مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   بَعيـداً عـنْ التصَـنيـفْ .. (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   نماذج إنترنتية فاسدة ! (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=3426)

البيان 24-01-2011 00:30

نماذج إنترنتية فاسدة !
 
لا أعتقد أنني سأضيف جديداً إذا قلت أن هذا العالم المتشابك الألوان والظِلال قد أُبتلي حقيقة بالكثير من النماذج السيئة , والغريبة , والتي تنطلق من منطلقات غاية في السوء والغرابة . تلك النماذج التي كثيراً ما نصطدم بها في واقع حياتنا اليومية , أما في العمل , أو في الشارع , أو في السوق , أو في أي مكانٍ آخر . تضيف عبئاً جديداً من أعباء الحياة الكثيرة . وتعيس الحظ هو من يرميه قدره في أحضان تلك النماذج , الأمر الذي يحتاج معه صاحبه إلى قدر كبير من المهارات للتخلص من تلك النماذج .
قال أستاذ مرموق من أساتذة كامبردج " أن من ضمن هواياته اليومية أن يتجنب أعداداً من المتسولين المحترفين , ومن المدمنين , ومن المجانين الذين يجوبون الشوارع ! "
حسناً ! لا أعتقد أننا نتجنى على الحقيقة إذا أضفنا إلى قائمة " الأستاذ المرموق " أعداداَ أخرى تجوب ممرات , ودهاليز عالم الإنترنت أو كما يعرف بالعالم الافتراضي , هذا العالم الذي أصبح شئنا أم أبينا حقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكارها أو تجاهلها . هذا العالم الذي منح معشر العرب أجمل الهبات والهدايا ألا وهي " حرية التعبير " إذ أنه أصبح في زمن القمع السياسي , والاقتصادي , والاجتماعي الذي يُمارس ضد المواطن العربي هو المُتنفس , وهو المنبر حيث لا منابر !
هذه الثورة الإلكترونية الجديدة التي حملت للمواطن العربي حق ممارسة حرية التعبير بعيداً عن لغة خذوه فغلوه , وبعيداً عن مقص الرقيب الذي لا يصدأ ولا يبلي ! وبعيداً عن معزوفة الجهات المسؤولة , وغير المسؤولة ! , أقول برغم هذا كله إلاّ أن هذه " الثورة " أفرزت ضمن ما أفرزت من عجائب وغرائب بعض السلوكيات البشرية السيئة أو الفاسدة إذا أردنا الدقة .
تلك السلوكيات , أو الممارسات التي تتوارى حقيقة وراء شخصيات مُحطّمة , ومحِطّمة للقيم العليا والنبيلة . هي ذاتها الشخصيات الفاسدة , والمريضة , التي نصطدم بها في عالمنا الحقيقي , إلاً أنني أعتقد أنها في عالم الإنترنت تصبح أكثر خطورة بسبب ارتدائها الكثير من الأقنعة المُضللة , وتسترها تحت الكثير من الثياب البرّاقة والزاهية !
وأنا هنا , ومن خلال هذه السطور المتواضعة سأحاول إزاحة الستار عن بعض تلك "الشرائح الادعائية !" من باب التفكير بصوتٍ عالٍ لا أقل من ذلك ولا أكثر .
فأما الشريحة الأولى فهي التي أستطيع تسميتها بـ " الشريحة الجاهلية " وهي تلك الشريحة المتمثلة في أدعياء الثقافة , وحرّاس الفضيلة , ومروجي الشعارات البرّاقة الذين يملئون ممرات ودهاليز الإنترنت ! هذه الشريحة وإن كان لا يوجد لديّ إحصائية بذلك إلاّ أنني أكاد أجزم أنها تمثل الغالبية العظمي من بين تلك الأنماط الادعائية فهي تدّعي القيم والمبادئ والمثل العليا تحت ضوء الشمس, وتتخلّى عنها في جنح الظلام ! تلبس الفضيلة نهاراً , وترميها ليلاً ! تدعو للطهر والعفاف جهاراً وتنتهكهما سراً , وخلف الأبواب المغلقة !
ولنا مع هذه الشريحة وقفة لمحاولة تلمّس الأسباب والدوافع التي أوجدت لنا هؤلاء .
حقيقة الأمر لن أغوص في نظريات " الشيخ فرويد " وأعزو الأسباب كما قال إلى الصراع الأزلي بين الأنا السفلى , وهي الجانب الحيواني في الإنسان , والذي يجرّه إلى مستنقعات الشهوة حيث الارتواء من الرغبات الآنية , والأنا العليا , وهي الجانب الروحي الذي يطلب من الإنسان اللحاق بصفات الملائكة الروحية الطاهرة , ولكن سأكتفي بما قاله " علماء النفس" في تحليل هذه الشخصية , عندما أشاروا إلى وجود أسباب نفسية تضرب بجذورها في أعماق هذه النوعية من الشخصيات , وأهم تلك الأسباب هو ضعف الشخصية , والشعور الدائم بالنقص , والتربية الخاطئة التي تساهم على نحو أو آخر في إخلال التوازن الطبيعي للشخصية , بالإضافة إلى الحاجة , والفقر , و الطمع , وغيرها من الأسباب التي تحتاج إلى بحث قائم بذاته .
ولكنني أستطيع بكل يسر وسهولة تأصيل الموضوع من الناحية الدينية بالعودة إلى أنواع النفوس البشرية التي ذكرها القرآن الكريم , وهي النفس المطمئنة , والنفس الأمّارة بالسوء , والنفس اللوّامة , وربطها مباشرة بالأفعال والسلوكيات المُمارسة من قبل البشر . وإذا تقصينا في البحث عن الدوافع المباشرة وغير المباشرة لهذه الشريحة التي تمارس الازدواجية بشكل غير واضح بالنسبة لنا , نجد أن هناك خلل إيماني كبير في تركيبة هذه الشخصية , هذا الخلل أستطيع أن أقول بأنه عبارة عن أنموذج مصغر " للمجتمع الجاهلي ! " ذاك المجتمع الذي كان يمارس الفواحش بالسرّ , وكان أكثر ما يزعجه , ويؤرّقه , و ينفر منه هو المعاصي , والفواحش الظاهرة والعلنية , ولهذا جاء البيان القرآني الحاسم بتحريم كل الفواحش ما ظهر منها , وما بطن , ثم أردف هذا البيان النصوص النبوية الكريمة التي أكدّت على هذا المعنى , ويكفينا في هذا الجانب الاستشهاد بالعبارة النبوية الخالدة عندما قال عليه الصلاة والسلام : " الإثم ما حاك في نفسك , وكرّهت أن يطلع عليه الناس " .
وبهذا نصل إلى نتيجة مفادها أن هذا النموذج المحمّل بالعاهات النفسية بالإضافة إلى الإرث الجاهلي يحتاج مع العيادات النفسية المتخصصة , إلى جرعات دينية مكثفة تساهم في القضاء على هذه الظاهرة المتفشية في العالمين الحقيقي , والافتراضي .

يتبـــع .

مدرك 24-01-2011 07:57

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
جميل يـ البيان
اين بقية الشرائح ؟
مجهود كبير ساعود بعد اكتمال الموضوع
مودتي

البيان 27-01-2011 22:48

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
ــ 2 ــ
وأما النموذج الثاني فهو لا يقل ضرراً عن النموذج الأول , إذ أنه يتقاطع معه في دافعية السلوك المريضة . هذا النموذج يتمثل حقيقة في " الشريحة الإقصائية !" تلك الشريحة التي تمارس كل أنواع "الإرهاب الأدبي" لمجرد الاختلاف معهم !

مما لاشك فيه أن الاختلاف سنة كونية لقوله تعالى {ولايزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك ولذلك خلقهم }, والتاريخ يعجّ بالأمثلة التي تؤكد على طبيعة الاختلاف الفطرية إلاّ أن المشكلة كل المشكلة في هذه الشريحة التي تُصرّبقصد أو بغير قصد على تجاهل تلك الحقيقة , وتعمل على إقصاء ونبذ الآخرين بكل الوسائل المشروعة , وغير المشروعة , وتحت ذرائع متعددة منها ما هو ديني , ومنها ماهو سياسي , ومنها ما هو اجتماعي , ومنها ما هو شخصي , حتى أصبحت مشاعر الكراهية هي القاعدة , ومشاعرالحب والود , والأخوة هي الاستثناء !

أن الحديث عن الحوار وأهميته , والتعريف بآدابه , واستعراض الكثير من الأمثلة الشرعية والتاريخية له , يجب أن يستمر وإن لا ينقطع , ولعلى أذهب ابعد من ذلك وأقول أنه أصبح واجباً شرعياً على كافة المؤسسات الإعلامية , والتعليمية , والمحاضن التربوية المختلفة .

ولا أعتقد أنني أبالغ إذا قلت أن من أهم الأزمات التي يواجهها المسلمين والعرب في الفترة الحالية هي أزمة الحوار, إذ أن الأمة التي نهاها , وحذرها نبيها عليه الصلاة والسلام من العصبية بـقوله " دعوها فإنها منتنة " مازالت تعاني أشدالمعاناة من عقلية المذهبية , والحزبية , والعنصرية القبليّة , والفئوية , ومن ثقافة إن لم تكن معى فأنت ضدي , تلك الشريحة التي تؤمن باختصار بأنها الفئة التي لايأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ! وإذا كنا قد أشرنا إلى تلك الفئة , فمن حقنا أن نتساءل عن بعض أسباب وجودها .

تقول العبارة الشهيرة : " إن الشيطان يكمن في التفاصيل" , والتفاصيل هنا هي الأنا المتضخمة لدي الكثير من " صُنّاع العداء " تلك الأنا التي تطفح بالأنانية , والتعصب وشهوة الانتصار للنفس , بالإضافة إلى التحزبات الضيقة التي نعيشها , والفرق لقبليّة التي ننشئها , والحشود العنصرية التي نحشدها هي المسؤولة في نظري عن وجود هذا النموذج الإلكتروني الفاسد ! بالإضافة إلى العنصر الأهم وهو العامل التكوينى المتمثل في الأساسات الأولى للتنشئة الأسرية التي يتحدث عنها المتخصصين .

قال لي أحد الأصدقاء : " لقد نشأت في بيتٍ لا يعرف من لغة الحوار إلاّ الرأي الأحادي الجانب , وتربيّت على كل معاني الخوف والاضطهاد , حيث قمعُ والدي لي , ولكل أفراد الأسرة وذهبت إلى المدرسة , ووجدت الحال أسوأ من المنزل , حيث القمع بكافة أشكاله بدءاً من الإيذاء الجسدي , وانتهاءً بالإيذاء النفسي ! وعندما كبرت كان لابد للمجتمع أن يأخذ نصيبه من الكعكة ! إذ أنني وجدت نفسي في العمل تحت حصار , ووطأة مديرى المتسلط الذي يستخدم سلطته بمناسبة , وغير مناسبة , فضلاً عن الأنظمة المتعسفة ! الأمر الذي ولدّ لدي مجموعة من التراكمات النفسية العويصة اتجاه زوجتى وأولادى , ومجتمعى, حيث أصبحت أمارس نفس الدور القمعى على زوجتى وأولادى سواء بالتعنيف البدنى أو التعنيف النفسى , أو التعنيف الثقافى حيث مصادرة كل رأي شخصى يخالف آرائى الشخصية حتى وإن كنت مقتنعاً به في قرارة نفسي ! "

حسناً ! أن هذا المثال الذي يشير إلى الخلل النفسى , والثقافى في تكوين هذه الشريحة يضع أصبعه على الجرح عندما يلامس أعماق الكثير منا بطريقة أو أخرى ! إذ أن حلقات أو دوائر القمع التي تحدث عنها صديقى بكل شفافية , وتجلّى تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك خللاً كبيراً في أساسات التلقى , وأدوات المعرفة لدا قاعدة عريضة من العرب . ومن المؤلم حقاً القول بأن هذا "الخلل التربوي" كان وما يزال واقعاً معاشاً في حياتنا حتى هذه اللحظة , وجزءاً حزيناً في مسلسل هزائمنا الكثيرة !

هذه العوامل مجتمعة كانت أم منفردة ساهمت بشكل أو بآخر في خنق أجواء الحوارالمنشود , والقائم على اعتبارات كثيرة أهمها التسامح , الذي يُعتبر حجر الزاوية في عميلة الحوار . ومن المؤسف حقاً أن الحوار الذي يقوم على أسس عظيمة أصبح بالنسبة لهذه الشريحة عميلة استبداد تحت أغطية كثيرة .

بيد أن مصادرة الآراء , ومحاولة إسكات الآخرين بطريقة رفع الصوت غالباً , أقول برغم سوئها وفداحة خطبها , وجُرّمها إلاّ أنها تهون في نظري عندما يصل الأمر إلى حد التجريح الشخصي , والطعن في الملة والمعتقد !
وهذا ما يحدث للأسف في الكثير من المنتديات على يد " لوبي الصِدام , ودعاة الكراهية " الذين يقصون الآخرين باسم الدين , و باسم العادات والتقاليد , و باسم الطائفية , وباسم الحزبية والشللية , والمحرّض دائماً العصبية العمياء , وثقافة " لا أريكم إلاّ ما أر " , والجاهلية القديمة التي يمثلها تعبير الشاعر العربي القديم الذي قال باستعلائية ما بعدها استعلائية : " ويشرب غيرنا كدراً وطينا " أو الآخر الذي قال : " لنا الصدر دون العالمين أو القبر !"

هذه الثقافة الإقصائية يجب أن تموت , ويحل محلها ثقافة احترام الرأي , والرأي الآخر, والدّفع بالتي هي أحسن , وتغليب حسن الظن في الآخرين , و التسامح والمحبة , التي تُعتبر أهم ركائز الحوار البنّاء .

يتبـــع .

كاتب عمومي 28-01-2011 00:27

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
راائع ،
متابع باستمتاع
البيان
في انتظار ماتبقى

مدرك 28-01-2011 10:08

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
مــتابع

:)

الطُهر 28-01-2011 10:53

اقتباس:

تقول العبارة الشهيرة : " إن الشيطان يكمن في التفاصيل" , والتفاصيل هنا هي الأنا المتضخمة لدي الكثير من " صُنّاع العداء " تلك الأنا التي تطفح بالأنانية , والتعصب وشهوة الانتصار للنفس



إنّ الأنَا المُتضَخِمَة هِيَ رَأسُ كُلّ دَاء .. وَ بِدايَة لمُعظَمِ شرُورِ النَفْس الّتِي تُولِّدُ البَغْضَاء .. إنّ المُشكلَة تكْمُنُ في أنّ الإنسَان لا يرَىَ إلاّ نَفْسَه .. ولا يطبّقُ إلا رأيَه , ولا يسمَعُ إلاّ صَوتَه , ولا يسْعَىَ إلاّ لالإلنتصارِ لنفسِه .. ولو عَلى حسابِ الخَلْقِ جميعَاً - طَرْحٌ راقِي , ويستحقّ المُتابعَة .

.

دِيسمّبر ، 30-01-2011 03:34

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 


فعلاً يستحق كل الحواس ,
:2:

ريــآم 31-01-2011 01:35

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
اقتباس:

هذه الثقافة الإقصائية يجب أن تموت , ويحل محلها ثقافة احترام الرأي , والرأي الآخر, والدّفع بالتي هي أحسن , وتغليب حسن الظن في الآخرين , و التسامح والمحبة , التي تُعتبر أهم ركائز الحوار البنّاء .



ياليت هالدرر يخصصولها برنامج عالـ mbc بدل برنامج :: لو ::لي اروى الكريهه ...

متابعه ..

درواس 31-01-2011 09:59

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
تعرية جميلة لواقع قبيح

خذ هذه أيضا

نحن أكبر مجتمع يدعي الفضيلة , كما أننا أكبر مجتمع دخولا على المواقع الاباحية !!

لو قلت لك النسبة لن تصدقني إبحث عنها !
الامر يحتاج الى دراسة تاريخية وتجريبية ووصفية !

البيان 16-02-2011 00:05

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
ـ 3 ـ
أماالشريحة الثالثة فهي شريحة " النقاد الجدد " الذين يمارسون الأستذة المصطنعة عادة على الكثير من كتاب الإنترنت ممارسة تدعو للرثاء والضحك معاً ! ويحسن بنا قبل الحديث عن هذه الشريحة الإشارةإلى قضية النقد مالها وما عليها .

أن الحديث عن النقد يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن الكتابة , حيث أن علاقة النقد بالكتابة كما أكّد الكثير من الكُتّاب والمفكرين على أنها علاقة تلازمية , أيّ أنهما وجهان لعملة واحدة , برغم الجدل البيزنطي الذي يثور بين فينة وأخرى ما بين أرباب وأنصارالفريقين حيث أن كثير من الكُتّاب يجردون النقد من أهميته ورسالته على أساس أنه عديم الجدوى , وفي المقابل يدافع النقاد عن مهنتهم ويؤكدون على أن النقد كان وما يزال يحمل رسالة عظيمة , وأنه عن طريقه تم رسم , وتعديل الكثير من المسارات الكتابية , وبصرف النظر عن السؤال القائم الذي يدور داخل أروقة الفريقين : عن أيهما أفاد الآخر ؟ تظل الكتابة في رأيي المتواضع مُتنفس وتعبير حقيقى عما يدور في الأعماق بغض النظرعن تباين , وتفاوت هذا التعبير من حيث الوضوح , والغموض , والبساطة , والتعقيد , ويبقى النقد أو يجب أن يبقى مجرد انعكاس ذوقى للممارسة الكتابية , لا عميلة محاسبة ومقاضاة لها !

وإذا كانت بعض المدارس النقدية قد وضعت بعض المواصفات والشروط التي يجب توافرها في الناقد كالثقافة الواسعة , والذكاء الشخصي المتقد , والحساسية المهارية , والقدرة الكتابية , فإن الحقيقة التي لا يجب أن تغيب عن أذهان الكثير من النقاد هي أن المعالجة النقدية مهما بلغت من درجات الموضوعية فإنها تظل تراوح في المجال الذاتي المحض القائم على اعتبارات ذوقية خالصة كما قال بذلك ستانلي هايمن .

هذه الحقيقة التي تسيطرعلى كل ناقد حقيقياً كان أم مزيف لا تظهر عادة على السطح لأنها متوارية في أحراش اللاشعور ! تعزز الفكرة الجميلة والرائعة عند أصحاب المدرسة السلوكية الذين قالوا : " بأن الأدب ليس إلاّ رجلاً يكتب , ورجلاً يقرأ , ولا شيء غير ذلك " .

ولو جاز لنا تحريف هذه العبارة الجميلة على هذا النحو وقلنا : " بأن الأدب ليس إلاّ رجلاً يكتب , ورجلاً يتذوق ما يقرأه , ويتجاوز مالا يناسب ذائقته " لربما استطعنا حل الكثير من المشاكل الأدبية , وأرحنا أنفسنا من قضية التعذيب النفسي الذي أُبتلي به الكثير من القرّاء وأدعياء النقد !

يقول ستانلي هايمن في كتابه المدارس الأدبية الحديثة : " أن المدارس الأدبية تركز على مبدأين يحتلان الجزء الأهم من خصائص النقد الأول : أن الأدب نوع من التعليم الأخلاقي , والثاني أنه في أساسه نوع من اللذة والمتعة ."

اللذة والمتعة هي مربط الفرس , أو السطر الأخير كما يقول التعبير الإنجليزي ! اللذة والمتعة هي التي يفتقدها الكثير من كُتّاب الحداثة هذه الأيام وذلك عندما أصبحت الطلاسم والألغاز والأحاجي هي منهجهم , وطريقتهم في العملية الكتابية , الأمر الذي افسدوا معه ذائقتنا الأدبية بذلك الحشو الفارغ الذي يكتبونه , وعلى الضفة الأخرى ظهرت شريحة " النقاد المتطوعين " الذين راحوا يتطوعون في إصدار مذكرات تحليلية , وتفسيرية لهذا الفراغ المكتوب , لمحاولة فرضه على ذائقة القارئ ! حتى توهم أولئك الكُتّاب أن منهجهم وخطهم الكتابى الغامض له قبول ورواج في المشهد الثقافي , وصدّق في الجانب الآخر أولئك المتطوعين أنهم قد جاءوا بما لم تأتي به الأوائل !

حقيقة الأمر لا أعرف من أين جاء ذلك الوهم الذي عشش ـ لا أجد حقيقة تعبير آخر ـ في أذهان الكثير من كُتّاب الحداثة على أن النص الأدبي سواء كان شعرياً , أو روائيا , أو غيرهما , يجب أن يكون غامضاً كي يغوص القارئ في أعماقه للبحث عن المعاني المدفونة فيه , وتالياً استخراجها إذا كان هناك فعلاً من الأساس معاني ؟!

ولا أعرف أيضاً هذاالإصرار العجيب من جماعة " النقاد المتطوعين " على فرض هذه الخزعبلات التي لايفهمها حتى أصحابها على أنها منهج جديد في المسار الأدبي , وفتح مبين في تاريخ الأدب ؟

هذا الإصرار على فرض الذائقة على الآخرين تحت ذريعة النقد يعكس بوضوح مدى حجم الخلل النفسي الكبيرالمتمثل في " الماسوشية " الذين يتلذذون بتعذيب أنفسهم , وتعذيب الآخرين !

أن العملية القرائية كما قال أحد المفكرين عملية امتاعية , وليست عملية تعذيبية ! فأنا عندما أقرأ يجب أن أقرأ للمتعة الذهنية والروحية وليس للتعذيب الذهنى والروحى كما يفعل الكثير من كُتّاب الحداثة وأتباعهم الشُرّاح !

وبالعودةإلى " شريحة النقاد الجدد " أقول برغم إيماني التام بالنقد , ومدارسه , وأدواته , ومهاراته المختلفة , إلاّ أنني أرفض تماما شريحة أرباع المثقفين من " النقادالإلكترونيين " الذين فهموا شيئا وغابت عنهم أشياء , الذين يدّعون الأستاذية على كثير من كتّاب الفضاء الإلكتروني وذلك بفرد عضلاتهم الثقافية بطرق مكشوفة غالباً , ومقززة في أغلب الأحوال وزادهم المعرفي لا يتجاوز قراءة كم كتاب , ومعرفة كم معلومة ! ولا أجد حقيقة وصفاً ينطبق على هؤلاء المتعالمين إلاّ المثل العامي الذي يقول " يتعلّم الحلاقة في رؤوس المساكين !"

وليت شعري لو أن ذلك الاستعراض الثقافي النقدي يتم في أجواء ملؤها الود والمحبة والتقدير, لقلنا ربما يهون الأمر, ولكنه بجانب افتقاره إلى أبسط أدوات النقد , يخلو للأسف من أبسط مقومات الذوق العام الأمر الذي ينطبق عليه المثل العربي حشفاً وسوء كيل !

فإذا كانت المدارس النقدية أكّدت على أن النقد يجب أن يقوم من الناحية المنهجية على أساسات متينة , وقواعد صلبة , وينطلق من منطلقات سليمة , فإنه لا يجب في ذات الوقت أن نغفل الركن الأصيل أوحجرالزاوية في قضية النقد وهي الناحية الأخلاقية المتمثلة في التعامل الإنساني الراقي والمتحضر مع كل طرح بعيداً عن التجريح الشخصي , والشخصنة , والندية التي تطفح بها مداخلات " النقاد الجدد " !


ولا أجد حقيقة في هذا المجال أفضل من الاستشهاد بحديث أحد الكُتّاب الرائعين الذي كتب عن النقد الإلكتروني باستفاضة جميلة حيث قال : "
ربما اعتاد القارئ والمتابع للمقالات والكتابات الأدبية المنشورة في الإنترنت وعلى صفحات المنتديات أن يرى تلك التعليقات الساخرة التي تقلل من قيمة ما كُتب والتي لا تُعبّر عن رسالة الأدب السامية وهدف النقد الأسمى , والذي يفترض أن يكون نقداً موضوعيا هادفا يرقى ويرتقي بالنص الأدبي إلى أفق أرحب وأجمل , يغربله بالطريقة المناسبة , يصوّب الخطأ , ويقيم المعوج منه دون المساس بشخص الكاتب أو الإشارة إليه , بل يستخرج أخطاءه , ويمحصها معتمدا في ذلك على ثقافته التي لا بد أن تكون في مستوى يؤهله كي يكون ناقداجيدا , بل يتوقع منه أن يكون أعلى ثقافة من الأديب نفسه فهوالمسؤول والشريك في ارتقاء الذائقة الجمالية لدى الكاتب والقارئ على حد سواء .

والناقدالموضوعي الإيجابي هو من يقيس النص الذي بين يديه بمقاييس اللغة , والنحو , والبيان , وعلوم الأدب , ومدى تمكن الكاتب منها وقوته الأدبية بعيدا عن الشخصنة , والسلبية, والندية فإن استوفى هذا النص كل الشروط السابقة , فإن له الحق في منحه الاحترام , ومنحه حقه الطبيعى في نقد هادف بنّاء مُعِين على صقل الموهبة وتطوير الأدوات الكتابية لدى الكاتب , خاصة إن كان هذا النص يحمل فكراً نيّراً , وصورا بديعية جميلة متميزة بعيدة عن الرمزية التي تحيد بالنص عن الفهم والاستساغة من قبل القارئ , متوسط بين لتكلف في المعاني والعبارات , وبين السطحية الساذجة الخالية من لمسات إبداعية للكاتب .

ويضيف الكاتب : الناقد المثقف هو من يمتلك القدرة على التفريق بين النص الجيد والنص الرديء , بين الزائف والأصيل بما يمتلك من أدوات الحجة والبرهان في كل ما يقول , وهذا يجعل ثقافة الناقد تحت المجهر , فإن كان قليل الثقافة , أو لا يمتلك علماً أو درايةً بالموضوع محل النقد فإن ذلك مما يظلم النص وينقص حقه ويقلل من قدره , والدليل ما نشاهده في المنتديات من تعليقات القراء على النصوص المكتوبة حيث الاستهتار وعدم تقديرالكاتب ونصه ممايفقده جماله .

أما إن كان الناقد مثقفا واسع الإطلاع , إيجابي المقصد وهو المصّوب والمصحح والمدقق لما بين يديه من نصوص , فإن ذلك يرفع النص ويضفي عليه بعدا جماليا آخر كمن يخرج من روح النص نصا جديدا لا يقل عن النص الأصلي جمالا وروعة , كل ذلك محاط بأسلوب هين لين خاليا من المجاملة والمبالغة ومن العبارات الخارجة عن الأدب .

ويبين الكاتب أنواع النقاد : الناقد لايخرج عن ثلاثة :
1ناقد إيجابي مثقف منصف , حيادي .
2ناقد متطرف لفكر أو فئة .
3ناقد مستهتر ميّال لشخصنة نقده ويلقي بالأحكام والتعليقات جزافا واعتباطا .

والناقد بما يتحمل من مسؤولية النقد أمام نفسه أولا , وأمام المجتمع ثانيا واجب عليه الابتعاد عن التحيز والظلم وعليه انتهاج مبدأ الحيادية والموضوعية , وهو الموكل إليه استخراج المزيف من الأصيل دون النظر إلى مصالح أو محسوبيات .

أخيرا ... ونحن وإن كنا نطالب الأديب بالكمال فيما يكتب فكذلك علينا أن نطالب الناقد بأن يكون أكثر حرصا فيسعيه للكمال لتتحقق المنفعة وترتقي الفنون الأدبية ويرتقي المجتمع وتزدهر ثقافته . " انتهى .


حسناً .. وفي نهاية هذه السطور دعونا نوجه رسالة لهذه الشريحة معشر " النقاد الجدد " ونقول لهم : اتركوا الناس تعبّر وتكتب بما تختزنه دواخلهم بعيداً عن فرض الوصاية بحجة النقد , وبعيدا عن تقمص دور الأستاذ الذي يحاول إسقاط عيوبه ومشاكله النفسية على طلابه . فنحن إذا كنا قد تشرذمنا سياسياً , واقتصادياً , واجتماعياً , فأرجو أن لا يطالنا ذلك التشرذم أدبياً .

يتـــبع .




هديل . 16-02-2011 00:17

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 





أنا أول زائر هنا ,
و أنا آخر من سيغلق فاه دهشته و إعجابه .
أكمِل يا رعاك الله .









البيان 03-03-2011 03:55

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
ـ 4 ـ

أما الشريحة الرابعة فهي " الشريحة الخفاشيّة " وهم معشر الخفافيش الذين يملئون فضاء الإنترنت تحت أسماء مستعارة حيث ينطلقون منها في مهاجمة الآخرين سواءً في العالم الحقيقي أو في العالم الافتراضي هجوماً لاهوادة فيه , حيث أنهم جعلوا من الفضاء الإلكتروني ساحة معركة لقتل , وتدمير, ونفي كل من لا يعجبهم , أو يروق لهم !

وقبل الحديث عن هذه الشريحة لابد من الإشارة إلى أن الغالبية العظمي من مرتادي الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية تستخدم الأسماء المستعارة لأسباب عديدة , لا أخالها تخفى على الكثيرين , وإن كنت من المؤيدين للكتابة بالأسماء المستعارة لأسباب ربما تكون شخصية أكثر منها منهجية إلاّ أنني ضد تلك الأسماء المستعارة التي أتخذها أصحابها أقنعة لممارسة أغراضهم , ومقاصدهم المريضة !

وقد جاءت تسمية هذه الشريحة من أحد الكُتّاب الذي تناول الموضوع من زاوية أخرى حيث شبههم بطيورالخفافيش التي لا تظهر إلاّ في الظلام , لئلا يراها أحد ! حيث تستطيع هذه الشريحة من وراء هذه الأسماء المستعارة أن تمارس صناعتها البذيئة دون أن يحاسبها أحد أو يتعرف عليها أحد في أقل الأحوال !

هذه الشريحة التي تقع تحت قائمة الفئة السوداء من فئات الإنترنت , تحمل بالإضافة إلى سوء الطوية مرض نفسي خطير أسمه " كره الذات " ! كيف يكره الإنسان نفسه ؟ سؤال صعب , وربما تكون الإجابة عليه أصعب , ولكن دعونا نفكر بصوت عالٍ , ونتساءل : هل هناك شخص يحُبّ نفسه أو يحترمها في أقل الأحوال يتفنن في صناعة العداوة , وخلق الأعداء ؟ هل هناك شخص ينتمى لعالم الإنسانية الرائع , وما تحمله من قيم نبيلة , و قواسم جميلة , ومشتركات رائعة يحمل كل هذا الحقد والبغض لبني جنسه ؟

حقيقة الأمر لا أعرف كيف تستطيع هذه " الشريحة المريضة " أن تعيش حياتها بهدوء وطمأنينة وهي تمارس ما تمارس من بذاءات عبر الفضاء الإلكتروني ؟
ولا أدري فعلاً كيف تستطيع أن تنام قريرة العين دونما أيّ شعورٍ بالذنب أو تأنيب للضمير ؟ كيف وقد هاجمت فلان في دينه , وشككت في أمانته ؟ كيف وقد قذفت فلان في عِرضه وشرفه ؟
كيف وقد زعمت أنها كشفت عن ضمير فلان , وعرفت نواياه من خلال ما يكتب ؟
كيف وقد نالت من المسؤول الفلاني , أو المدير الفلاني , أو القائد الفلاني , بالتشكيك , وتشويه الصورة , وتزييف الحقائق ؟!

والمصيبة كل المصيبة ! أن هذه الشريحة تركب موجات شتى فتارة تهاجم باسم الدين , وتارة أخرى باسم الوسطية , وثالثة أخرى باسم العلمانية , ورابعة باسم العادات والتقاليد , وخامسة وليست أخيرة باسم الحق والانتصار للمظلومين ! تعبث بالثوابت , وتدّعي الدفاع عن الفضيلة المستباحة , وتصنّف الآخرين على حسب أهوائها وميولها ونزعاتها , ولا ترقب في غيرها إلاّ ولا ذمة !

حسناً ! نسمع ونقرأ كثيراً عن " الحوار مع الآخر , والتعايش مع الآخر " ولكن مَن مِنا فكر بالتعايش مع النفس ؟ هذه النفس المنطوية على عوالم ضخمة من الألغاز, والأسرار, والخفايا التي لا يعلمها إلاّ من خلقها , تحتاج منا إلى الكثير من التأمل , والكثير من الوقفات الصادقة , والكثير من المحاسبة حتى نضمن لها شيء من الاستقرار , والهدوء , بعيداً عن الانفعالات الآنية , والتشجنات المضطربة , والعواطف المشحونة ! تحتاج منا باختصار معرفة ما لها من حقوق , وما عليها من واجبات .

يقول الدكتور سلمان العودة : " أن أبسط الواجبات التي فُرضت على النفس البشرية هو منح الآخرين حق العيش بالطريقة التي تناسبهم بعيداً عن فرض القيود , وبعيداً عن محاولة تدميرهم , وبعيداً عن مزاحمتهم على فرصهم التي وُهبت لهم "

ويضيف في موضع آخر : " في كل منا في داخل نفسه وقلبه مصباح أو شعلة , والمفترض أن يسلّط هذا المصباح على داخلة نفسه , ويجيله في أطواء ضميره , ومخبٌآت قلبه , بيد أن الكثيرين يسلّطون المصباح على غيرهم نقداً , وعيباً وبحثاً عن الزلات , والأخطاء , ومحاصرة لهم , وأخذاً بمخانقهم ! "

ومن هنا يجيء السؤال الضخم على حد تعبير أحد الأصدقاء ! هل تعرفنا على أنفسنا كما يجب ؟
حسناً ! لا أعتقد إن الإجابة على هذا السؤال تسرٌ على أية حال , حيث أنها تحمل قدراً كبيراً من الحقائق المروعة بالنسبة للذهنية العربية أو النفس العربية التي تفضل العيش مع الأوهام على مواجهة الحقائق !

الحقائق التي تقول أن العرب أو معظمهم على أية حال حتى لا نقع في منزلق التعميمات الخطيرة ! يحملون قائمة طويلة من الإسقاطات , بدءاً من إلقاء التبعات على الآخرين , ومروراً بالظروف الراهنة , وغير الراهنة , وانتهاءً بهاجس المؤامرة الذي يتصدر تلك الأجندة !

إلقاء التبعات على الآخرين أصبحت جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية , وتوزيع الاتهامات بالجملة على العالم كشماعة , أو ذريعة لتبرير التقصير والإخفاقات , صار امتياز عربي , وتفسير هزائمنا الميدانية , والثقافية , والحضارية وفقاً " لنظرية المؤامرة " , كلها مبررات نفسية للخروج من دائرة المساءلة والمحاسبة !

هذه النفس العربية المنطوية على نفسها , وعلى أوهامها , وعلى تبريراتها الساذجة تعاني من أزمات كثيرة في الحقيقة , فهناك أزمة تصور, وأزمة فكر , وأزمة اعتقاد ! ولن تخرج من هذه الأزمات حتى تستطيع فعلاً إعادة قراءة نفسها بشكل صحيح بعيد عن أي تأثيرات داخلية أو خارجية ! تعيد قراءة نفسها بدون مواربة أو خجل .
تعيد قراءة نفسها بتجرّد وحيادية تامة بعيداً عن الوقوع في مزالق الإيحاءات الخادعة , أو التصورات الخاطئة .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه فعلاً كيف تعيد قراءة نفسها ؟

وهنا اسمحوا لي بتلخيص الإجابة التي وردت في ثنايا كتاب الدكتور سلمان العودة " شكراً أيها الأعداء ! " حيث قال : " تعيد قراءة نفسها عن طريق الصدق مع نفسها أولاً , كما دل على ذلك التعبير القرآني الكريم حيث قال أعز من قائل { وكونوا مع الصادقين } , وكما أشار الحديث النبوي الكريم " والصدق يهدي إلى البر " .

وتعيد قراءة نفسها بمعرفة إمكانياتها جيداً حيث استثمار مواطن القوة , ومعالجة نقاط الضعف .
وتعيد قراءة نفسها بمطابقة القول بالعمل , وذلك بردم الهُوّة بين الظاهر والباطن , والسر والعلن .
وتعيد قراءة نفسها بقبولها نفسها بعيداً عن أي أقنعة مصطنعة , أو إضافات شكلية تساهم بشكل وآخر في اتساع الفجوة .
وتعيد قراءة نفسها بإدراك السنن الكونية القائمة على الاختلاف والخلاف .
وتعيد قراءة نفسها بنبذ التعصب الأعمى الذي كان ـ وما يزال ـ يجرّنا إلى مستنقعات , وويلات كثيرة . "

ويختم الدكتور كلامه الجميل بهذه الدعوة : " إن ثمت دعوة مُلحّة تفرض نفسها كبديل عن بث التهم في كل اتجاه , مؤدى هذه الدعوة : أن افهموا أنفسكم , وأقبلوا عليها , فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان "
وكما قال بعض السلف " من عرف نفسه استراح " .

حسناً ! هل بقي شيء ؟

بقي رسالة صغيرة نرسلها لعناصر" الشريحة الخفاشيّة " نذكّرهم فيها بتحذير نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عندما قال : " سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ونذكّرهم أيضاً بأن عليهم كراماً كاتبين لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصوها , ونقول لهم : اتقوا الله في أنفسكم , واستشعروا عظمة الله عز وجل عندما تقفون بين يديه , وقد تجرأتم على أعراض المسلمين إما بقذفٍ , أو بشتمٍ , أو بسبٍ , أو بغيبة , أو ببهتان , وكله من أجل إرضاء ذواتكم المريضة ونزعاتكم الشيطانية !


يتــــبع .

ليس بعد .. 03-03-2011 20:22

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
الأخ الفاضل / البيان ..

كل التحايا لشخصك النبيل ..
تابعت باهتمام , تفكيك الفذ لبعض شرائح ( مجتمع ) الانترنت , ولا أخفيك فقد تماهيت بشكل دقيق مع بعض ما جاء في ثنايا تحليلك البارز , والذي شكّل مرجعية أولية لتلك النماذج التي تناولتها في معرض حديثك ..
أردت أن أحيي فيك جزالة أسلوبك , ورهافة منطقك , ولو أنني لا أريد لهذا الرد أن يتحول إلى تمجيد وإبراز لأدواتك الجلية , فإنني أجدني مرغماً على التنويه , باستراتيجية التفكيك لهذه الفئات , فقد بدت معالجتك ناجعة في إلقاء الضوء على بعض مكامن النزعات الإنسانية العصية على التفكيك , بحيث استحال (بيانك) هذا , أشبه ما يكون بتفصيل التفاصيل , وتقييد الأحوال , وابتكار عدة البحث والتنقيب عن مغاوير هذه الفئات , وإنني أعد نفسي وأعدك , بالرجوع مرة أخرى للتقاطع مع بعض الشرائح التي أوجزتها لنا , حيث بدا لي التفوق في التعاطي مع إحدى الشرائح , الأمر الذي يحيلنا لمناقشة ذهنية لبعض مفاصل هذا المقال الجامع المانع ..

دمت مبدعاً وفي انتظار مزيدك الذي وعدت به ..

تَائِهَةٌ بِكَ ..~ 03-03-2011 21:32

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
رعاكَ الله أيها الجميل ..

:13:

صَمتْ , 17-03-2011 19:31

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
كُلي ندم بأني لم أكن هٌنا منذُ أول حرف


متابعة بكل ما فيني ,



فِكرٌ غاية بالسمو
:13: .

رؤى~ 22-03-2011 22:21

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
متآبعه

بورك بَ بحرفك ~

البيان 20-05-2011 15:53

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
وآخر هذه النماذج أو الشرائح الإنترنتية الفاسدة هي " الشريحة الصيّادة ! " وهي تلك الشريحة التي تمارس الصيد أو القنص الرخيص , وهو صيد الإناث عبر الشبكة العنكبوتية أو عالم الإنترنت الافتراضي . الإناث اللائي يملأن زوايا , وممرات , وطرقات الإنترنت . ولا أقصد هنا مواقع الشات , أو التعارف , أو بقية المواقع السخيفة المعروفة أهدافها سلفاً , ولكني أعني ذلك الصيد الذي يتم عبر بوابة الكلمات ولو بحثت عن عنوان يصف , ويجسّد حقيقة هذه الشريحة لم أجد أفضل من هذا العنوان : الصيد تحت ظلال الكلمات !

الكلمات التي يتم من خلالها صيد النساء كما يتم صيد الجموع ! الكلمات التي تتواري خلفها الشهوات كما وصفها الشاعر, وأجاد حقيقة الوصف عندما قال : " أتدرين ما الكلمات ؟ كذباً خادعاً أشر .. بها تتحجب الشهوات ويُستعبد البشر " .

أن عجبي حقيقة لا ينتهي من أولئك " الذكور " الذين حباهم الله عز وجل موهبة الكتابة وهي نعمة على أية حال ! فيسخرونها بالدرجة الأولى لصيد الكثير من القوارير ! وإن كنت هنا أجرّم أولئك الكُتّاب بالدرجة الأولي , فأنني في ذات الوقت لا أبرّأ ساحة الفتيات حيث أنهن مسئولات بالدرجة الأولى عن تصرفاتهن . ولا أجد حقيقة الأمر والحالة هذه تعبير يصف بشكل أو بآخر تلك المسؤولية أكثر من التعبير الإنجليزي الذي يقول : " بإمكانك أن تقود الحصان إلى الغدير , ولكن ليس بإمكانك أن تجعله يشرب ! " .

أن القصص المأساوية التي نسمعها بسبب دناءة النفوس التافهة , تجعلنا نؤكد أن عالم الإنترنت برغم كل ما يحمل من المزايا والإيجابيات , ليس إلاّ " مقصلة " للكثير من الإناث , أسارع وأضيف إلى أن تلك المقصلة لا تقتصر على الإناث فقط بل وحتى على الكثير من الذكور ! حيث أننا لم نعد نعرف حقيقة في هذا العالم المتلاطم بالأمواج البشرية أيهما الصائد وأيهما الطريدة ؟ أيهما الجاني وأيهما المجني عليه ؟ أيهما السفاح , وأيهما الضحية ؟

والسؤال الذي يتبادر إلي أذهاننا الآن هو : من الذي أوجد هذه الشريحة ؟ أو ماهي أسباب انتشارها في العالم الافتراضي ؟


مما لا شك فيه أن ضعف الوازع الديني يأتي في المقام الأول , وهو الذي يقف دائما وراء الكثير من مشاكلنا النفسية والجسدية . وفي المقابل نجد أن قوته ـ أي الوازع الديني ـ هي أهم حصن يحمى المسلم من الانزلاق في دروب الخطايا والآثام , فكلما كان المسلم محصن إيمانياً كلما صعب اختراقه سواءً من شياطين الأنس أو الجن , والعكس صحيح .

ومن الحصانة الإيمانية التي تلازم المؤمن أو من المفترض أن تلازمه دائماً هو الاستشعار بمعية الله عز وجل ومراقبته له دائما في السر والعلن , الأمر الذي يعزز ويقوى شعور المراقبة الذاتية , والمحاسبة المستمرة , تلك المراقبة والمحاسبة هما في تقديري الخاص أهم سلاحين نواجه بهما الشيطان ونفوسنا الأمارّة بالسوء .

وأما السبب الثاني فهو متعلق بقضية التربية الأسرية !

حسناً ! كنت ومازلت مقتنعاً بأن التربية الأسرية الصحيحة , والحديثة يجب أن تقوم وترتكز على الرفق الذي نادي به سيد الخلق محمد بن عبد الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عندما قال : " ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه , وما نُزع من شيء إلاّ شانه " هذا الرفق الذي استبدله اليوم الكثير من المسلمين للأسف بالعنف بنوعيه الجسدي والنفسي , وبالاتهامات , وسوء الطوية , وبقية القائمة السوداء من التعاملات غير المبررة شرعاً ولا ديناً .

أريد أن أقول أننا متى ما قوّمنا السلوك بالرفق وزرعنا في الأطفال أهمية المراقبة الذاتية , واستشعار عظمة الخالق عز وجل , لربما نجحنا في تكوين شخصيات سويّة ومُعتدّة وواثقة . أنني حقيقة الأمر أحمّل الآباء والأمهات الكثير من المسؤولية في إخراج جيل مشوش نفسياً , وفكرياً , وشخصياً ! بسبب أساليب التربية الخاطئة القائمة على التعنيف والتأنيب , وإذابة الهوية الشخصية في خضم الأوامر والنواهي , ومحاولة إعادتهم على شكل نسخ مكررة منهم . والمأساة كل المأساة عندما يُبرّر هذا الطغيان السافر باسم الحُبّ , أو الخوف , أو المصلحة !

أن هذه الممارسات التي يمارسها الكثير من الذكور والإناث سواء في العالم الحقيقي أو في العالم الافتراضي سببها بعد ضعف الوازع الديني هو تلك التربية الخاطئة التي اُرتكبت بحسن نية طبعا .! وما أكثر الأخطاء التي تُرتكب بحسن نية ! وما أفدح الجرائم التي تقودها حسن النوايا ! أقول من المؤسف حقاً أن ترى الكثير من الشباب والفتيات وبعض الكهول ! يبحثون عن ذواتهم الضائعة عبر هذا العالم الافتراضي . يبحثون عن الحنان والآمان المفقودين في محيط الأسرة الصغيرة والأمثلة والشواهد في هذا الجانب كثيرة جداً .

ومن المؤسف حقاً بأن هذا الضياع المُرّكز لدي الكثير من الشباب والفتيات الذين يبحثون عن ذواتهم المفقودة عبر هذا العالم الافتراضي , كان وما يزال أحد أسبابه الرئيسية هو سياسة العنف التي تُمارس في البيت , وفي المدرسة , وفي الشارع , وفي العمل , وفي كل مكان تقريبا . العنف الذي ضاعت معه أجمل المعاني والمفاهيم الإنسانية للرحمة والاحتواء .

ومن أسباب انتشار هذه الشريحة هو " بريق الإنترنت !"

قلت سابقاً أن عالم الإنترنت و ما فيه من الشخصيات الافتراضية أصبح حقيقة لا يمكننا تجاهلها بأي حال من الأحوال , هذا العالم أصبح حقيقة يحمل الكثير من الأضواء التي تغري بالفعل , تلك الأضواء التي أشبّهها بلهب النار الذي يجتذب الكثير من الفَرَاش ! حيث أن الكثير من الجنسين يدخلون عالم الإنترنت وقد جذبهم بريق ودفء ذلك اللهب الذي سرعان ما يسقط فيه الكثير .! ذلك البريق هو بريق الشهرة والأضواء وعالم النجوم .! ذلك البريق هو الدافع الرئيس لتلك الرغبة المتحرقة التي تسكن الأعماق , أو في أحراش اللاشعور, لحب الظهور ومعانقة الأضواء , ورؤية الآخرين لنا بعيون الإعجاب والرضا . وإذا كنت أعتقد فيما يشبه الجزم بأنه لا أحد يستطيع أن ينكر تلك الرغبة الخرساء التي تضج بها دواخلنا , إلاّ أنه في ذات الوقت يجب أن نعترف أن تلك الرغبة أو ذاك التطلع حق مشروع , وليس فيه ما يعيب , ولكن المشكلة تكمن في النفوس المأزومة التي تحاول من خلال ذلك التطلع أن تبحث عن مخرج لمشاكلها النفسية , والاجتماعية من جهة , أو تحاول تصدير مشاكلها العاطفية , والشخصية للآخرين من جهة أخرى .!

الحقيقة أن ذلك البريق يأخذ صوراً متعددة من الخدمات الأدبية المجانية , التي يتطوع , أو تُطلب من بعض الذكور الإنترنتيين في تقديمها للإناث الراغبات في تحقيق ذواتهن الأدبية والفكرية ! ذلك البريق الذي يغري الكثير من الإناث بتحقيق أحلامهن الأدبية عن طريق متابعة الكاتب الفلاني المنتمي إلى الإعلام الحقيقي وقنواته المختلفة لعل وعسى أن يجدن لهن مكان في ساحة المشهد الثقافي الحقيقي ! ذلك البريق الذي يغري الكثير من طواويس الإنترنت على استعراض ذيولهم الزاهية الألوان أمام الجمع الغفير من الإناث !

ولذلك يمكننا القول بعد هذا أن أخطر مشكلة تواجه هذه الشريحة هي مشكلة " الفراغ العاطفي ! " ذلك الفراغ الذي تزيد نسبته قليلاً عند الإناث أكثر من الرجال بسبب مشكلة الاحتواء الأسري المفقود التي أشرنا إليه سابقاً .

أن الفراغ العاطفي بدا حقيقة يأخذ صوراً وأشكالاً متعددة ومخيفة في عالم الإنترنت فتارة يبدو على شكل أنثي اتخذت من الإنترنت ملجأ وسكن دائم تقيم فيه 24 ساعة , وكأنها وجدت في ذلك العالم الافتراضي الخلاص من العالم الحقيقي ! وبالمناسبة بدأت هذه الظاهرة تتزايد بين الإناث بشكل خطير الأمر الذي تحتاج معه إلى دراسة مفصلة . وتارة يبدو على شكل مثقف يحاول أن يسبح عكس التيار , ويمارس الغواية الفكرية والثقافية على حساب الدين , والعقل , والمنطق , والعرف , حتى يلوي الأعناق ! وتارة ثالثة تبدو على شكل " ذكر أنترنتي صياد " ينتقل من فرس إلى آخر , ومن زهرة إلى أخرى ليروي ظمئه العاطفي المتزايد ! أو " أنثى إنترنتية صيادة " تنتقل من هالك إلى مالك .! الأمر الذي يجب علينا معه تذكير ذلك " الذكرالإنترنتي " بأن تلك الممارسة ليست من الفروسية في شيء , فضلاً على أنها لا تمت للرجولة بصلة . بل أنها دليل ومؤشر على الفراغ الروحي والعاطفي اللذين يملأن العين والقلب . ونذكّر الأنثى الإنترنتية التي تفتح عقلها وقلبها , وتمنح عواطفها بسخاء لكل من هبّ ودبّ ! أن قلبها وجسدها وديعة يجب أو يفترض أن تُرد إلى صاحبها الحقيقي طال الزمن أو قصر .

ومع شفقتي على هؤلاء الجوعي فكرياً وعاطفياً , والذين يحاولون ردم كل العاهات والفراغات النفسية والعاطفية أجدني أمام أسئلة تبحث عن إجابات شافية :

هل نحن أمام نوع جديد من أنواع الإدمان اسمه إدمان الإنترنت ؟

وإذا كنا فعلا قد وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة من الإدمان فما هي الحلول ؟

وهل تسمّر الكثير وبالذات من الفتيات أمام شاشات الكمبيوتر على مدار الساعة هل هو هروب فعلي من رعب , وأزمات , ومآس العالم الحقيقي التي لا تنتهي ؟

أم أن القضية أصبحت مجرد عادة سيئة تضاف إلى بقية العادات السيئة ؟

وهل سيخلق لنا " الإنترنت " جيل مشوّه فارغ , ومُفرّغ من المحتوى والعواطف الحقيقية ؟

حسناً .. إذا كانت الأسئلة سهلة كما يقال فإن الإجابات صعبة , وتحتاج إلى بحوث , ودراسات , واستبيانات للوصول إلى نتائج دقيقة أو شبه دقيقة .

وآخر الأسباب المهمة , والمفصلية , والذي تعمدت تركه في الأخير , والذي ساهم بشكل مباشر في وجود هذه الشريحة , هو الصورة الجاهلية لدى الكثير من الذكور عن المرأة , تلك الصورة القديمة التي يتوارثونها أباً عن جد , وهي تلك التي تصوّر المرأة على أنها مجرد وعاء للشهوة فقط .! تلك الصورة الظالمة , والبائسة التي تختزل كل اهتمامات وطموحات وتطلعات المرأة التي لا تختلف عن اهتمامات , وتطلعات , وطموحات الرجل في صدر عامر , وشفة مكتنزة , وشهوة عابرة !

حسناً ! لا أريد حقيقة أن أعمّم لأن كل التعميمات خطيرة بما في ذلك التعميم نفسه كما قال الكسندر الأب , ولكن يؤسفني حقيقة أن أقول أن الغالبية العظمي من الذكور لا ينظرون للأنثى إلاّ من خلال موضع الرغبة , أوالشهوة ! بما في ذلك بعض السادة المثقفين أو أدعياء الثقافة إذا أردنا الدقة ! ومن هنا لا نستغرب وجود هذه الشريحة التي تمارس عميلة الصيد تحت غطاء الثقافة , ومظلة الأدب !

وغني عن الذكر أن الرجل الذي ينظر إلى المرأة شقيقة الرجل كما بين ذلك رسول الهدى ـ صلي الله عليه وسلم ـ والتي كرّمها رب العالمين , وكفل لها حقوقها كما كفل حقوق الرجل , والزمها كما الزم الرجل بمجموعة من الحقوق والواجبات هذه النظرة أنه رجل غير جدير بالاحترام , ولا يستحق أن يُعطى أي نوع من أنواع العاطفة .

وربما من المناسب هنا الإشارة إلي أن " الذكر الغربي " لا يختلف كثيراً عن " الذكر الشرقي " في تلك النظرة الدونية للأنثى , ولست مع وهم الواهمين الذي يقول بأن الانفتاح الجنسي , والحرية الغربية المبتذلة في هذا الجانب والتي استباحت المرأة بكافة الطرق قد خففت من غلواء تلك النظرة " الفرويدية ! "


وأخيراً , وقبل أن أسدل الستار على هذه الشرائح , أريد أن أوضح حقيقة اعرفها كما اعرف نفسي , ألا وهي أن كل ما كُتب هنا ليس إلاّ مجرد مقدمة أو رؤوس أقلام كما أشرت في بداية حديثي عن هذه الشرائح , حيث أن هذه النماذج أو الشرائح الإنترنتية الفاسدة , ومعها أيضاً الكثير الذي لم يذكر هنا تحتاج إلى بحوث مستفيضة تعني أسباب وجودها , وكيفية طرق علاجها , وأعتقد أن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولي على عاتق الباحثين المتخصصين في العلم الذي يعرف بـ الأنثروبولوجيا أو " علم الإنسان " .


وفي ختام هذا الحديث أود تذكيركم , وتذكير نفسي بحقيقة لا يجب أن نغفلها أو ننساها , وهي أننا كمجتمع عربي يعاني حقيقة من الكثير من النقائص والعيوب شأننا في ذلك شأن أي مجتمع بشري , والكمال لله عز وجل , ولكن أن تتحول تلك العيوب أو النقائص إلى ظواهر اجتماعية خطيرة تؤدي إلى نتائج مدمرة على الفرد والجماعة , فهذا أمر غير مقبول , وليس من العقل , أو المنطق في شيء إظهار الإيجابيات , والتطبيل لها , والتواري عن السلبيات بحجة العبارة القبيحة التي تتعذر باستحالة إصلاح الكون !

أننا كمجتمع مسلم مأمورين بتفعيل كل الآيات القرآنية التي حثت على قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وكل الأحاديث النبوية الكريمة التي تهدف إلى تكريس حديث " المرآة " كي تتحقق الخيرية المشروطة لأمتنا الإسلامية .

فهل نحن فاعلون ؟

البيان 02-06-2011 14:31

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 
مدرك / تواجدك ومتابعتك محل تقديري .. تحية تليق بك .


كاتب عمومي / استمتاعك بالقراءة يسعدني .. وأرجو أن لا تحرمنا تواجدك .


الطهر / تعليق ينمٌ عن حكمة , ووضوح في الرؤية ..سعدت بتواجدكِ .


صقر بن محمد / سعيد بهذا التواجد .. وأهلا وسهلا .


ريام / اشكر لكِ مروركِ , وندى حسن ظنك ..كما أرجو إسعادنا بتواجدكِ .


درواس / ولمِ لا أصدقك ؟ قرأت حقيقة النسبة الكارثية ! , ولكن كما تعرف يظل موضوع النسب , والإحصائيات عليه ما عليه من تحفظات ..تشرفت بمرورك .


هديل الجرح / دهشتكِ محرّض جميل للمزيد من الكتابة , وباعث حقيقي من بواعث سعادتي .. دمتِ كريمة .


ليس بعد / ثق تماماً أن تعليقك على جهدي المتواضع من دواعي سروري , وكم أنا بحاجة إلى تفاعل أمثالك الذين يثرون ويضيفون للموضوع ولي شخصياً .

طبت وطابت حروفك .


تائهة بك / سعيد بهذا المرور الأنيق , ومشكورة على الدعوة الرقيقة . ولكِ مثلها وأكثر .


صمت / مرحباً بك , وبعودتك " للبوح " من جديد .. سعيد جداً بتواجدك الكريم .


رؤى / وبُورك فيك , وأجزل لكِ المثوبة ..ممتن لحضوركِ النبيل .

هديل . 03-06-2011 15:19

رد: نماذج إنترنتية فاسدة !
 

كنت أنوي إقتباسهم شريحة شريحة و مشاركتك الحديث عنهُم ,
لكنّك كُنتَ مُلمًّا للدرجةِ التي جعلتني أرى أنّك قد قُمت على ذكر كُلّ نقطةٍ كنتُ أريدُ الحديث عنها هُنا .

تبارك الرحمن يا سموّ :2:



الساعة الآن 21:15.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1