الثقافة بوصفها ضرورة الثقافة غذاء للعقل ،تنميه وتعمل على توسيع أفقه،هذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان،فكل عقل بلا ثقافة يظل عقلا يشكو من الفاقة والعوز. لكن إذا كنا مرة بعد مرة نتساءل عن الجدوى من الثقافة وعن النتيجة التي يمكن أن يحصل عليها المرء وهو يجهد نفسه ويبذل كل ما في وسعه في سبيل الحصول على زاد ثقافي ،فإن الإجابة عن هذا التساؤل تكون كالتالي:الثقافة تحمل نتيجتها معها،بمعنى أن الجزاء نحصل عليه أثناء عملية التثقيف وبعدها،وهوذلك الإحساس المعنوي الذي ينتابنا كلما حصلنا على أفكار ومعلومات جديدة ،إنه إحساس بالمتعة لا يعرفه إلا من أوتي قدرة على التذوق والفهم ،و من يشكل له التثقيف هما ملازما له في كل الأحوال. إن الذين ينظرون إلى الثقافة من زاوية مادية صرفة لهم نظر قاصر،وأستسمح عن وصفي إياهم بهذا الوصف ،لأنهم نفعيون بكل ما تحمل كلمة نفعية من معان ودلالات قدحية.إنني لا أغفل ولا أهمل الجانب المادي -أقصد الجانب المالي بالضبط - ودوره في الحياة،فهو يكاد يكون كل شئ في واقعنا الحالي ،بيد أن هناك طرقا أخرى تؤدي إلى المال ، وقد تكون الثقافة إحدى هذه الطرق. العصر الحاضر هو عصر الماديات بامتياز،وهوالعصر الذي تلقت فيه القيم الأخلاقية والإجتماعية النبيلة ضربات قاسية وموجعة ،سببها الجشع والاستغلال السئ للمعطيات التقنية ـ حتى لا أقول المعطيات العلمية ـ أي أن سبب تلك الضربات الخالية من الرحمة في المحصلة النهائية هو الحيف والغبن الماديان اللذان يلحقان فئة من الناس دون أخرى. إن هذا الطغيان المادي أثر بشكل سلبي على الإنسان ، وبالتالي قام بزحزحة قيمه النبيلة من مكانها قصد تعطيلها أخيرا،فبسبب هذا الطغيان المادي بات المرء ينظر إلى الثقافة وإلى التثقيف كلون من الترف العقلي أو كمضيعة للوقت لا طائل من ورائه،في مقابل ذلك بات ينظر إلى التهافت على المال وتكديسه نظرة تقديسية ،ذلك أن المال لا الثقافة هو الذي يستطيع وحده أن يكتري منزلا ويشتري سيارة وأن يدفع في فاتورة الماء والكهرباء..الخ..الخ..وإذا فما الفائدة من الجري واللهاث وراء الثقافة ؟ هذه النظرة بكل ما تحمله من تنقيص وازدراء للثقافة ليست عامة ،وبالتالي لا يمكن أن نسحبها على الجميع ،فثم فئة أخرى لها وجهة نظر أخرى في الموضوع مخالفة ،بحيث إنها ترى في الثقافة ضرورة لا غنى للمرء عنها ،وهي تغتنم كل الفرص المواتية من أجل تحسين مستواها الثقافي ،فهي تقرأ وتكتب ،وتحضر الندوات والمحاضرات ،وتزور المعارض والمتاحف وتشاهد الأفلام والمسرحيات وتسمع الأغاني الجميلة الجيدة، وتساهم في كل نقاش جاد وهادف إلى آخر ذلك ،مما يساهم في تنمية الوعي ورقيه.وهي إذ تفعل ذلك يزداد فهمها وتعطشها لكل ما هو ثقافي حتى يصير لديها هذا الأخير هما يوميا وهاجسا مصاحبا على مدار الساعة.مثل هذه الفئة هي التي حفظت لنا التراث الحضاري عبر القرون والأجيال،ولولاها لكنا نعيش الآن في ظلام دامس . إن الذين يقللون من أهمية الثقافة لا يعرفون للثقافة معنى ،بل أكاد أقول لا يعرفون للحضارة وللإنسان قيمة ،ولذا نطلب منهم أن يلجوا أبواب الثقافة وسيتأكدون بأنفسهم أن نظرتهم التبخيسية لها هي نظرة غير صائبة،وأنا ضامن لهم أنهم إذا دخلوا باب الثقافة سيحبون المكوث والبقاء هناك ،لأن فردوسها يغري بذلك . في النهاية أزعم أن الحياة بلا ثقافة هي حياة لا تستحق أن تعاش ،فمن سيتفضل ويثبت لي عكس هذا؟ |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة الثقافة ضرورة نفسية \ذاتيه لكن يعاش بدونها .. ومن الممكن أن يصل الشخص الى مراتب عاليه بثقافة محدوده او ثقافة بإطار دارسته فقط .. بالطبع لو كان ذا ثقافة عاليه سيكون افضل .. بوجهة نظري طبعا لأني من المؤمنين بها .. الثقافة هي هدف لأشخاص معينين ومعينين هنا تنبع من صفاتهم واهتماماتهم وبيئتهم ... فالبعض يرى أن صقل ذاته وتطويرها يكون من تجارب الحياة وخبرتها ... والاخر يؤمن أن القراءة والثقافة هي من ستجعله أفضل .. ماأقصده هو الزوايا التى يروا بها الحياة مختلفه ... والثقافة زاويه لايؤمن بها الكل ... الكثير يعيش دون ثقافة ..- الثقافة المكتسبة من القراءة والاهتمام بها ..- ومن الممكن أن تكون حياتهم ممتعه جدا بالنسبه لهم ومدارك عقولهم واسعه جدا .. لا أستطيع حصر الحياة والعقول وفكرنا بالثقافة فقط .. أرى الأمر يحتمل خيارات أخرى .. ولاخلاف أن الثقافة بحر مفيد للجميع والانتقاد أو الهجوم عليها أمر مفضوح غباء وعقد نقص .. مصطفى معروفي دمت ودمنا نجري في محاولة أن نزداد ثقافة نؤمن بها .. :7: عشبة |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة
|
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة اتفق معك استاذي مصطفى ... فعلاً الثقافه امر ضروري فكلما زادت ثقافة الشخص زاد واتسع فهمه وادراكهُ للأمور ... والقراءهـ هي أول طريق للثقافه ويليها حضور المحاضرات والندوات الثقافيه ومحاولة محاورة اشخاص لديهم ثقافه عاليه والأستفادة منهم ... وأنا أرى الآن هناك حملات كثيره تحث وتشجع على القراءه والثقافه مثل حملات الأستاذ أحمد الشقيري " أمة اقرأ لازم تقرأ " وحملة " رحلة كتاب " ... والأمه كل مالها تكون بخيررر ... |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة ،‘ .. , * أتّفقُ معكَ بأنّ الثقافة هِي الرئة التِي نتنفّس مِنهـاَ جميعاً , وأنّهـا الغذآءُ الآهمّ لِ عقُولنـا , آروآحنا .. ! وفائدة الثقآفة تكمُن في توسيع مدآرك الإنسـان وإلهامهْ القدرة علىآ مُناقشة كبار الفكر , وعُظماءْ الحرفْ تفِيدُ الثقافةُ أيضـاً فِي تكوين صورة جميلة عن هذا الشخصْ فَتجِدُنا نقولُ حينَ رُؤية شخصٍ يتحّدثُ بلبآقهْ , هذا شخصٌ مُثقّفْ .. وهذِهِ الصفهْ أصبَحتْ مُهمّه لِمعرفةْ أن هذا الشَخصْ مُبدعاً ومتذوقاً ووآسع الفكرْ , * كيف نوسّع ثقآفتنـا ؟! ذكرت ياسيّد أن تلك الفئة التي تهتمّ بالثقافة تقرأ وتكتب وتحضر الندوآت والبرآمج المُفيدهْ .. وكان ذلكَ صحيحـاً جدّاً لكنِّي توقّفتُ عند هذهِ النُطقهْ اقتباس:
أن نتحمّل ذنُوب الإسمتاع ومشاهدة المحرمات لأجلهـا .. !! لنْ أدّعي المثآلية وأقول بأنِّي لا أستمع للغناء أو لا أُشاهدْ المسرحياتْ لا , لكنْ إنّ كُنّـا نتكلم عنْ رقيّ فكرْ , وغذآء روحْ فلآيعنِي هذا أنْ نُهمل الجانبْ الديني وجانِب ماحُرٍّمَ وماحُلِّلْ , رُبمّا أنّهـا أتَتْ معكَ هكذاَ فِي سياقِ الحديثْ .. وُربّماَ أنّكَ تُعٍِدٌّ ذلِكَ باباً لِلثقآفةْ , وإسمح لِي أن أُعارِضُكَ في هذهْ .. , *قُلتَ في ختامِ حديثكْ , اقتباس:
دُونَ أن يتعلَّمُوا القرآْءه , فيكفَ بِ الثقافةِ العآمّة ؟! ياسيِّدْ .. نعلمُ أن متطلبات كل عصرْ تختلف عن سابقهْ وأن الثقافة أصبحت ضروريّة في هذا العصرْ , لكنَّ حتماً هُناكَ حياةْ تسحتقّ أن نحياها دونَ ثقافهْ ! فقدْ قالَهـا عزَّ وجلْ ( وماخلقتُ الجنْ والإنسْ إلاّ لِيعبدُونْ ) , فَالأُمّةُ المُسلمة نادراً ماتكُونُ قليلة ثقافة , لأنّ مرجعهـا القُرآن وكفىآ بِ القرآنِ دُستوراً لِ حياةٍ ستكُونُ باذخةْ الجمالِ / الرضـا / الرآحه ! لنْ ننفي أهميّة الثقافةْ , لكنّنـا لنْ نعتبرَ حياةً دونهـا ليستْ مُهمّهْ ! فأجدادُنـا بعضهُم يعيشُ إلىآ الآنْ , واللهِ لإنّهُمْ أفهمُ منّا .. نحنُ القآرئين والجآرين خلفَ الثقافةْ والعلم بنهمْ .. ! ،‘ مُصطفىآ .. كُنتَ جميــلاً هُنـا , وكانتْ إسقاطاتُكَ مُهمّة أيضـاً .. , ولايعنِي مُعارضتِي للبعضِ نقصاً فيهـا , لا واللهْ ! لكنَّ إختلآفْ وجهات النظر لآيُفسد للودّ قضيّةْ , دُعـائِيْ , http://www.viafy.com/uploads/ebe389cb6e.bmp |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة
|
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة اقتباس:
أشكرك شكرا جزيلا على ما تفضلت به في ردك الكريم،وعك حق في كون أن الكثيرين يعيشون بلا ثقافة ومع ذلك فهم يسبحون في بحر السعادة لا ساحل له،ولكنهم في ذلك ينطبق عليهم قول المتنبي: [poem font="Arial,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"] ذو العقل يشقى في النعيم بعقله=وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ[/poem] تنسلم أخي الكريم على الرد الكريم. |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة اقتباس:
|
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة اقتباس:
شكؤرا لك مرة أخرى. |
مشاركة : الثقافة بوصفها ضرورة اقتباس:
أشكرك شكرا على هذه المداخلة القيمة ،وأقول: إذا أخذنا الثقافة بمفهومها الواسع فهي تشمل كل ما مكن أن يقرأ ويسمع ويتعلم ويدرك،و لا شك أن الأغاني الهادفة والمسرحيات ذات الطابع التثقيفي هي من بين الأمور التي تساعد على تنمية الوعي وتوسيع الإدراك،و حين نسمع كلمة أغان أو مسرحيات ينبغي أن لا تنصرف أذهاننا إلى الرديئ منها،فأحيانا مجرد مشاهدة مسرحية يغني عن قراءة كتاب أو أكثر. أما الآية الكريمة:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"فمن بين تفاسير لفظة"ليعبدون" تفسيرها ب"ليعرفون"أي أن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس ليعرفوه،و المعرفة هي الثقافة في التحليل الأخير.وشخصيا أعتقد أن المرء لا يعبد الله حق عبادته إذا كان لا يعرفه،وفي القرآن الكريم نجد الله عز وجل يقول:"إنما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ"لمعرفتهم بالله معرفة قوية. قد يعيش أجدادنا سعداء ، لكن ما جدوى السعادة تحت غطاء الجهل؟و العالم قد يعيش شقيا في الحياة،لكنه بلا شك يبقى عالما ...وهو أقرب إلى منا نحن الجهلاء...أليس الأمر كذلك؟ شكرا لك على الرد الكريم. |
الساعة الآن 18:59. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ