مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   قُـبلةْ عَلىً جَبِـينْ القَمَـرْ .. (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   بِعينِ الله (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=3347)

الطُهر 23-12-2010 16:15

بِعينِ الله
 
سيري ببطء، يا حياة، لكي أَراك
بِكامل النقْصَان حولي. كم نسيتكِ في
خضمٌكِ باحثا عنٌي وعنكِ. وكلَّما أدركت
سرٌا منك قلت بقسوة: ما أَجهلَكْ! *


مرّت عليّ أشهُرٌ عِجَافٌ .. ليَالِيها طِوَالٌ , التَزَمْتُ فِيها بالصَمْتِ الخانِقِ لعادَةِ تكوِينِي , وبحَثْتُ عَن نفْسِي فلَم أجِدْنِي وظَنَنْتُ أنّ السمَاءَ فتَحَت فُوّهَةً من إحدَىَ الغَيْمَاتِ وألقَت بِرِيحٍ خَطَفْت شيئَاً منِّي للأعلَىَ ! لأنّي فتّشْتُ عنْهُ طوِيلاً ولَم أجِدْهُ ..

لستُ وحْدِي مَن بحَثْتُ عنِّي .. كُلّ مَن مسّ حَبْلَ وِصَالٍ معِي فتَّشَ معِي .. ولم أكتَرِث وظَنَنْتُ لبُرْهَة أنّ كُلّ شيءٍ لا يَعْنِينِي .. جُلّ ما فكّرْتُ فِيه هُوَ أن أجِدَ ذاكَ الَّذِي خطَفَتْهُ السَمَاء منِّي كمَا خُيِّلَ إليّ .. فأن أفتقدَ نفسِي هُوَ الأكثَرُ ألماً على الإطلاق .. ولعلّ القُوَّة الَّتِي تُرَىَ في قسمَاتِ وَجْهِي و على ضفافِ حرفِي هيَ شيء مُغايِر تماماً عَن الإحساس الَّذِي يجعلُ شيئاً ما بِداخلِي يتهاوَىَ ألماً .. ويضعُفُ حتَّىَ كأنِّي أرَاهُ مُلقَاً ذابِلاً بينَ نبضِ أورِدَتِي .. يستَجْدِي قُوَّةً مِنَ السمَاءِ , ويرفُضُ شفقَةً من أهلِ الأرْضِ ..


وأسْألُ نفْسِي : لِمَ أكابِرُ حتّىَ أمام نفْسِي ؟ ولا أعْلِنُ حالاتَ الضَّعْفِ هذِهِ وأهرُبُ بعيداً حتّى عن مرآتِي كُلّما اعترَانِي حُزْنٌ ما .. هُوَ شيءٌ لا يُمكِنُ تفسِيرَهُ , أن أُرْكِنَ كُلّ الحيَاةِ في جانِبٍ مَا .. و لا يليقُ بِي إلاّ المُكابرَة في لحظَاتٍ كهَذِهِ .. ولعلّ أقصَىَ ما يُهلِكُ الرُوح أن أهْرُبَ بحُزْنِي حتّى عن عَيْنِي وعن عينِ أمّي ..


حِينمَا أجلِسُ إلى جانِبِ أشيَائِي الّتي لا تُرَىَ إلا بعينيّ .. أفكّرُ في هذهِ النّفْسِ وما يجتَمِعُ فيها من تضَادٍ غرِيب , تصعُبُ معَهُ الحيَاة في حالاتٍ كثِيرة .. ويصْعُبُ معهُ المَوْت أيْضاً ! ..و كيفَ تشتهِي النفسُ الموت ! وهل خُلقت الأمنيّاتُ لتمُوت ؟!


ولعلّ الحُلم والأمنيّات هِيَ ما يجعلُني أتمسَّكُ بالحياَةِ وأستعِيدُ قُوَايَ كُلّما لاحَ الحُلمُ طيفَاً يمدّ يدَهُ إليّ ويضمّ ضعفِي .. ويمدّني جمالُهُ بالرّغْبَةِ في الوصُولِ إليه .. الأحلامُ اليُوسفيَّة الجمَال لا تحتاجُ لنساءٍ تُقطّعنَ أصابعهُنّ للوصُولِ إليهَا فهُنّ لن يصِلْن ولن يخرُجنَ إلاّ بأصابِعَ مُقطّعة .. ولكِنّها تحتَاجُ لارتباطٍ بالله .. فكُلّ مُستحِيلٍ مع الله يكُون ..


وحينما أقُول أحلام يُوسفيّة لا أريد أن يتبادر لذهنِ القارِئ الجمال الظاهري وحدَه فجمَالُ يُوسُف الظاهِرِيّ إنّما نبَعَ من جمالِ حقيقته المُتمثّل في جمالِ رُوحِه .. والأحلام كذلِك يجب أن يكُون ظاهرها كمَا باطنها كُلّه يُؤدي للجمال .. ولعلّ سمُوّ الأحلامِ هُوَ السبيل الأوحَد لتخُلّدَ حتّىّ تُحالُ لواقِع .. لذلِك تمُوتُ الأمنيَّاتُ المشبعة بهوَىَ النّفْس في لحظَةِ قُوّة , وتبقَىَ الأحلامُ التي لها عمدٌ إيمانِي يدعمُها و دِسَار قويّ ينتظمها ..


في ليالِي الأشهُر الماضيَة كانَ الحُزنُ سرمَدِيَّاً , والبحثُ في أغوارِ الرُوح طال , والتأمّل في محطاتِ الحيَاةِ طالَ أيْضاً ولا شيءَ قصُرَ حينذَاك إلاّ الوقت والعُمر .. فأفكّر هل تُراني أجحِفُ في حقّ نفسِي وعُمري ؟ وأدركتُ بعدَ حِين أنّ حالات الحُزن الّتي تُولّد من الابتلاء إنّما هِيَ طريقٌ لإدراكِ الحيَاة .. معْنَىَ الحيَاة .. كُنه الحيَاة .. الّتي ستُغيّبُ عنها أجسادنا في لحظَةٍ ما ونحنُ لم نُدرِك كُنهها لولا الابتلاءات الّتي قد يكُون ظاهرها وجعاً وباطنها سبيلاً للحياة كُلّ الحياة ..


فكّرْتُ أيْضاً في استِدارَةِ الحياةِ كحلقَة تدُورُ أمامَ ناظِرَي الإنسَان وفيها حلقاتٌ صغيرة غِير واضِحة المعالِم .. كُلَّما استدَارَت الحيَاة أكثَر .. وامتلأت أيَّامُ الفردِ بالتَّجارِبِ وذاقَ الابتلاءات زادَ وضُوحُ الحلقَات الصَغِيرَة .. وكُلّما زادَ وضُوح الحلقات الصغِيرة أدركنَا ماهيَّة الحلقَة الكبِيرة .. فيما لو كانَت قلادَة تُعلَّقُ على عُنُقِ السمَاء .. أو مسبَحَة تُزيّن في يدِ شابٍّ مُؤمِن .. أو خِلخَال يُزيّن رُجل راقِصَة أو ..! .. فنواحي جماليّة الحياة تختلفُ من عينٍ لأخرَىَ .. وحتّى نواحِي إدراك ماهيّة الحياة تختلف من عقليّة لأخرَىَ .. فما هِيَ الحيَاة ! ولِمَ ؟!


وفكّرْتُ أيضاً في الناس باختلافِ أجناسِهِم وعقائِدِهم وميُولِهِم وهويّاتِهِم .. في العلاقاتِ .. كَيْفَ يُصْبِح من المُمكِنِ أن تنْتَهِي بابتسَامَةِ ودَاع , أو لحظَة غضَب , أو وسوَسَة شَيْطَان , أو شهقَة مَوْت .. المُهمّ في كُلّ ذلِك أنّها تنتهِي بسهُولَة , وإثبات الشيء لا ينفي ما عدَاه !


مَوطِنُ الجسَد البَلَد , ومَوْطِنُ الرُوح الجسَد , والرُوحُ مَوطِنُ الأوطَانِ ||| .. فكَّرْتُ في حجْمِ التضْحِيَات الّتي يُقدّمُها الإنسَان في سبيل أشياء مُعيّنة .. كالتضحِيَة من أجْلِ الوطَن .. والأوطَانُ ثلاثَة كما أرى , مَوطِنُ الجسَد .. ومَوطِنُ الرّوح , ومَوطِنُ الأوطَان . أمّا الأوّل وهُوَ البلد فحُبّهُ من الإيمَان والتضحِيَة في سبيله دِينٌ و واجِب .. ولكِن ماذا لَو خانَنا الوطَن ؟ فهَل يعُودُ للوطَن في منزِلِ القلبِ موطِناً بعدَ أن جعلَ افراداً يتوسّدُونَ الخذلانَ ويتدثّرُون بالدمع ؟ وأمّا الثاني فهُوَ الجسَد .. وكم هِيَ التضْحِيَات الّتي يبذلها الفردُ لإشباعِ حاجاتِ الجسَد .. وماذا بعد ؟! , وأمّا الثالثُ فهُوَ الرُوح .. أقدسُ ما يملكُهُ الإنسَان ويُضحّي بأشياء تمِيلَ لهَا النفس من أجلِ أن يُحافظ على قداسةِ وطُهرِ هذه الرُوح .. فأمّا الأخير فجديرٌ بنا أن نُضحّي بكُلّ شيءٍ من أجلِ الحفاظ على قداستِه ..

ولمَ نحيَىَ ؟ هل لأنّنا مُجبرُون على الحياة حتّى تحينَ لحظَةُ الموتِ ؟ أو هل لنحقّقَ غاياتنا ؟ أو هل لنُرضِي رغبات أجسادنا ؟ أو هل لنُضحّي من أجل أوطاننا ؟ أو هل لنُجاهِدَ أنفُسنَا ونُحافظ على قداسَة الرُوح ؟ لمَ ..


هل عمّرْنا الأرْضَ ؟ هل أفسدناها بذاتِ الأيدي الّتي خلقها اللهُ ؟ ان عمّرنا فنحنُ مُصلحُون وإن أفسدنا فنحنُ مُفسدُون .. ماذا لو لم نفعَل شيئاً من سنكُون حينها ؟! عابِرُون ؟!

وحدَهُ الله يعلَمُ النوايا .. و حقائق الأمُور , وخفايا الأنفُس , وما تُخفي الصُدُور .. إنّ الَّذِي يمدّنا بالقُوَّة هُوَ المِحَن الَّتِي تعصِفُ بحياتنا .. وتُودِي بِنا في قعْرِ الحُزْن .. و إنّ أكثَر ما يُهوِّن مصَائِب الدُّنيَا وابتلاءَاتها أنَّها بِعَيْنِ الله ولا تخفَىَ على الله خافيَة.


إنّ كُلّ ما كُتِبَ في الأعلَىَ جزء من هواجِسُ عِشْتَها .. وفكّرْتُ فيها .. ولعلّ الألَم هُوَ أكثَرُ الأشيَاء قُدْرَة على إحيَاءِ وظَائِف حواسّ مُعيّنة , إنّ بعض الخواطِر الّتي تخطُر في الذِهْن نتيجة الألَم هي خواطِر يستعِيد معهَا الإنسَان قُوّاه .. الشُعراء والكُتّاب لولا الألَم ما كتَبُوا .. ||| الألَم للمُتأمِّل يخلُقُ الحِكْمَة .. والحِكْمَة هِيَ أفضَلُ ما يمنحُهُ الله للعَبْد ..


يطلّ الأنبيَاء على خاطِرِي دائِماً دائماً.. رُبما لأنّي عشتُ في تُربَة دينيّة .. ورُبمَا لأنّي من هُواة التاريخ .. ورُبما لأنّي أحبّ قصص العُظماء .. ورُبما لأنّي أحبّ الحكمة .. والحكمَة هِيَ نتاجُ ألمِ المتأمّلين .. إذاً كُلّ الأنبيَاء تألّمُوا يوماً ما .. فما هيَ آلامنا أمام آلامِ الرسالات !

أحبّ أن أكتُبَ عن جوانب مُعيّنَة .. ولكنّي لا أحبّ أن أقرأ في ذاتِ الجوانِب .. قال لي أحد الشُعراء يوماً .. تحتاجِين لأن تُحدّدِي هويّة نصُوصكِ , وكانت المرّة الأولَى الّتي يقتلعُني أحدٌ من جُذُوري الّتي أحبّ حينما قال لي ذلك الشاعر بالحرفِ لستِ بكاتبة أنتِ تكتبينَ لنفسكِ فقط ! النصُوص بلا هويّة .. وعلى كُلّ حال هُوَ مُحقّ في كلامِه .. هذا نصٌّ آخَر بلا هويَّة .. ولكنه نابضٌ بالإحساسِ والأدب.. وأنا أكتُبُ الآن للرغبة في الكتابة .. ولشهوَة تدفّق الحرف .. الّتي تعترِي لُغتي الآن ..


قَبْلَ دقائِق كُنتُ مع والدِي في طريقِ العودَة للمنزِلِ بعدَ أن أنهَيْتُ مُحاضرَاتِي .. واستحضَرْتُ هذا النصّ في قلبِي , فوجَدْتُهُ جيداً .. ليُنشَر بعدَ أن ضمّ كثِيراً من اختلاجاتٍ من الممكن أن تمدّكُم بشيءٍ من القُوَّة .. رُبما .. رُبما ! .. هذا النصّ وليدُ تجارِب عدّة أحالتنِي للعُزلَة قليلاً وللنُفُور من أشيَاء مُعيّنة قليلاً , وللشعُور بالخذلان كثيراً ..
.
.
.
امممممممم ..
امممممممممممممم ..
امممممممممممممممممم ..
.
.
.
حتّى وإن أبصَرْنا جزءاً من الحيَاةِ يبقَىَ هُناكَ جانِب ضخم مُظلِم يحتاجُ منّا أن نخطُوَ إلَيْهِ لنرَاه ...... وكلَّما أدركت سرٌا منك قلت بقسوة: ما أَجهلَكْ!



مخْرَج :
قل للغياب: نَقَصْتَني
وأَنا حضرت ... لأكملك !*

الطُهر 23-12-2010 16:26

هذه اللّوحَة تُلهِمُني ..
 

http://hh7.net/Dec/hh7net_12931104882.jpg

ليكُون للنصّ قيمة رُوحيّة لديّ أهديه : لكُلّ من افتقدني :2:

أميرة الخالدي 23-12-2010 16:59

رد: بِعينِ الله
 
,





موطن الجسد البلد , وموطن الروح الجسد , والروح موطن الأوطان ..
ربّما لأن كل الأسطر التي تليها تخرج من تلك البداية
التي لم تُمسك أصابعنا دون أن تجعلنا مرهقين بها ..
نعجز غالباً عن تذكر تفاصيل الأمس
إلا بعض التفاصيل الغابرة والمُبطنة , تأبى أن تُبارح سقف أفكارنا ..
فكلما بدى الطريق الوحيد الذي نستطيع أَن نتعايش فيه
بأَحاسيس مُهذّبة , بيضاء لا نسقط بعده أَبداً ..

عين الله ..
تمطرين بها يا سارة
فأي حزن و غياب يبعث في صدرك هذا النحيب ..
وأي جمالٍ يكمن بين أصابعك المُلونة بالوجع
وأي قلم قلمكِ الذي يُروض الحرف بإعجاز كبير ..؟!

هديل . 23-12-2010 17:00

رد: بِعينِ الله
 




و أنا أول المُفتقدين يا طُهر .
سأعود :2:








سَما . 23-12-2010 17:07

رد: بِعينِ الله
 
قليلُ الحُزن كَ كثيرة والحصيلةُ هَي الوجع ,
فقد الروح شَيءُ مؤلم تداركي حزنكِ قبل أن
يتسرب إلى روحك فـ الأرواح حين تتألم
يكون علاجها صَعب صَعب صَعب جداً جداً جداً ,


أفتقدتكِ كثيراً ,


ســـاره . 23-12-2010 17:28

بِعينِ الله
 










وأكثر وأكثر وأكثر .. أنا فقدتك :10:
سـ أعود ’



مدرك 23-12-2010 19:33

رد: بِعينِ الله
 
اقتباس:

وفكّرْتُ أيضاً في الناس باختلافِ أجناسِهِم وعقائِدِهم وميُولِهِم وهويّاتِهِم .. في العلاقاتِ .. كَيْفَ يُصْبِح من المُمكِنِ أن تنْتَهِي بابتسَامَةِ ودَاع , أو لحظَة غضَب , أو وسوَسَة شَيْطَان , أو شهقَة مَوْت .. المُهمّ في كُلّ ذلِك أنّها تنتهِي بسهُولَة , وإثبات الشيء لا ينفي ما عدَاه
هذه سنة الحياة ي الطهر و كذا طبع بعض البشر
ارى اختلاط كثير بين هذا و ذااك

اكتبي لنفسك و اجزلي فكتابتك ممتعه و كاننا نحلق عااليااا و نرى الكون من تحتنااا

صدق ناصحك في بعض قوله ولكن اجد الكم الهائل من الافكار وحب الكتابه يتجللى في ما قرأت ولك ان تفتحي امامك العديد من الصفحات و تكتبي قليلا في كل صفحه وهذا لا يحدث الا معك ي الطهر

سننتظر نثرك اللا ارادي هنا بكل شووق فأملاءي الصفحات و هاتيها لنرتوي

دمتي بخيررر

الطُهر 23-12-2010 21:35

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفآصيل ..! (المشاركة 62075)

موطن الجسد البلد , وموطن الروح الجسد , والروح موطن الأوطان ..
ربّما لأن كل الأسطر التي تليها تخرج من تلك البداية
التي لم تُمسك أصابعنا دون أن تجعلنا مرهقين بها ..
نعجز غالباً عن تذكر تفاصيل الأمس
إلا بعض التفاصيل الغابرة والمُبطنة , تأبى أن تُبارح سقف أفكارنا ..
فكلما بدى الطريق الوحيد الذي نستطيع أَن نتعايش فيه
بأَحاسيس مُهذّبة , بيضاء لا نسقط بعده أَبداً ..


عين الله ..
تمطرين بها يا سارة
فأي حزن و غياب يبعث في صدرك هذا النحيب ..
وأي جمالٍ يكمن بين أصابعك المُلونة بالوجع

وأي قلم قلمكِ الذي يُروض الحرف بإعجاز كبير ..؟!

.
.
لأنّ الرُوح مُقدّسَة يجِب أن يكُون الجسَدُ طاهِراً لاحتِوائِها .. ولأنّ الجسَد يجب أن يكُونَ طاهِراً لاحتِواءِ الرُوح يجِب أن يكُونَ الموطِنُ طاهِراً ,
.
.
التفاصِيل تختَلِفُ أهمِيّة بقائها في الذاكِرَة حسَب ما يُمليه الموقِف وما يترتّب عليهِ من آثار .. ولا بأس بِتلاشِي التفاصِيل من الذَاكِرَة المُهمّ أن نخرُجَ بضَوءٍ يختَرِقُ العُتمَة .. وهذا الضَوْء لا يُخلَقُ إلاّ بعْدَ شهقات البُكاء وإدراك الرُوح لنُقطة النهايَة ||| وفِيهِ كُلّ البِدايَات ومعَهُ يكمُنُ سرّ ابتلاءِ الله للخَلْق , أما التفاصِيل الّتي تأبَىَ أن تُبارِحَ سَقْفَ أفكارِنا هِيَ باقِيَةٌ باقِيَة .. ولكِن في لحظَةٍ ما يمدّ الله يدَ رحمتِهِ في لحظَةٍ ما بعدَ زمَنٍ ما .. ليُنعِمَ بالنسيَانِ .. و أذكُرُ أنّي نسيتُ الكثِير .. ولا أذكُرُ يا تفَاصِيل ما نسيتُهُ من تفاصِيل ..
.
.
الحمد لله أنّي أحسَسْتُ بالوجَع في لحظَةٍ ما .. لأعيشَ الآن لحظَاتَ السعَادَة برُوحِ طِفْلٍ مدّت الشَمْسُ يديْها إلَيْهِ و وهَبَتهُ سعادَةً بشُعاعِ نُور وظَلّ يتخبّطُ ويمدّ يديهِ ليمسّ النُور .. ليتيقن بعد حين أنّ النُورَ شيءٌ لا يُمسُّ إلاَ ببصِيرةِ القلب .. وآمَنْتُ أنّ الشَمْسَ خلقٌ من خلقِ الله .
.
.
.
تفاصِيل .. إذا كان القَلَمُ قد روضَ الحَرْف بإعجازٍ كبير, فالسُؤالُ هُنا من روَّضَ القَلَم يا تُرَىَ .. ؟! وإذا كانَ الجمَالُ يُخلَقُ بينَ أصابِعِي بلونِ الوجَع ! فالمُعادلة سهلَة الحلّ .. أهُوَ الحُزْنُ قد روَّضَ القَلَم ؟ .. أظنّ ذلِك .
.
.
خُذِي من قلْبِي أملاً ..
وهاكِ جناحَيْن .
.
:2:

الطُهر 23-12-2010 22:03

رد: بِعينِ الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الجرح . (المشاركة 62076)
و أنا أول المُفتقدين يا طُهر .
سأعود :2:






أذكُرُ أنِّي كُنتُ مُنكفِئَة على ذاتِي أحدِّقُ في المجهُولِ وفِي يدِي كِتابٌ رمادِيّ اللون عنوانهُ " الكِتاب " لِـ أدُونِيس ..
فَابتَسَمْتُ طوِيلاً حِينمَا رأَيْتُكِ هُناك تُشارِكِينِي افتِقادَ نفْسِي ..
ستنتَظِرُ السُفُن رِياحاً تُوصِلُها للمَرْفَأ ! ونَنتَظِرُ ..
.
.
جيييييز : )
مُمكِن ؟
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/3/09/z4s9lh0wi.gif/gif

الطُهر 23-12-2010 22:50

رد: بِعينِ الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَما , (المشاركة 62077)
قليلُ الحُزن كَ كثيرة والحصيلةُ هَي الوجع ,


فقد الروح شَيءُ مؤلم تداركي حزنكِ قبل أن
يتسرب إلى روحك فـ الأرواح حين تتألم
يكون علاجها صَعب صَعب صَعب جداً جداً جداً ,


أفتقدتكِ كثيراً ,


ذاكَ الشيء الَّذِي شَعَرْتُ أنَّهُ تهاوَىَ بِداخِلِي ؟ أهُوَ رُوحِي يا تُرَىَ ؟ رُبما لا أدرِي ..
أهِيَ الرُوح الّتي تستجْدِي القُوّة يا سمَا ؟ كذلِكَ لا أدرِي !
ولكِن أنا مُتيقِنَة بأنّ الحُزنَ لن يتفاقَمَ حدّ فُقدانِي لها ..
فهِيَ وإن تألّمَت لها اتّصالٌ عمِيقٌ بالسمَاء ..
و اللهُ كفِيلٌ بِالرُوح أوكَلْتُ أمرَهَا إلَيْه ..
سيرحمُها من صراعاتِ الحُزنِ كما رحمِها الآن ,
فهِيَ منهُ وإلَيْه !
.
.
اقتباس:

وين الحكي وليه الصمت طوّل

وإن طَالَ الصَمْتُ .... فإنّ نهايَتَهُ قادِمَة لا مُحال ..
وينطِقُ الكلامُ , لِيُبكِمَ الصَمْت !
ولكِنّ .. هَل يا تُرَىَ للحُزْنِ نهايَة ؟
.
.
هبِينِي غَيْمَة !

الطُهر 27-12-2010 00:09

رد: بِعينِ الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عِـزْ البَـدوْ (المشاركة 62079)







وأكثر وأكثر وأكثر .. أنا فقدتك :10:
سـ أعود ’





عزّ , هل أوجَبَت الأقدَارُ أن تُخفيكِ متَىَ ظهَرْت , وتُظهِرُكِ متى اختفيتُ ؟
كُلّي اشتياق لعزّ .. لجنُونِها وشغفِها والحكايَا ..
من أكثَرِ الأشيَاءِ الّتي أبهجَت الرُوح وجُودكِ يا سمِيّتي وذاكَ الإفتقاد هُناك ..
وأنا فقدتك | لو تعلَمين : )


كُلّ النوارِسِ ستنتَظِرُ أن تطلّي على شُطآنِها ..
ودٌّ .. و ياسمينَة بيضَاء
بينَ يديكِ ترفِل ,
:7:

الطُهر 27-12-2010 00:12

رد: بِعينِ الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدرك (المشاركة 62089)
هذه سنة الحياة ي الطهر و كذا طبع بعض البشر
ارى اختلاط كثير بين هذا و ذااك

اكتبي لنفسك و اجزلي فكتابتك ممتعه و كاننا نحلق عااليااا و نرى الكون من تحتنااا

صدق ناصحك في بعض قوله ولكن اجد الكم الهائل من الافكار وحب الكتابه يتجللى في ما قرأت ولك ان تفتحي امامك العديد من الصفحات و تكتبي قليلا في كل صفحه وهذا لا يحدث الا معك ي الطهر

سننتظر نثرك اللا ارادي هنا بكل شووق فأملاءي الصفحات و هاتيها لنرتوي

دمتي بخيررر


مدرك | ..
ولأنَّها سُنَّة الحيَاة وجَبَ علَيْنا أن نتقَبَّلَها كمَا هِيَ .. ولأنَّ طِبيعَة البَشَر كذلِك أيْضَاً بقِي أن نَسِيرَ في الطَرِيقِ بمُحاذَاةِ الوجَع حتَّىَ نَعْتَادُهُ ونَمْضِي بِهِ ومَعَهُ ! .. و رُبما لأنّي مُشوشَة كثِيراً وكُل شيء يتداخَلُ في ذهنِي .. والحرْفُ كَانَ يسْبِقُ أنفاسِي .. تجلّت الكثِير من الأفكَار كمَا أشَرْت , ورُبمَا لو أجزَلْتُ لما انتهَيْنا .. كَم كُنتُ سَأكتُبُ حِينَهَا ؟ .. لعلّي .. أكتُبُ حِينمَا تبْلُغُ شهَوْةَ الحرْفِ ذروَتَها ! سيكُونُ للفظِ حِينَهَا لونٌ آخَر .. , وما دُمْتَ مُنتَظِراً للنَثْرِ خُذ وَعْداً منّي " سأكْتُب " , على أن تُشاركني الكتابة .. : )
كُلّ الإحترامِ لِشَخْصِك .

ريانة العود 27-12-2010 04:10

اعذريني على الأطاله
 
،

الأطهر على الإطلاق | سآره ,..

قرأت نصك اكثر من مره ، مرة بـ عين عقلي ، وأخرى بـ عين قلبي ، والثآلثه جآمعة لهمآ .. روحي ..!

ولا أخفيك بأنه لامسني كثيرأ ماقرأته ، وشعرت به ذات حزن ، ذات ضياع ، ذات فجيعة كبيرة .

وسأحدثك بمآ رأيت وماقرأت ومآ لامسني ، والتمسي لحرفي الصغير العذر امام سمو حرفك :)

بادئ ذي بدء ، سبق وان اعترفت لكِ بأني اتخذ من حرفك بعضاً من القوة والسلوى والصبر .. وها انا مجدداً اقولها واعلنها امامك وامام الآخرين ..

لأن حرف كـ انتِ بعمقه وفكره وادراكيته لأدق معاني الأيمان الخفيه يستحق ان يعطى حقه ..


اذكر جيداً تلك الأشهر العجاف التي عايشتها ، بل السنوات العجاف ان صح التعبير ، تماماً كما وصفتي .. وكأن " السمَاءَ فتَحَت فُوّهَةً من إحدَىَ الغَيْمَاتِ وألقَت بِرِيحٍ خَطَفْت شيئَاً منِّي للأعلَىَ " ، وكان هذا المخطوف مني لم يكن سوى ناتج حدث ارضي ، فجعت به ايّما فجيعه ،.,

اذكر جيداً الأشهر الأولى من تلك السنوات - رغم انها لازالت قائمه الإ اني احاول ان انفي عن سنيني هذه الصفه علِّ اجد للفرح سبيلاً - كانت شديدة الوطأة عليّ ، هكذا انا مذ عرفت ذاتي ، حين تبتسم لي الحياه وتمنحني الفرصه فأنها تكون حاتمية الكرم وتلحق الفرصة بعشر اخرى معها !!

وحين تضيق حلقاتها علي فأنها تكرمني بالضيق ، فتشد علي الحبل وتضيق الخناق حتى افقد كافة انفاس الأمل بالعيش مجدداً ..! ، لكنها تكرمني بنفس متعب لتستمر بتضييق الخناق عليّ اكثر واكثر ، وكأنها تتلذذ بموتي البطيء ..!

ورغم شعوري بأن حياتي الـ حديثة الولادة قد اودعت جنبات الإنعاش ، الا انني فوجئت بطاقة صبر عظيمة ، لم اتوقع ذات يومٍ بأن هذا الصبر والتجلد سيصدر مني ذات يوم وسـ اتسلح به هكذا ..!

وكـ انتِ تماماً ، رغم صبري وتجلدي الا انني بتّ اهرب من عيني امي ، واحتضان ابي ، ونظرات الصغير ذا الحاجة الملهوف اكثر مني لي ..!

حتى ذاك اليوم ، الذي احتضن جدي يدي بين يديه التي بلغت من التجاعيد عتياً ..!

لم ينطق بالشئ الكثير ، سوى قوله ، الرضا بالقضاء مهما عظم يودع القلب رآحه وطمأنينه ، وهو أعلى مراتب الصبر .,، ولكِ في نبي الله أيوب أسوّه ، وفي نبيّه يعقوب عبرة ،, وفي قيام نبيه محمد عليه افضل الصلاة والسلام سلوى ، فسبحان الحيّ الذي لآينام .. وسبحان القادر على كل شيء ..!

مذّ ذاك اليوم يآسآره ، وانا استطيع القول بأني بخير ..!


ومثلك تماماً ، افقد روح المقاومة التي بداخلي احيان ، فـ احن واشتاق وابكي وانوح ، لكن يردني ذاك الحلم البعيد الى صبري ورضاي وتجلدي ، واتفكر بحاله هو ، وكيف هي ايامه ولياليه ، وكيف هو بغربه بلد وغربه مكان وأسر ..!
وكيف صبره وقوته وتجلده وعزمه وروحه وصفائها ونقائها ..!

وكيف انا امامه ، انا التي فقدته هو وحده ، وان كان يمثل لي الحياه بأكملها ، لكن بالمقابل هو فقد الحياه بكاملها ، بما فيها من ام واب واخوه واخوات ومستقبل واهل وخلف وأنا !!!
واقارن حجم خسارتي بخسارته ، فأصبر واتجلد وارضى ، وأمني نفسي باللقاء ذات يوم .. ولا مستحيل مع الله ..

" مَوطِنُ الجسَد البَلَد , ومَوْطِنُ الرُوح الجسَد , والرُوحُ مَوطِنُ الأوطَانِ "

لاموطن لجسدي ياطهر ، فقد خانني البلد ، ولا موطن لروحي ، فقد بات جسدي ضعيفاً هشاً بسبب رفضه لشحنات الحزن الكامنه بداخلي وضعفه واستسلامه للمرض تنفيساً عما يجتاح الروح ، وهي موطن الأوطان ، وقد باتت روحي بعييييده جداً ياطهر ..!


فكيف ترينني بلا اوطان ؟؟!!!

انا اراني صابرة ، محتسبة رآضيه , رآضية بما اهداني اياه الرحيم ، سبحانه من كان بعباده أرحم من أمهاتهم ..!

عندنا في نجد , حين يحكون عن الأمور الألهيه والقدر والمحن والابتلاء ، يقولون
" الله أحسن نظر " ، وماهو الا وجه آخر لما تفضلتي به :

" وحدَهُ الله يعلَمُ النوايا .. و حقائق الأمُور , وخفايا الأنفُس , وما تُخفي الصُدُور .. إنّ الَّذِي يمدّنا بالقُوَّة هُوَ المِحَن الَّتِي تعصِفُ بحياتنا .. وتُودِي بِنا في قعْرِ الحُزْن .. و إنّ أكثَر ما يُهوِّن مصَائِب الدُّنيَا وابتلاءَاتها أنَّها بِعَيْنِ الله ولا تخفَىَ على الله خافيَة. "



حرفك فاخر ياساره ، زاخر بالمعآني الجميله ، ممتلئ بالروحانية والإيمان ، واختلاجاتك تخرج من قلبك وتصل بسهولة لـ قلوب الآخرين ..

باذخة الجمال انتِ ، عالية الحسّ ، حفظكِ الله ورعاكِ


:2:

صَمتْ الرمَـال } 17-06-2011 02:17

رد: بِعينِ الله
 
ساره ..
هذا النص يشعرني بهويتي يا ساره ...!
ولا اقصد بالهويه تلك التي احتاجها لتخطي الحدود ..!
كلما أشعر بأني ..
اقتباس:

أن أفتقدَ نفسِي هُوَ الأكثَرُ ألماً على الإطلاق


ساره ..
أشعر بحروفك بأعماقي ..!
ولأني افتقدك وافتقد نفسي
سـ اكون هُنا :6:






الساعة الآن 11:46.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1