الموضوع: - يَومِيّات -
عرض مشاركة واحدة
  #26 (permalink)  
قديم 23-02-2009, 16:16
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي رد: - يَومِيّات -

15-2-2009
فكانَت ليلَةُ الأربعِين , مَوشُومَةً فِي الذَاكِرَة .
سهرتُ طوال اللّيل , أعِيد كتابَة إحدَى القصص, وأكتُبُ مقالاً ,
السَاعَة الخامِسَة فجراً ,
قرّرتُ أن أنَام !!
السَاعَة السَادِسَة صباحاً ,
استَيقَظتُ لـِ المدرسَة - إنّهُ أوّل يُوم دِراسِي !
اتّفَقت وَ صدِيقَاتِي علَى أن لا نذهَبَ لـِ "المدرسَة" أوَل يُوم ,
لـِ أنّهُ لا جَدوَىَ مِن ذهابنَا !
مُحتَارَةٌ أنَا بينَ الذَهابِ أو مُواصلَة نومِي , فَـ أنَا مُرهَقَة جِداً !
تذَكرتُ أنّي سهرتُ حتّى الصبَاح في الكِتابَة ,
وفكّرتُ في المَجهُود الـ بذَلتُه ومُعلّمَة العربِي , وقرّرتُ الذهاب !
,
ارتَدَيتُ ملابِسَ المدرسَة ,
نادَيتُ بـِ أعلَى صوتِي " يُمّة وين الفلااااااااش"
تُجِيبُ بـِ بُرود " وأني وش دراني ! "
,
جُلّ ما أفكّر فيه , هُو مواصلتِي للكتابة من الساعة الثانية عشر حتَى الخامِسَة فجراً ,
ولم أنَم إلا ساعَة واحِدَة , والآن لا أجِدُ "الفلاش" !
,
"خلاص مو رايحة المدرسة " , أفكّرُ في الساعَات الـ كُنتُ أكتُبُ فيهَا !,
فـَ أخاطِبُ نفسِي بـِ جنُون "سأجِدُ الفلاش , وسأذهَبُ لـِ المدرسَة",
,
السَاعَة الثامِنَة الآن ,
"دوام المدرسَة يبدأ في السابِعَة" !
يا إلهِي ماذا أفعَل , أذهَبُ لـِ حوراء, فـَ تُخبِرُنِي أختهَا فاطِمَة بـِ أنّها ذهبَت للمدرسَة ,
أطلُبُ "الفلاش الخاص بِها" , وما فكرتُ بهِ في لحظَةِ ذهابِهَا لـِ أحضار الفلاش , هُوَ
أنّ حظِي تعيس جِداً
أنَا مُتأكِدَة بـِ أنّي وضعتُهَا بـِ القُربِ من جهازِي , أينَ ذهبَت الآن !
ويُعِيدُنِي لـِ ذلِك الحيّز " سارة , تفضلِي الفلاش" ,
أجِيبُ بـِ " سأعِيدُهَا نهايَة الدوام" !
أعُودُ لـِ المنزِل ,أطلُبُ مِن والِدتِي أن تُوصِلَنِي لـِ المدرسَة , لـِ تتعذّر لـِ سببٍ ما !,
أيْقِنُ بـِ أنّ هذا اليَوم , تافِه بـِ كُلّ معنَى الكَلِمَة ,!!
أتصّلُ في "راعِي الباص" ,
:ألو السلام عليكم,
:عليكم السلام.
:أبو علي تقدر توصلني المدرسة , كنت متأخرة ,
: اي أنَا جيت لش بس محد طلع لي , اطلعي الحين انا جاي .
,
التاسِعَة إلا رُبع ,
شعُورٌ تافِه جِداً هُو الذِي يُراوِدُنِي الآن !!
أصِلُ للمدرسَة , أخطُو خطوات سرِيعَة باتّجاه الصَف , أفتحُ باب الصَف,
كثِيرات يصرُخن : "توها الناس , ليش جايّة بعد"
أتفاجَأ بـِ حُضُورٍ زميلاتِي ,إلا مِنِ اثنتين , : )
أضحكُ بـِ عفويّة , ونبدأُ ثرثرَتنَا ,
لا دِراسَة , ولا كُتُب , ولا مُعلّمات ,
كانَ اليوم تافِه بـِ كُلّ معنَى الكَلِمَة , إلا مِن ساعات لقائِي بـِ مُعلّمَة "الفَن"
الـ اشتقتُ إليها كثِيراً وكانَ الشعُور مُتبادَل بيننَا ,
ومِن الوقت الـ قضيته وَ زميلاتِي بدايَةَ "الدوام",
,
عُدتُ لـِ الصَف ,
واتّفقْنَ جمِيع الطالِبات علَى الغِياب في الغَد !
فـِ الغَد هُوَ يومُ "الأربعِين" !!
,
لا أحدَ في "مدارس البحرين " لا ثانويّة ولا اعدادية ولا ابتدائِيَة ,
يحضُرُ في يوم الأربعِين , هكذا اعتدنا ,
والجمِيل في الأمر , أنّ المُعلّمات هُنَّ مَن يُبادِرنُ بـِ سُؤالنَا " هَل ستحضُرنَ غداً "
وَ معلمات أخريَات,, يسألن " طبعا باجر محد بيجي صح؟ "
فتجبن الطالبات بــِ الإيجاب.
,
و المَقصُود بـِ الأربعِين هُنَا هُوَ " مرُور أربعِين يوم على استشهاد الإمام الحسين(ع)"
.
انتهَى اليُوم الدِراسِي الأوّل , والتعَبُ يُحِيطُنِي ,
أعُودُ لـِ أنَام ,لـِ استطِيع السهَر في اللّيل
وتَاتِي ليلَة الأربعِين ,
والسوادُ يلتفّ العَالم , والحُزنُ يسكُنُ الأرجاء!
فكانَت ليلَةُ الأربعِين , مَوشُومَةً فِي الذَاكِرَة .
.
____________________________________

نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
رد مع اقتباس