بَعدُكِ أصبح للجدرانِ أنينْ . إنها تَبكيْ .

سَاعتينْ أبحثُ عن صورةٍ تليقُ بهيبةِ حُبِ أمي في قلبي
وأمنتُ بأن الصور تَعجزُ في كثير من الأحيان
عجزت الصور ان تَصوركِ فيني يا أمي !

فراشُ أمي الليله خاليٍ منها .
فراشُُ أمي الليله يبكي . وحزين
فراشُ أمي له ونين ... وغيابها يقتُله .
فأخذتُ منديلها البنفسجي وفرشته على المخدةِ
فقط ليهدأ الفراش .
...





لكن يا فراشُ أمي . انا كيف أهدأ ..... !

شَعرتُ ببطءِ الوقت وهو يسير
قاتل الله المسافات .

غيابُ أمي عن البيتِ اليوم . جعلني أغني كل وجوه الراحلين . جعلني أبكي بحنين ك بُكاءِ الطفلِ الرضيع الجائعِ الى حضن أمه .

أريدُ أن أقبل كَفيها التانِِ زرع الرب فيهما من ريحان الجنه .

أمي منذ غبتِ أصبح لمصحفكِ . وسجادتكِ وسَبحتكِ . والوسادة التي كنتِ تضعين عليها قدميكِ المتعبتين . أنين . أمي الحماماتِ التي كنتِ تجمعين لها ما يتبقى من كل وجبه بكتكِ كثيراً هذا اليوم لانها عادت من عند عتبة البيت وهي جائعه . والهرةِ التي كنتِ تضعين لها الماء كل يوم هي الأخرى نادت عليكِ كثيراً لكنكِ لم تردي عليها لأنك مسافرة . والراديو الذي كان يملء البيت سكينه بصوتِ المعيقلي لم ينشر سكينته في البيتِ اليوم لأن يدكِ لم تباركه هذا الصباح . والجرائد التي نطلبين من اخي الصغير ان يقرأ لكِ عناوينها بهتت حروفها وبكت عناوينها لانكِ لم تطلعي عليها هذا اليوم . أمي الوان حياتي لا أراها الا في عينيكِ ليتني لم اترككِ تسافرين . وليتني مسكتُ بيدكِ ولم اكن بين جدران هذا البيت لوحدي بدونكِ .

أمي كل شَيءٍ في البيت يبكي .

أمي من يغلق الابواب الليله / ويضع الماء عند رأسي ويذكرني بأذكار النوم ... !

أمي من يأتيني قبل ان انام ويطلب مني ضبط منبهه على الساعة الثالثةِ ليلاً استعداداً لصلاة الليل . يا ترى من وقتّ لكِ المنبه هذه الليله ... !

أمي تصبحي على خير وألف ورده . وسأوصي الليل أن يقبل عني جبينك .