وطنيّ أشمُ ترابكَ وأتحسس ملامحي بين ذراتك , وطنيّ تنام كُل ليلةٍ بين ذراعي وتصحو تُنكرني وكأنك لم تكن تعرفنيّ , وطني الشامخ/ العالي/ القامةُ التي لا تنحني ,كسرت ظهري سلبتني قوتي أعطيتك كل ماعنديّ وأنت تأخذُني منيّ وتعطينيّ لتجلدنيّ بمنةِ العطاء , وطنيّ الأخضر الجاف الطيبُ القاسي الشديد الغليظ مددت يدك ,لتصفعني ضحكتُ لك فلعنتكَ فوهبتني للنارِ أشوى فيها وأصطليّ , وطنيّ إني أُحبكَ وأعرف أنك تُحبني وكلٌ منا يحبُ الآخر على طريقته , فأنت تحبني وتدفنني فيكَ, لتعودَ وتأكل جثتي , وأنا أحبكَ فأعطيكَ ولائي وأنتمائي ولوني ولغتيّ ودميَ وحبيّ وحياتيّ موتيّ , يا وطنيّ قُل لي لو كنت صاحب سلطةٍ وكنت أنتَ من يجلسُ,على الكُرسي المُهيب أكنتَ ستختارنيَ في شعبك أم أنكَ كنتَ ستلفظني مرةً أخرى .... !

يَ نادل هاتِ لي بصورةِ جديّ وصوتهُ الذي كان يروي لنا حكاياته مع الوطن والتضحية من أجلة . هاتِ لي بجديّ أكمدُ به قلبيّ .

لا شَيء أحملة في جيبيّ , وحقيبتيّ فارغة , وذاكرتيّ تمشيّ وحيدة من دون وجوةٍ تمشي معها من دون ذكريات , حُنجرتي مملوءةٌ بالصراخ , وصدريّ مليءٌ بأشياء أريدُ التخلص منها , لساني صامتُ لا يحكي أخرسة الزمن وسوء الحظ , وقدميّ ترتعش لا تقوى على حمليّ مع كل هذا التعب , وجهيّ أتحسس ملامحة الناعمة فتسقطُ منيّ دمعة لا أمسحها أتركها تمسح نفسها بنفسها , يدايَ لا تحملانيّ على الطبطبة لنفسيّ , مللتُ منيّ , من تعبيّ , من إنتظاريّ لساعةِ الفرج , الفرج الذي لن يأتي أبداً , مللتُ خيباتيّ وتصرفاتيّ العفوية التي تجعلني ساذجة في أعين الكثير , مللتُ صوتيّ الذي يغنيّ لي كل صباح , مللتُ من فيروز والحنين الذي تسكبةُ في دميّ ليل نهار , مللتُ من سريري من صوتة من الملاءاتِ البيضاء من جدران غرفتي البنية , من اللوحاتِ السوداء والبيضاء , من السجادات المتناثرة في كل مكان , من الكتب الكثيرة التي أصافحها عند كل ملل , من فساتيني المختبئة في الدولاب منذ زمنٍ بعيد , لا شيء أحبة في حياتي اليوم أبداً , الضجر يتلبسني من كل شيء , لا شيء يعجبني اليوم , الملل هو الفكرةُ الوحيدة المسيطرة عليّ , لا شيء يبقى ليّ لوحديّ , كل شيء يمرني ليستقر في يديّ غيريّ , لا شيء أريدهُ من الحياة أريد سُلماً أصعدُ به الى السماء , أريدُ أن أشحذ من ربي النسيان وأمنيةٌ واحدة أريد منة أن يعجلها ليّ ( الرحيل بموتٍ مستعجل ) !

http://25.media.tumblr.com/tumblr_lq...db0yo1_500.jpg

عندما كنتُ صغيرة كنتُ أقلدُ الكبار , أدخل غرفة أختيّ أسرقُ أحمر الشفاة ألطخ به شفتيّ ونصفُ وجهيّ , مع علميّ المُسبق أني سأعنف وأعاقبُ بشدة ومع ذلك كنتُ مستمتعة جداً , وعندما يأتينا الضيوف كنتُ أقف عند باب البيت أرتدي كعوبهم العالية أمشي بها واعرف أني سأقع , وأقعُ وأضحكُ وأقومُ لكي أمشي بالكعبِ مرة أخرى ... كنتُ صغيرة كنتُ أحلم بالمستقبل وأنتظرُ متى أكبر , والآن كبرتُ ووضعت أحمر الشفاة وقوست حاجبيَ ولونت اظافري بالأصباغ , ولبستُ الفساتين القصيرة , ولبستُ الكعوب العالية , لم يعنفني أحد , لم يسخر مني أحد , و لم أقع من لبسيّ للحذاء العاليّ , لكن بداخليّ طفلةٌ كبيرة كانت تُعنف وتقع وتُضرَب وتَموتُ من احلامها ألف مرة !