إلى المنزل . دخل متباطئا ولم يسمع صوت الأطفال كالعادة . اقترب من غرفة الجلوس . ولما دخل ؛ تفاجأ بهيئة زوجته وهي تنام على الأريكة وأبنائهم الثلاثة يستلقون حولها من جميع الاتجاهات . سرى داخله شعور حزين . كانت زوجته أشبه بقطه كبيرة منهكة تجلس بين صغارها الرضع الذين يفترشون جسدها من كل ناحية !
أيقظ زوجته بهدوء . ألقى عليها التحية ، قبلها بحرارة على خدها . استيقظ الأطفال ، تهافتوا حوله . احتضنهم جميعا . ثم وزع الآيسكريم عليهم . وبدأ يأكل هو وزوجته ؛ بينما الصغار يصرخون على بعضهم البعض ، كل منهم يتفاخر بلون الآيسكريم الذي حالفه الحظ في الحصول عليه !

____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 24-06-2011, 01:47
الصورة الرمزية سَما .

راجعين ياهوى .

 
بداياتي : Jan 2008
الـ وطن : صندوق موسيقى .
المشاركات: 3,117
تقييم المستوى: 20
سَما . will become famous soon enough
افتراضي رد: في حضرة الصمت



سأكمل القراءة وأعود

____________________________________

ربِّ أخرجني من هذه القرية الظالم أهلها
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 21:56.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1