الآن هيَ هادئة جدًا ,
تجلسُ للمرأة التي منّ الله عليها بفضلٍ منه حينَ كتب لها أن تضعَ على
وجهها ملامحَ العروس .
بينمَا قلبُها يفتل و يخيط و يخيطُ و يَفتلْ !


- أنا فدااااك و فدا الل شَاغل بالك كلّه

جايّه الليلة يا قلب أختك ,
جايّه و انتِ وشوشتيني قبل إنّك : مليَانه حَكي !
جايّه و انتِ وادعتني تطمّنين قلبي اللي أكلني عليك .
جايّه يا بنت صَدري أضمّك و أشمّ الفرح بين يدينك ويهدآ بالي !
جايّه تذكّريني إن الأماكِن بتخوننا هالمرّة !
و إن الاجازة ذي ما راح تكون جدولنا المعتاد ما راح تكون هيصتنا المعتادة ما راح تكون
شقاوتنا المعتادة و ما راح نسمَع : " الله يزوجكن و يريّحنا من مخططاتكن ! "
هالاجازة للرتابة و ذكرياتك يا روح أختك .
لِ انتظار رسالة و اتصّال منك .
لِ الحزن الوفير الباقي اللي مخبّيته لي صالة المطار يوم الخَميس !
لِ الحزن اللي بتهديني إيّاه شوارع جدّة هالأسبوع بدونك .
و يبونا نطلع البحر يا منار !!
و أسبَح مع مين قولي لي ؟ و أطفو مع مين و أنا أضحك من الل ما يعرفون ؟
و أغرّق مين و أهرُب ؟ و مين يصرّ و يعاند معي إنوا نآكل بنفس اللبس الخايس مويه
عشان بنرجع نكمّل !!
و بنرمي للبحر سرّ و أمنيَه مرّة ثانيه ظنّك ؟
بيسمَع لي البَحر شلون و صوتي بعدك عطلااان و ما يعرف الحَكي !
و السيارات الل نتخبّى وراها عشان نفجَع روان ظنّك ما راح تفضحني بدونك !
ظنّك صوتي بيقدر يفجعها و الا بيشكي لها غيابك !
هو إنتِ ليه ما علّمتيني بعد كلّ شيّ سوّيناه إنّك رايحَه ؟
ليه خليتيني أولَف عليك !
يبونا نطلع شاليهات .... يا منّو !!
تذكرين ش قد زنّينا الاجازة الل فاتت نبي نروح لها مع بعَض !
تذكرين ش قد أكلنا روسهم ع الفَاضي !
هالمرّة جاني العَرض قبل أطلبه .
جتني الروحَه لين رجليني يا مناري ,
و سألتهم بتجين ؟
أروح هنَاك آكل التشوكليت و الشيبس مع مين !
و أتهاوش ع لحاف واحد مع مين !
و أقول لمين : خلاااص خذي شوكليت ثاني و لحاف ثاني و لبس ثاني
و غرفة ثانيه , زهقتيني كل شي نتقاسمه !!
و من بيجي شويّ وقت و يررجع يقول لي نفس الكلام حرف حرف !
و من اللي بيضحَك علينا و يقول : ما تغيّرتوا !!
منار و هَديل .. هَديل و منَار .
دايم نتهَاوش و أصرّ إن اسمي أحلى !
خلّيني أعتَرف لك ب شيّ : و الله ل تبطي سنيني و أنا ماجيت لا ب حلاتك ...
و لا بحلاة كل الأشياء الل تشبهك و ترتبط بك !
ههههه انبسطي يا عمّه , استسلمنا لعيونك الل تشبَه قصيدة البَدر في سارَه !
ضَروري بعد هالهذرة أقول أحبّك يا خَايسه ؟
أحسّ يا صغرهَا قبالك يالشينَه

- كلّ الدَمع في طرف عيني سَاكنْ .
أنا التي كنتِ تقولين لها : أنتِ الأقوى ولن يكسركِ غيَابي .
لم أُغلق عيني إلاّ و انهمَر سيلْ .
جدّة اليَوم غائمَة يا منَار ,
و أُقسمُ لِ أُمّي أنّه حُزننا عليكِ !
هَبيني سلوى يا منار ثمّ عودي للرحيلْ .
هَبيني عينًا تهدأُ لو ساعةً واحدَة .
تذكرين عيني حينَ تُصيبني الحساسيّة المُزمنة ههه التي هيَ الفرق بين تتوأمنا في كُلّ شيّ ؟
تذكرين شكلي و أنا أضحكُ و ألعب و أسخَر و آكل و أمشي و أنام و أصحو بينمَا هي " في جوّها "
كما تقولين , تسيل دونَ توقّف !
هكذا أنا الآن مع فرق الضَحك و اللعب و السُخرية و الأكل و المَشي حتّى !
أنا المُنتصبه في صالتِنا أستحضر صوتكِ من كُلّ مكانْ , بينمَا أُمّي بجانبي تُحدّثني
عن ضيقتها في الليلةِ الفائتة من فرط الشَوق إليكْ !
أُمّكِ تحدّثني يا منَار عن حجرتكِ التي من فضل الله هيَ ليست في بيتي .
تقول لي :
كُلّ شيءٍ في مكانه , أطالعه و أبكِي !
ليتَ باب حُجرتها ينقلبُ جدرًا فجأَه و لا أجدُ لِ قَدمي مدخلًا عليها !!

غيابُكِ مع كُلّ الفرَح الذي يُبرّره ليسَ مُبررًا !
نحنُ العائلةِ المُترابطة أكثَر ممّا ينبغي , ها أنا أتساءلُ نيابةً عنهَا :
لمَا لم نكُن عائلةً لا مُباليّة تتخاصمُ كلّ يومْ ؟
- كان غيبتِك هانت مو ؟

و النَفس ما تقوى على شوفَتكِ تأجيل !!

قولي لـ كلّ [ عتمَه ] بـ إن اسمك : مناااااار !

..