مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

رجل مطبق الشحم والفهم , لا يكاد يجثو على ركبتيه حتى تنداح من وجنتيه كل علامات الترف والقرف والخرف.أبناؤه يعيشون في أضيق حال , يرفعون أيديهم كل صباح أن يخلصهم من هذا الراعي أو (يموت قاعدا ), لا يعرف من المسؤولية الا حروفها السبعة , ولا يطبق من المنصب الا حروفه الأخيرة , ولا يصنع من المعروف الا نقيضه وإن كان مكره لتزول منه الجبال !.تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي هو سائلههذا البيت لاينطبق عليه إلا ظاهراً , فحين تقترب منه ترى ضحكاته الصفراء المجلجلة تملأ المكان لا يشبهها إلا لون أسنانه , فتراه يهش ويبش ولكنه في الحقيقة هو أقل من أن ينش .صرخ في وجهه احد عماله يوما من ظلمه للعباد وقال( تنح)! فما برح أن تنحنح وتملح وهز كتفيه اعتراضا ثم أعرض وهو يفح !جمع أعوانه ومريديه من كل (منطقة) فأشاروا اليه بسجن أحد المارقين لكنه كان أكثر منهم رحمة فقال القوه في غيابة الصمت بعد أن ساموا بنانه! بكل تنكيل.تراه يتشدق في المجالس بكل عبارات الإطراء بنفسه ويقول أنا صنعت لكم كذا يوم كذا, وجلبت لكم كذا وكذا أيام كذا, لكن حينما تباغته بسؤال عن ذكر إحدى معجزاته يتلعثم ثم يرتجف ثم يردف بعجزه ثم يلحقه بلسانه : الطريق طويل وانا معكم لن أطير , فتتذكر حينها حكاية السنين السبع والبقرات العجاف والأخر السمان وتسأل نفسك : هل التاريخ يعيد نفسه ؟!تسأل عنه في منظومته المترهلة, فتجده أفضل معدي الخطابات مهارة وأشطرهم توقيعا وأبرزهم شرحا, وحين تفض أستار هذا التابو لا تجد الا أفاعٍ سامة وقاعا صفصفاً وارضاً مجدبة لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ يحتمي بستر وهمية هي أوهى من بيت العنكبوت, لولا أن الأخير نسج أطهر خيوط الايهام والحياة , فأفاد حماية نبوية, واستفاد ذكرا خالدا, والا صاحبنا العنكبوت يدني خيوط الموت لا الحياة حول رقبته, ولولا أنه تقاعد من كرسيّه الهرِم , لهرمنا بعد هذه اللحظة التاريخية .