حين يرحلون بغتة دون أن يتركوا في الأفق بصيص نور يُستشف على إثره في ايّ فلكِ يسبحون بعيداً عنّا أو بأيّ ذنبٍ اغتسلوا منّا أو حتى لما أنتعلوا الانعزال و اكتفوا بتوديعة غبية تُبقي أرواحنا على انتظار يكون الغياب أثمن .

حين نكون أوفياء نعلّق نواقيس الذكرى بِمعابد النسيان بيد أنّنا شرفاء لكنّهم يغمسونَنا بِحياض ماضٍ نتن إلتصق فينا كَنسلٍ أسمائنا يكون الموت أثمن
حين نشعر بالضعف ذاك الذي ينخر مناجم كبرياءاتنا و يضعنا في علبٍ هشّة قابلة للإستهانة و الإهانة بَل و حتى " الشماتة " يكون التبّخر أثمن
حين نبحث عن ذواتنا فلا نجد بين الأضلع سوى أصوات محشورة و صور مكدسة ومئات الأسرار الغبية و الليالي المنسية و الصدف التائهة و لا نجد من يكافئنا حسن المكافأة يكون الانعزال أثمن
حين يكون العتب أكبر من أي حرف و الخيبة أكبر من أي دهشة و الملامح أكبر من أي وصف يكون الذهاب أجمل
حين يستطيل عمق الإهانة حد أنْ يرتكز بِساحة أحشائنا دون أن نتساءل ب لماذا فقط خوفاً مِن أنْ تفضح الإجابة نكرانا مؤلما يكون الصّمت أجمل
لا أبجدية قادرة على وصف ذنب الحنين و ثأر الغياب لكنها بضعَ كلمات علّ ما نام بين سطورها دون أن تبصره يكفي بالغرض يا أخي .

هذه اللوحة تَحكي كُل ما أردتُ أن أقوله ... !

شَو طَعم الدنيا دَونك , شو نَفع هالقلب دَونك ..

أكرهك وفَي عِز كَرهي أحس إني أحبك أكثر , مَدري حَالي ذآ طبيعي ولا حآلي ذآ مَرض* ... !