الموضوع: - يَومِيّات -
عرض مشاركة واحدة
  #8 (permalink)  
قديم 02-02-2009, 04:28
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي رد: - يَومِيّات -

1-2-2009

أُفِيقُ فِي السَاعَةِ الثأمِنَةِ إلا رُبع لـِ مَوعدٍ ضَرُورِي ,
أتَمَلمَلُ فِي مَشيَتِي ,أقصد الحمّام
أنظُرُ لـِ آثَارِ النّومِ عَلىَ وجهِي ,
أفتَحُ عَينِي بـِ أشدّ اتَِساعٍ وَ أعُودُ لـِ أُغلِقَهََا مِن جَدِيد
وأكرّرُ الحَركَةَ ما يُقَارِبُ الخَمسَ مرّات ,
لـِ أضحكَ بـِ صوتٍ يتعَالَى شيئَاً فَشَيئَاً,
يَا لهذَا الجنُون منذً الصبَاح
أضَعُ المَعجُونَ عَلَى فُرشَاتِي ,
وأفتَحُ فَمِي وَ أُخرِجُ لسَانِي وَ أنظُرِ لـِ تصرُّفَاتِي الغَرِيبَة فِي المِرآة,
أمَرّرُ الفُرشَاَةَ عَلَى -القَواطِعِ أولاً- وَ أحرّكُهَا بـِ خِفّة,
وأزِيدُ مِن سُرعَتِهَا شيئَاً فَشَيئَاً
أفكّرُ في الأُمٌور التِي يجِبُ عليّ فِعلُهَا بعدَ عَودتِي مِنَ المَوعِد ,
وَ أرُوحُ بـِ فِكرِي بعِيدَاً , لديّ الكَثِيرَ لـِ أقُومَ بِه ,
أفكّرُ فِي المقَال الذِي يجِبُ إرسَالُه لـِ إحدَى الجرَائِد ,
وفِي برنَامج فن الخِطَابَة الذِي فكّرتُ فِي الإشتِراكِ فِيه ,
وفِي الكَثِير ,
أحِسّ بـِ طَعمِ المَعجُونِ الغَرِيب ,
أنظُرُ لـِ ذاتِي فِي المِرآة ,
ولكِن لا أرانِي , فـَ الضَبَابٌ يَعلُوهَا ,
الحمَامُ بـِ أكمَلِهِ مُمتلِئٌ بـِ بُخارِ المَاء ,
يَا لـِ جنُونِي , نسِيتُ المَاءَ مفتُوحَاً !
أكمِلُ مَا بدَأتُ بِه , وأُعُودُ لـِ غُرفَتِي ,
ألقِي نظرَةً عَلَى دفتَرِي الصَغِير , وَ أكتُبُ جَدوَلَ اليَوم ,
أذهَبُ لـِ المَوعِدِ الذِي أخذتنِي إليهِ وَالِدَتِي ,
لـِ أعُودَ بعدَ ما يُقَارِبُ السَاعتَين ,
أشعُرُ بـِ الأَلَمِ يتخلّلُ عِظَامِي , صُدَاعٌ , وَحُنجرَة مُلتهِبَة جِدَا ,
أرَىَ المُربّعَات علَى الطَاوِلَةِ تتمَايَلُ قَلِيلاً,
والجُدرَانَ فِي حركَةٍ مُستمِرّةٍ بطِيبئَة جِداً ,
تتسَارَعُ حركَتهُا ,



,

أرمِي بـِ ثُقلِي عَلَى السَرِيرِ فلا أحِسّ إلاّ بـِ النَبضِ المُتسَارِع,
كُنتُ لـَ أنَادِي أمّي لَولاََ إحسَاسِي بـِ أنّ الصَبرَ أفضَل ,
رحتُ فِي سبَاتٍ عَمِيق ,
لَم أفِق إلاّ فِي الخامسَةِ والنِصف مسَاءً ,
وجَسَدِي يذُوبُ ألماً وحرَارَة !
شرِبتُ كأسَاً مِنَ المَاء , واكتَفَيت ,
عُدتُ لـِ غُرفَتِي ,
أحسَستُ بـِ ذاتِ الدُوار , وعُدتُ لـِ تِكرارِ ذاتِ العَمل !
رَنِينُ الهَاتِفِ المُتكرّر يُرغِمُنِي عَلَى التِقَاطِهِ مِن جَانِبِي
وَ تَمرِيرِهِ بـِ حركَةٍ سَرِيعَة لـِ أذُنِي ,
أسمَعُ صَوتَاً مَألُوفَاً , وهُم يُردّدُونَ "ألو - ألوو " !
ولا أجِيبُ بـِ شيء, أُغلِقُ السمّاعَةَ وألقِي بِهِ مرّةً أُخرَى ,!
أغمِضُ عَينِي , لـِ يَرّنَ الهَاتِف مِن جَدِيد ,!
أجِيب ,
فاطمَة : أهلاً ,
سارة : هلا ,
فاطمَة : أزعجتش.؟
سارة : لا عَادِي , خير ان شاء اللّه ,
فاطمة : وش فيه صُوتِش .؟ مريضَة .؟
سارة : لا عادِي ,
فاطمَة : باجر النتايج ,
سارة : انزين ؟
فاطمة : لا أبد.
سارة :اممم ,
فاطمة : وش فيش مو طبيعية ,
سارة : أبغَى أنَام , بلييييز ,
فاطمة : ضحكة طويلة , اوكي مع السلامة ,


وَ أعُودُ لـِ النَومِ ,!
أفِيقُ أخِيراً عَلَى صوت وَالِدَتِي , تَضَعُ يدَيهَا عَلَى رَأسِي بـِ رِفق ,
تتَفقّدُ حرَارتِي , أحِسّ بـِ بُرُودَةِ كُلّ شيء,!

,


وَلا زِلتُ علَى هذهِ الحَال,
يُصِرُّ وَالدِي علَى ذهَابِي لـِ المُستِشفَى ,
وَ أصِرّ عَلَى البقَاء ,


,

السَاعَة التَاسِعَة ,
أحمِلُ وسَادتِي , وأستَمِعُ لـِ المُحَاضَرَة اليَومِيَّة ,
يتنّهَدُ أخِي , تَبتَسِمُ والِدَتِي , ولا أحِسّ بـِ شيء,
أنا أنصُتُ وَحَسب , تعلّمتُ الكَثِير مِن هذهِ المُحاضَرَة ,
وَ أجمَلُ مَا تعلّمتُه , هُوَ أنّ " المكَان بـِ المكِين "

,

ومِن إثرِ مَا تعلّمتُه ,
أحّبُ أن أقُول أنّ المكَانَ هُنَا بـِ مكِينِه ,
وإن تَوَاجَدَ الجَمِيع لا يُغنِي عن تواجُدهُم ,
فـَ المكَانُ لا يكُونُ جمِيلاً إلا بِهِم , فهُم زِينَةً المكَان !
تحِيّةٌ لهُم .


,

وأَخِيراً عُدتُ لـِ تصفُحّ كِتَابِي , الّلذِيذ ,
وتذّكَرتُ أمرَ فَاطِمَة ,!
اتّصَلتُ بِهَا ,وَ اعتَذَرت , أجَابتنِي فَورَاً لـِ تسخَرَ مِنّي , ومِن نَومِي الذِي لا ينتَهي ,
أخبِرُهَا بـِ مرَضِي , لـِ تُفَاجَأ ,
وَتعُودُ لـِ تُذّكِرَنِي بـِ أمرِ النتَائِج ,
اعتذَرتُ مِنهَا مرّةً أُخرَى ,
وهَا أنَا أخِيراً هُنا , أتنّفَسُ بـِ عُمق ,!



,
أنَا الآن أفكّرُ :
كَيفَ ابتدَأتُ اليَومَ بـِ مَلَل ,
وأبدَلتُ المَلَلَ بـِ سعَادَةٍ وحركَاتِ جنُونيّة مُفتعَلَة ,
فقَط مِن أجلِ أن يكُونَ يومِي جمِيلاً وَكَيفَ أنّ كُلّ المُحَاولات باءَت بـِ الفشَل ,
وكَيفَ أنّ المَرَض قَد ألغَى كُلّ مُخطّطاتِي الجمِيلَة لـِ هذا اليَوم !
,

اليَومُ مُرهِقٌ جِدَاً ,
المَرَض, وَ انتِظَارُ النتَائِج !
والقَلَق - رُحمَاكَ يَا الله -
____________________________________

نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
رد مع اقتباس