جَنينةُ حُزن . http://center.jeddahbikers.com/uploa...3073131241.jpg أمّا بعد ليلي / سهَري : صباحٌ رماديّ مهما تشكّلت الألوان لتُغري جدائلَ حُزني . . صباحُ الحنين الذي يُمزّقني , يردُّني فارغة إلا من بقايا دموع و شهقة مُعلّقة على أطراف فمي .. صباحُ الأصدقاء المُعاصرين لدويّ فقدي .. صباحُ التساؤلات التي تقفُ عند حُنجرة الرّياض .. صباحُ الأجوبة التائهة بين أفواه الأطبّاء! صبَاحُ الاحتفاء بالأموات و بحّةُ نداءاتي المخذولة . صباحُ الشّحوب الرّتيب لملامح أيّامي , صباحُ الأرق الذي ما انتزعهُ الصبحُ من ليلي .. صباحُ المطَر و الذكريات المُبتلّة , أهوَ الحُزن بعضًا من جُنون؟ أم أنّهُ طيشٌ مؤقّت؟ أنا اليومَ أهذي حُزنًا و اعذروني , شظايايَ تنفلتُ من بينِ أحرُفي أحُس بخلايايَ تهدأ , و العُروق التي كانت تضجُ بجسدي , اشعرُ بها الآن تموت ببطئ! مُصفرّة - و كأنّ الدم هربَ منّي - , عدا عينايَ مُبيضّة من الحُزن .. من الدّموع التي تسقُط سهوًا في كُوب قهوتي فارتشفُها غير آبهةٍ بملوحتهَا! أعدُّ رُفوف مكتبتي ( ترجع , ما ترجع , ترجع , ما ترجع . . . و ينتهي العدُّ : ما ترجع! أضربُ بكلّ قوتي و أنتحبُ بنشيجٍ يقطّعُ نياطَ قلبي. و أعود لأعدّ بصوتٍ مُرتجف : ( ما ترجع , ترجع , ما ترجع , ترجع . . . و أصرخُ مبتهجة! أستوعبُ ذلكَ و أسقُط مُنهارة .. وَ أنا التي أتجاهلُ دائمًا فكرَة أن نفترقْ , أو أن يحولَ بيننَا تُراب .. الآن آمنتُ بهِ بشدّة , بيدَ أنّي لا أفهمُ صدقًا ماهيّةُ الموت , و كيفَ عليّ أن أتجرّدُ بعدهُ منكُم , في أدبَار صدماتكُم يا أصدقَاء . . أصبحتُ جَنينةُ حُزن , أيّامي رذيلةٌ في حقّ عيشي ؛ تسرّبُ أصدقائي بين أصابع حاجتي .. مزبرقٌ ليلُ وحدتي بالذبول , بالدّموع الواشية بانكساري , فارغة إلا من الآه المُزاحمة لأنفاس صدري .. يا أصدقَاء , موتكُم ندبةٌ على جبين أيّامي .. أيّامي ثكلى من دون ذكركِم , من دون أصواتِكم العميقة من دُون سورة طهَ , و يس بأصواتكم العَذبة , من دُون الصّباحات الممتلئة بضجيجكم حينَ تُهدونني إياها : صباحُ الفرح يا حُلوتي , صباحُ الأماني مكلّلة بالتحقق , صباحُ مغموسٌ من طيب الجنّة . . . اتسعَ شدقُ جُرحي حينَ مرّت أسمائكم و ذيّلوها ب – رحمها الله - . بيدَ أنّ ذلكَ أصبح يُريحُني الآن , أن تكونوا تحتَ رحمةِ الله , يعني بأنّ الله يُغدق عليكم من هبَاته بأنّ الله رحمَكُم من المَرض من الغيبُوبة المميتة لأجسادكم و المميتة لعقلي خوفًا! توخّمُ ذاكرتي بتفاصيل حُضوركم و الغيَاب يُرهقني ., آه ذاكرتي , ذاكرتي .. تُذبذبُ رِضابَ أيّام الحُضور في كَبدِ الألم .. آه صديقتي .. يا زفرتي , يا جنينةَ وحدتي صديقتي التي تقبع على مقربة مني , تُهدهد حزني أناءَ الليل و أطراف النهار تحيكُ لي السعادة , فَ أدثّرُ بها وجهي عن الأسئلة العقيمة .. تُهمهمُ لي : أحتاجُك سعيدة ! لتكُوني كذلك! يصلهَا صوتي المُتهالك : حُزني كان على مقاسي جدًا , بيدَ أنّهُ يا رفيقتي أصبح فضفاضًا عليّ الآن! ,أهو الزمان يضخّمُ أحزاننا ؟ أفكّر دائما أن أثُور ,لكن على من ؟ لا يدَ لي على الموت / البؤس .. و بُنيّاتُ حزني عاجزةٌ أن أصفعهُن و لو بلطُف . وَ يدُ خيبتي طويلةٌ بما يكفي لإغراقي , و لا حيلةَ لي عليها . هم الذين لا يفتئون عن إغضابك , صح ؟ إذن لمَ لا تقتصّين لي منهم ؟ تقولين لي بهُدوء : أنا الصدر الذي يضمّ عنكِ أوجاعك . و أقُول لك : و صدرُك ذا يا صديقتي أخافُ عليه منّي .. أخافُ أن أملأهُ أضغاثُ أحزان .. مُتعبة يا صديقتي و الحمدُ لله .. متعبةٌ من مراسيم العزَاء التي تتكرّر الحمدُ لله حينَ أضيق , حينَ أتيهُ , لا وطنَ و لا منفَى .. الحمدُ لله حينَ يشيخُ ( الحَكي ) في داخلي الحمدُ لله حين تهربُ الأدمعُ من صدمتي . الحمدُ لله حينَ ينثرُ الملح على جُرحي و أبتسم .. وَ الحمدُ لكَ حين يتلعثمُ لساني بالدّعاء , أن يا ربّي أحتاجُك صبرًا تسكنهُ فيَّ .. الحمدُ لك لأنّي لا أنكسرُ إلا بينَ يديكَ فقَط . الحمدُ لله حينَ أدسُّ الحُزن في جيُوب اللّيل , و أصبّحُ عليكِ بالرّاحة ( ": الحمدُ لله حينَ يجهلُ الأطبّاءُ سببَ مرضنَا يتقاذفُون الآراء في وجلْ و نبقَى حيارى بينهُم! الحمدُ لله حين تُمطرني صبرًا يُنبت البسمة على ثغري . لمَّ اللهُ شعثَ ملامحي . .. لمَّ اللهُ شعثَ ملامحي . المُخلصة : مهَا . إبريل . |
رد: جَنينةُ حُزن .
|
رد: جَنينةُ حُزن . لا يموتون أبدًا يا ابريل .. أحياء في الأرواح التي أحبتهم .. هذه المره هم صعدوا إلى الله قبل أن ينزل إليهم .. والله معهم كما هو دائماً وهم بخير , وكما تقول سمَا : في الأعلى كل شيء على مايرام عند الله كل الأرواح الطيبة خالدةٌ بسلام . عند الله هم بحالٍ افضل . أفضلُ بكثير ... :6: |
رد: جَنينةُ حُزن .
|
رد: جَنينةُ حُزن . , وش سويتي يا هديل ! وأنا التي هربت بمن التفكير بفاجعة الخميس .. وأنا التي أدّعيت القوة أمام ابريل , وأن كل شيء على مايرام .. وأن الرضا بالقضاء والفرحة بلقاء الله أكبر من كل شعور .. لكن حين نبكي من وجع , غير أن نبكي من جزع .. |
رد: جَنينةُ حُزن .
|
رد: جَنينةُ حُزن .
|
الساعة الآن 11:35. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ