عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 17-08-2011, 05:55
الصورة الرمزية هديل .
هديل . هديل . غير متصل
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 19
هديل . will become famous soon enough
Post البُكاء الأخيــر .





البكاء الأخير لها :
لـ هَديل الجَرح .
لـ قلبها الذي آواني جيدًا .
و لـ اسمِها الذي احتمل أوجاعي بأكلمها .
و لـ روحها التي تناولت طبق جنوني كاملاً .
لـ عيناها نبعيُّ السُكّر و أصابعها مشَاربُ التوتْ .
أنا أودّعُكِ بقلبٍ سَ يموتُ من الشوقِ إليك .
أودّعكِ لإرتداء هَديل تافهة مُعقّدة صامتة تكتفي بالنظر ,
لا تُشبهُكِ في شيء .
أنا أودّعُكِ لأنّي أُحبُّك .
أُحبُّكِ جدًّا .
" البُكاء الأخير , هوَ آخر حضورٌ لي في الشبكة العنكبوتية عمومًا .
لأنّي و يا سُبحان الله أرغبُ فـ التحوّل لـ فراشةٍ وديعة
"





- لو شاء الله أن ألتقي بكِ من جديد .
تذكّري أنّي أنتِ . و أنّكِ أنا .
لا تتجرّدي منّي تمامًا و تتنكّري لكُلّ الحياةِ التي أسرفناها معًا .
لا تبكي عليّ الآن . لا لا .
لكن إن أردتِ البُكاء لا تبكي إلا على ... كتفي .
لو شاء الله أن أصطدِم بكِ في قصيدةٍ ما ,
سامحيني .
سامحيني لأنّي كنتُ أمًّا قاسية .
لأنّي فطمتُكِ و أنتِ جائعةٌ بعد .
سامحيني لأنّي تركتُكِ على ناصيةِ نافذة بقدمين مبتورتين و حَنينْ ,
ترقُبينَ الدنيا و لا تستطيعين المُضيّ بها .
ترقُبين الحياة تركضُ من تحتك لا تُفكّر مرةً بأخذكِ معها .
ترقُبينَ رحيلي الجبان الّذي ملّ شللكِ و نتوءَكِ و ثقوب قلبِك .
سامحيني لأنّي أحببتُكِ و أنا الحريصةُ على أن لا أفعل هذا .
سامحي كلّ من وهبتهُ طريقًا عليكِ يعبثُ فيه بكِ ،
حينَ كنتُ عاجزةً عن ردعهم !
سامحي البُكاء الذي أسكبَهُ من عيناكِ نبعيُّ السُكّر
كلّما اشتهيتُ البُكاء لأنّ عينايَ تُقلِقُ قلبَ أُمّي .
و أنا قلبُ أمُّكِ القلِقُ عليكِ أطلبُكِ السّمَاح .
ف أنا هَاربَة كما هيَ النهايةُ التي كانت واضحة في جبيني .
هَاربَة لأُقنَع نفسي بأنّ أحدًا قد يَمسِكُ بي ,
أنا التي احتجتُ طويلاً لـ يدٍ تعرفُ كيف تشدُّني من العراء .
لو شاء الله أن تُصادفيني على نافذةٍ مُهترئة ,
ف اهرعي لإحتضاني ثم دعينا نبكي معًا .
كما أبكي الآن وداعكِ و أستجديكِ إحتضاني .
لو شاء الله , ف لا تنسي أن تُعاتبيني على خُذلاني
و أنا التي ما خذلتُ قلبًا قطْ .
لا تنسي سؤالي عن كُلّ هذه القسوةِ منّي لأهبكِ الجواب .
الجوابُ الذي سيُخبركِ أنّي ما عادَ في ذاكرتي مكانٌ لـ حزن .
و لا في قلبي متّسع لتجربة خيبةٍ جديدة .
و أنّي لن أكونَ بعد اليوم الإنسانةُ الفأر .
و أنّ عنادَ الناس من حولي جعلني أخيرًا أرضخْ .
أنا التي ما طلعت عليّ شمسٌ إلا و تذكّرتُ مع طلوعها
أنّه يومٌ جديدٌ للقتَال .
لو شاء الله أن يُسمّرني في مكانٍ تمرّين به , لا تنظُري إليّ .
تمادي في تجاهُلي بينما ذاكرتُكِ تتمادى في تذكيرك كم كُنتُ أُحبّكِ .
تمادي في المضيّ و لا تسأليني لما ركلتُكِ بدم بارد ؟
تمادي في الثقة و أنتِ تسيرين . أنا أحميكِ جيّدًا رغمَ الرحيل .
لو شاء الله أن تنسي . حاولي فقط تذكُّر الأشخاص الذين أحببتهم
و مُرّي عليهم و هم نيام ، قبّليهم عنّي قُبلَ الحَنين .
أنتِ جميلةٌ جدًا يا طفلتي . و أنا فتاةٌ مشوّهة .
لا تدعيني أكونُ لعنتكِ ف تُرهَقين .

لو شاء الله أن نلتقي صغيرتي , سأختارُ الموتَ فيكِ يا هديل الجرح .


..
____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس