العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !!

مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! مسَاحـةْ مِنْ الحُريَـةْ لِرِوَايَـتُـكُمْ .. و يَومِياتِكُمْ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 19-11-2010, 21:03
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي أصبحت حاسدا ً

أصبحت حاسدا
قصة قصيرة ،
خليل الشريف
6 / 12 / 1431هـ


في إحدى المرات التي استيقظت فيها مثقلا بالنوم والوجع . و بعد أن كررت عيناي تلك الاغماضات السريعة المتتالية واللاإرادية ، وجدت أنني أمتلك رغبة عارمة للحسد !. ظننت في أول الأمر أنه مجرد شعور عرضي . نابع من حلم سيء لعله خالط عقلي الباطن أثناء النوم . لكنني بعد أن دخلت الحمام . وقمت بواجبات الحمام المعتادة . ثم تناولت إفطاري وشربت قهوتي . تأكدت أنني لاأزال أرغب في الحسد . بل إنني أشعر وكأنني امتلكت هذه الموهبة دون مقدمات !
نعم . بلا عجب . لقد صرت حاسدا . ويمكنني الآن أن أنشغل كثيرا عن التفكير في الأحداث السياسية التي تزعجنا بها الأخبار يوميا . وأن أتخلص من أعباء الثقافة التي تصور لنا الحياة على أنها مجرد معاناة ينبغي توثيقها ليس إلا . ويمكنني الآن التركيز أكثر على ما يدور حولي من مواقف وشخصيات . أن أركز على اللحظة الراهنة بالتحديد .

لست معنيا بما يحاك ضد الحاسد من أساطير وحكايات، ولست مهتما إذا كنت قادرا على الإطاحة بالطيور التي تحلق في السماء الواسعة ، وسأكون أكثر صراحة إذا قلت أنني لا أؤمن لا من قريب ولا من بعيد بأن عين الإنسان المجردة يمكن أن تفعل الأعاجيب في الموجودات الحسية .
لكنني أستطيع أن أؤكد لكم أن هناك شعورا يمضي في عروقي الآن ، ويمتزج مع دمي ، ويأخذ دورته في جسدي ؛ وكأنه مصل سحري يتسلل إلى الخلايا ، ثم يتماهى بعد ذلك مع الروح في التحام لا انفكاك بعده !
هذا الشعور لا تقتصر علاقته بالعين الناظرة إلى المحسود .. والذين يعتقدون أن العين هي الوسيلة الوحيدة للحسد . لا يفهمون كيف تتحرك تلك المشاعر داخل الحاسد . إن الحسد قضية شعورية باطنية ولا ينبغي اختزالها في العين المجردة . لقد أثبت التاريخ الشعبي قصصا كثيرة حول أنماط خطيرة من الحاسدين ، لم يكونوا يمتلكون القدر الكافي من قوة البصر لرؤية 20 مترا أمام أعينهم . بل ليس غريبا أن يكون الأعمى حاسدا محترفا ! فالأعمى كغيره من البشر . لديه الاستعداد الذاتي للاستيقاظ يوم ما وقد صار حاسداً ! إن البشر دوناً عن المخلوقات الأخرى ؛ الأكثر مقدرة للقيام بمثل هذا الدور على أتم وجه . وهذا يفسر دوافع الجريمة الأولى على وجه الأرض، إذ كانت على يد إنسان حاسد !

إنني لن أفوت هذا الصباح الأول لي مع هذا الشعور الممتع . ولعل الأجدر بي أن أختبر قدرتي على الحسد الآن بينما أحيي جاري البغيض الذي يجلس بجواري داخل سيارته الفارهة .
قلت في نفسي في اللحظة التي لوحت بيدي لتحيته " من المفترض أن تركب حمارا أجربا فضلا أن تقود سيارة تتعدى قيمتها المائتين ألف ريال !!"
إنني أحسده بالفعل ، وأتمنى لو أنني رأيته يقف بجوار سيارته وقد تحولت إلى كومة من حديد ! جيد إذن ، لعل هذه بداية موفقة!
لقد قررت أن أمضي ما تبقى لي من الحياة حاسدا . إنه أمر جاد ، ويملؤك بالقوة ! أن تدخل إلى عملك – كما أفعل الآن – وتبتسم لرئيسك وفيما توقع للحضور ؛ يصرخ في داخلك السؤال الأزلي للحاسدين ( لم تجلس في هذا المكان أيها القزم ولا أجلس أنا ؟) وفي اللحظة التي أدير له ظهري ، ستصدح الإجابة مباشرة من ذلك المصل الأصفر المشوب بالسواد في دمي ( أنا أحق من هذا الأبله بهذا المكان !) .. هاهي نار الحسد تتأجج في دمي . هذا تطبيق ممتاز .. مزيد من الحقد .. ضغينة أكبر ، وسأكون أكثر احترافية !

ماذا عن الأصدقاء ؟ هل ستظل نظرتي للصداقة سطحية وبلهاء ؟ هل سأكتفي ، بكل سذاجة . كي أنظر للصديق على أنه الشخص الذي تقضي معه أجمل لحظات وقتك ؟ بالطبع ستتغير هذه المشاعر الطفولية . لأنني ولابد ؛ سأدقق النظر في التفاصيل . سأكون أكثر تركيزاً . الملاحظة أولا ، ومن ثم المقارنة بعد ذلك . ما الذي لديه وليس لدي ؟ وما الذي لدي وليس لديه .؟ وسأحارب حتى أكون المتفوق في غالب التفاصيل . أوليس هذا شعورا يدفع الإنسان ليكون أفضل ؟ أوليس الحسد صفة تجعل الإنسان أكثر نجاحا وتطورا ً ؟

قلت في نفسي وأنا أعد تقريرا مع صديقي سعيد وكنا نتكلم عن ترقيته المتوقعة قريبا :
"ماذا تريد يا سعيد ؟ أنت لا تكتفي أن تتبختر بجسمك العريض القوي أمامي كل يوم . وتسألني بكل قذارة هل بدأت "الريجيم " يا حمدان ؟ ثم تبدأ بإخراج جهازك المحمول وهاتفك النقال الحديث . وبعد أن تلف رأسك بأمتار من الأسلاك النحيلة السوداء . وتلبس نظارتك الصغيرة . ومن تحت بروازها المستطيل الرقيق . تنظر إلي و تحدثني عن ترقيتك المتوقعة !! أيها الحشرة المتشكلة في صورة إنسان . وددت لو أنني أحرقك بكل مبيدات الدنيا . وأن أدوسك كما يسحق صرصور مزعج في دورة مياه .. إنني أتجاوزك بمراحل . لكن شيء ما كان خطأ ً، جعلك تحظى بهذا كله . على الرغم أنني لست مهتما لأمرك . وأنك في الوقت نفسه صديقي المثير في نفسي الحسد . الشعور الذي سيجعلني يوما ما أتفوق عليك ، وأكلمك وأنا أضم مابين حاجبي ؛ وكأنني أشم رائحة كريهة !"

وماذا بعد .. ؟ لن أتوقف عن هذا الحد . الحاسد المحترف يتفنن في إظهار أفضل ما لديه وفي الوقت ذاته . إظهار أسوأ ما لدى الآخرين . هكذا في وقت واحد . الأفضل هنا ( وأشير إلى شخصي ) والأسوأ هناك ( وأشير إلى من هم جواري ) ليس هناك من هو أحق مني بأن يكون بارزا وناجحا وقادرا على تحقيق المكاسب دائما ً. وعلى هذا الأساس يتفاوت الناس في حظوظهم . ليس فقط لأن هناك أذكياء وأغبياء ، أو أن هناك أقوياء وضعفاء . بل في الدرجة الأولى لأن هناك حاسدين وغير حاسدين !

إن الحاسد . شخص قادر على السيطرة دائماً . قادر على بسط النفوذ والهيمنة . فهو شخصية ميكافيلية مراوغة يمكنها أن تأسر الخصم بجاذبيتها أحياناً . ثم ما تلبث أن تلتهمها في اللحظة المناسبة . إنه يمتلك عقلية مركبة تحوي مجموعة متمازجة من الفلسفات الحديثة والقديمة . يمكن وصفه بالواقعي والنفعي والمادي والعدمي والعلماني والطبيعي . كثير من الفلسفات تتلخص في سلوك الحاسد . الإنسان المتحضر والمتفاعل مع متغيرات العالم من حوله .
إنني أحترم الرئيس الحاسد في أي موقع . وأقدر الطريقة التي يحاول بها تكسير رؤوس موظفيه حتى يبقى بمأمن عن بروز أحدهم فوقه . تلك هي القوة الحقيقة للرئيس الحقيقي .

إنني أحيي الحاكم الحاسد في أي بلد على وجه الأرض ، ولا أجد أي غرابة إذا ما كان ينهب ثروات البلد الذي يحكمه . وأن يحول سكانه إلى رعاع لا يرون إلا ما يرى ولا يسمعون إلا ما يسمع . إن الحاكم الحاسد . شخصية تستحق التأمل والمتابعة . ومن ثم َّ استخراج المعنى المتمثل في تشكلها . إنه شخص قادر على أن يستمر في الحكم عشرات السنين دون أي مقاومة تذكر ! شخص حاضر بقوة مخيفة . لا يمكن أن يسمح لأي فرد من الشعب ضمن أي طبقة من طبقاته ؛ أن يكون أفضل أو أغنى منه . الحاكم الحاسد لا يستطيع أن يتخيل للحظة . أن هناك مخلوقا ما ، يمكن أن يأخذ مكانه . ويحظى بالامتيازات المطلقة التي يحظى بها . إنه على استعداد أن يموت ألف مرة ، أو يحرق الشعب عن بكرة أبيه . على أن تأتي تلك اللحظة التي يرى فيها إنسان آخر يتربع فوق عرشه . وفي سبيل هذا العرش . يستحوذ على كل شيء . على الممتلكات . على الحريات . على الناس ،على العقول . إن مشاعر الحسد تخلق في داخله شخصية معقدة جدا . مركبة جدا . شخصية تركز على نفسها ، وتشبع نهمها للبروز المتكرر المطلق فوق الآخرين . وبالتالي تبقى ؛ بينما ينتهي الآخرون . حتى ليصبح هذا الحاكم المدار لكل شيء ، الغاية لكل هدف ، المحصلة لكل مشروع ، المنتهى لكل عمل ! وعند هذا المستوى الذي لا يستطيع تحقيقه إلا الحاكم الحاسد . يمتد النفوذ ويستمر ، ويتجذر في أعماق الناس إلى الأبد .
حتى الدول تحسد بعضها بعضا . وهي تعلن ذلك بكل صراحة ووضوح . وتتمنى كل أمة أن تنهض وأن تتأخر الأمم الأخرى . وهذا الصراع المحموم بين الدول العظمى وغير العظمى على الثروات ، والذي لم يعر الطبيعة أو الإنسان أي اهتمام ؛ ما هو إلا ترجمة للغة الحسد التي تجعل الأنظمة تتسابق وتتصارع بحثا عن التفوق والسيطرة . إن بقاء أي نظام مرهون بقوته على حسد الأنظمة الأخرى ، وكذلك بضعف أنظمة أخرى عن حسد الآخرين وهكذا ..

كيف يمكن أن نفهم الحسد دون أن نربطه بالواقع الذي نعيشه . ودون أن نربطه بمن يمارسونه بيننا ، ويجنون هذه النتائج التي لا يحلم بها مجرد الحلم . من يضيعون أعمارهم وهم يحاولون الإثبات لأنفسهم وللآخرين من حولهم أنهم قنوعين ، وأنهم لا يهتمون إن حصلوا على ما يحصل عليه الآخرين . لعمري . إنهم في حقيقة الأمر . مجموعة من الفاشلين الذين لا تعترف بهم الحياة أبداً .. وماذا يكلف الحسد على الحاسد . إن عملية الحسد لا تحتاج إلى وساطة أو جهد . ولا تكلف الحاسد أي تكاليف مادية على الإطلاق . كما أنها عملية سهلة ويسيرة وليست ظاهرة على السطح حتى ينتقدها الناس . كما أنها لا تحتاج إلى علم نظري معقد . إنها تحتاج إلى القناعة والتدرب والتطبيق المباشر . أما عن الأعراض الصحية التي قد تطال الحاسد فليست بالضرورة أن تكون ملازمة . وربما كانت منتشرة في الأفراد غير الحاسدين أكثر . إن أمراض مثل السكر وارتفاع ضغط الدم ، وانسداد الشرايين ، والاكتئاب والهوس ، والقرحة ، والتهاب القولون العصبي، والهزال ، والسمنة المفرطة ، والإجهاد ، والقلق ، والاضطرابات الذهنية، وجنون العظمة .. أعراض قد تتواجد في حياة الحاسد وفي حياة غير الحاسد . وإذا سلمنا أن الحاسد أكثر عرضة للإصابة بها ؛ فلا بأس ! إذا ما قورن ذلك بالنتائج التي سيحققها . فحياة الإنسان تقاس بالنتائج ، ولا تهم الأمراض التي تلحق به مقابل النتائج التي يحققها .

لقد كانت اللحظة الفارقة في حياتي . تلك الساعة التي استيقظت فيها وأنا أمتلك قدراً كافيا ً للقيام بمهمات الحاسد . ولعلي مع الوقت . أستطيع أن أحترف هذا الدور بشكل كامل . وأن أدخل ضمن دوامة الحسد العالمية . وأن أكون مستعداً لأعلى سلطة يمكن أن تهديها لي الحياة .
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 26-11-2010, 15:19
الصورة الرمزية هديل .
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 19
هديل . will become famous soon enough
افتراضي رد: أصبحت حاسدا ً

‎‏


كلما اتسعت ( العبارة ) , ضاقَت ( الرؤية ) !
جميييل يا كاتبْ .


____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس
  #3 (permalink)  
قديم 27-11-2010, 14:28
الصورة الرمزية صَمتْ الرمَـال }
بكيتك وشاب رمشي !
 
بداياتي : Sep 2007
المشاركات: 2,167
تقييم المستوى: 19
صَمتْ الرمَـال } is on a distinguished road
افتراضي رد: أصبحت حاسدا ً






اتدري ..
أن اصبح حاسداً ..! هو العاقبه الوخيمه للحرب التي تدور بداخلنا حينما نرى نعم الله على الأخرين
نحاول التخلص من شعور الحسد بـ أن نغبط الآخر لنبرئ من الحسد !
أو نكتفي بمحاولة غض البصر حتى لا نصبح ( حاسدين ) ..!

الحسد بشع يا كاتب ، ولينجينا الله معك من الحسد .


كاتب /




____________________________________

إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ
بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ ..
أحبَبتُ نفسي
ميسون سويدان
رد مع اقتباس
  #4 (permalink)  
قديم 27-11-2010, 22:17
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: أصبحت حاسدا ً

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الجرح . مشاهدة المشاركة
‎‏


كلما اتسعت ( العبارة ) , ضاقَت ( الرؤية ) !
جميييل يا كاتبْ .
هههههههههههههههههههه
أي فكرة التقطتها عبقريتك ياهديل ..
ما أجمل التفكير بطريقة مغايرة كالذي فعلتيه في العبارة ..
أضحكتني هذه اللمحة ، جعل الله أيامك ترفل في الهناء والنجاح
سأقول لك أيضا ..
(( كلما اتسعت الرؤية اتسعت العبارة ))
المقولة الأصلية في التوقيع كانت لعالم صوفي يبرر عجزه عن النطق لمناجاة الله ، بأنه رآه - رآه مجازا طبعا - وبالتالي شلت رؤيته قدرته للتعبير عن مدى جلال الله وروعته وقدرته ، وعن مدى حاجة هذا العالم إليه أيضا . بالفعل ، هناك حالات تصيبنا فيها الحقيقة بالخرس . لأنها أكبر بكثير عن أن نختصرها بكلمات !
لكنني بعد تعريجك الذكي على المقولة ؛ قررت غير آسفا ولا حزينا ؛ أن أغير هذا التوقيع . إذ صار يعبث بي شعورا بالضحك لا ينفك كلما رأيته بعد أن تم تحريفه . كيف وقد صارت العبارة أوسع من الرؤية
ولقد قررت أيضا - مستعينا بالله تعالى - أن يكون توقيعي القادم هدية بسيطة من القلب إلى القلب إليك . فاقبليها بصدر رحب . من أخوك الكاتب الذي أسعدته مداخلتك جدا جدا

____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #5 (permalink)  
قديم 27-11-2010, 22:46
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: أصبحت حاسدا ً

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمتْ الرمَـال } مشاهدة المشاركة





اتدري ..
أن اصبح حاسداً ..! هو العاقبه الوخيمه للحرب التي تدور بداخلنا حينما نرى نعم الله على الأخرين
نحاول التخلص من شعور الحسد بـ أن نغبط الآخر لنبرئ من الحسد !
أو نكتفي بمحاولة غض البصر حتى لا نصبح ( حاسدين ) ..!

الحسد بشع يا كاتب ، ولينجينا الله معك من الحسد .


كاتب /




لاشك عزيزتي ،
ولذلك كان لزاما علي أن أرفق توطئة قبل إرفاق القصة. توضح الغاية الاساسية للقصة ..
وأظن أنني سأفعل هذا الآن وإن كان متأخرا ً ،
سررت لهذه الاطلالة أيتها الأنيقة
دمت بنقاءك وأناقتك
تحية
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
  #6 (permalink)  
قديم 27-11-2010, 22:47
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: أصبحت حاسدا ً

توطئة متأخرة

فلسفة الحسد تدور حول الصراع مع إلغاء القيم تماما . دون وضع أي اعتبار لها . فالحسد ليس أمر يقع خارج منظومة القيم والأخلاق وحسب . إنما يعمل على تحييد القيم والأخلاق تماما ، وشطبها من قاموس الصراع والتنافس . وخطورة هذا النوع من الصراع المبني على هذه الفلسفة . أنه يمثل دمار مؤكد للإنسانية. إن عملية تحييد القيم في أي نزاع أو صراع ستؤول إلى جرائم وضغائن وحروب ودمار على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعات .
أما الطموح ، والرغبة في تحقيق النجاح ، والتنافس والصراع الذي لا يلغي القيم والأخلاق ، ولا يحيد دورها في عملية التنافس والتسابق ؛ لا يمكن اعتباره من الحسد . إنما يدخل في دائرة التدافع الذي يعمل على تنمية الحياة ، وعمارة الأرض ، وتطير واقع البشرية مع الوقت . والخسائر في هذا النوع من التسابق والصراع لا تصل إلى تدمير البشرية وشقائها ؛ بل هي خسائر معقولة ومقبولة أمام المكاسب التي تجنيها الإنسانية من هذا الصراع المحمود ..
وهنا تبرز أهم نقطة في الموضوع ..
مالمعيار الذي احتكمنا إليه لتحديد الفرق بين الحسد والطموح ؟
إنها الأخلاق والقيم
إن الأخلاق والقيم معيار مهم جدا يقع حدا فاصلا بين مفاهيم الشر والخير . الحق والباطل . الإفساد والإصلاح . وإن أي فلسفة تدعو لتحييد القيم والأخلاق هي فلسفة لا تخلو من فكرة الحسد المقيت ، الذي يلهب الصراعات البشعة بين البشر ويورث الحروب والطبقية والفقر والشقاء للناس . وتلك هي فكرة أغلب الفلسفات الحديثة . وأنا أستغرب أن هناك من يجد حساسية من سماع كلمة الحسد . ويعتبر الشخص الذي يتصف بهذه الصفة شخص أناني ومقيت . بينما لايجد غضاضة حين يسمع عبارات عن الفلسفات الحديثة التي تبرز اليوم مثل الفلسفة المادية أوالنفعية أو فلسفة الرجل الأعلى عند نيتشه على سبيل المثال . والتي ترتكز بشكل أو آخر على قدرة الإنسان على السيطرة والنجاح دون اعتبار للقيم والأخلاق . بل إن الأخلاق والقيم تعتبر قضايا غير محسوسة وغير مفهومة لتلك الفلسفات ، وعليه لا ينبغي الإستناد لها لأنها في نظرهم متغيرة وجدلية وغير ثابتة !
والحقيقة أن هذه الفلسفات - وكما تفعل الفلسفة دائما - تحاول أن تجعل من الشواهد التي تقف حجر عثرة في طريقها ، شواهدا متغيرة ماورائية غير مفهومة ولا محسوسة ولايمكن أن يرتكن إليها . ليس لشيء إلا لأنها تـُصعّب في نظرهم عملية الوصول إلى نتائج مادية ملموسة . وياللأسف يتجاهلون الخسائر الفادحة التي يحدثونها في الطبيعة وفي الإنسان وفي الحيوان نتيجة تلك الرغبة الجارفة في الإنتاج والحوسلة لمدخرات الأرض والإنسان أيضا .
وماذا نتج بسبب هذه النظرة للحياة الخالية من القيم والأخلاق . غياب الهوية . غياب العدل . بروز مفهوم السياسة الدولية الذي يرتكز على المصلحة والمنفعة وبالتالي تدور القيمة وتدور الأخلاق حول المرتكز النفعي البراجماتي . ونلحظ لذلك أن القوي يزداد قوة ، والغني يزداد غناء . بينما في المقابل يزداد الضعيف ضعفا وفقرا وجهلا وتبعية . هذه هي الفلسفات التي تحرك الدول والمنظمات الاقتصادية العالمية اليوم . في نظام رأس المال . لا مكان لللقيم . السوق مفتوح للاحتكار وللظلم ولرفع الأسعار ، ولسحق صغار المستثمرين ، ولسيطرة وتحكم من يملك أكثر . وكأنها حالة تمثل المقولة الشعبية المصرية (( معاك قرش تسوى قرش ممعاكش ماتسواش )) وبالتالي تغيب قيمة الإنسان كقيمة ماورائية روحية ، وتضيع مكانته الآدمية مع هذه الموجة المادية المسعورة . ولا يبقى له إلا أن يكون حسودا جشعا يتمنى تكسير خصومه والفوز بالنصيب الأكبر من المادة .

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن همو ذهبت خلاقهم ذهبوا


ولذا تمثل القصة السابقة الشخصية العصرية التي تصنعها الفلسفة المادية اليوم ..

تحياتي
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1