صَداقَةٌ تحتَ أعْتابِ المطرْ
 

مُنبهْ هاتفي يرنْ أفقْتُ لأجِد الساعة قدْ قاربتْ السابعهْ صباحاُ اليومَ هو الخميسْ .. ومالي أسْتيْقِظُ فِ هذا الوقْت؟! .. كوابِسُ وأحلامْ باتتْ تجدُ عقْليَ ملْجاً جيداً لها .. أسمعُ قطراتْ المطرْ تهْطِلُ منْ جوفِ السماءْ لترْتَطِم بقيعانْ الأرْضِ .. الجوُ يكْسوهُ رياحٌ باردهْ والمِدْفأةُ قدْ إلْتهمتْ كلَّ الحطبْ .. قُمْتُ أفْتحُ النافذهْ ..


بِتُّ أراقبُ تلكِ القطراتْ وهي تُداعبْ أزْهارَ حديقةِ جارنا .. السياراتْ تسيرُ ببطئْ فالضبابْ كانَ كفيلاً بإعاقةِ رؤيةِ سائقِها .. الطيُورُ تخْتبئْ فِ أعْشاشِها وتسبْحْ بحمدِ الرحمنْ .. طفلً صغير فِ مُنْتصف الطريقْ يبْتسمْ للسماءْ ويرفعْ كفيهْ بالدُعاءْ ... هِرةُ بيضاء مرقطةُ بظلمةِ الدجى تحْميِ صِغارهَا وتدْفعْ بهمْ تحت سيارتنا المْتعطَّلهْ منذُ الأمسْ .

بدأ هاتِفي بالرنينْ مُجدداً ولكّنَّهُ هذهِ المرهْ بنغمِهٍ جديدهْ لمْ أعتدْ سَماعَها مُنْذ فتْره .. إنّها رسالةُ تنْبيهْ وأيُّ رسالةٌ هي تلكـْ التي بعثرتْ بقربي ذكْرياتِها .. أنْعشتْ الروحْ .. أحيتْ بداخِلي الحنِينْ من جديدْ .. أسْقطتْ دمْعاتِي .. إرْتحلَ معها عقْلِي إلَى المَاضِي ليتَذَكَّرَ تفاصيلها ...

إنّها ذكْرياتُ أوّلِ لقاءٍ جمعنِي بهاا .. إلْتقيْتُها وكَأنّنِي إلْتقيتُ جزْءا آخَر منِّي لمْ أكُنْ أعْلمُ بوجودهْ .. إلْتقيْتُها وقطراتُ المُزنِ تهْطِل لتكُنَ شاهِدةً عَ بدايةِ صداقَتِنا .. بتُّ أصافِحها وكأنني أُصافِحُ كلُّ تلكـَ الأشْياءْ الجميلةِ معاً .. رؤْيتُها صباحَاً تُجددُ أُكْسجينَ الحياةِ وحماسُها يُشْعِرُني بأنَّ الحياةََ لا يزالُ تحملُ لنا فَ صَفَحاتِها الجَميلَ عمَّا قريبْ..


هرعْتُ إلى هاتِفي مُسْرعهْ .. أبْحثُ عَنْها لِأُهاتِفها .. لأُخْبرها كمْ إشِتقْتُ إليْها .. كمْ إشْتهيْتُ فِ تلكَ اللحْظَةِ عِنًاقها ثمًّ يتوقّفُ الزّمنْ تارِكا إيّانا معَا .. ولكِنّنِّي إكْتفيْتُ بِ رسالةٍ تحْمِلُ فِ طياتِها تلكَ الأحْرُفْ "ي رفيقتي اليومْ أكْملتْ صداقَتُنا عامَها الأولْ .. أُحِبُكِ بحجمْ السماءْ♥♪' "



منارْ مجْدي :2:
@nour_aleiman
7-2-1434

رد: صَداقَةٌ تحتَ أعْتابِ المطرْ
 

بل فلتقولي أكملت الصّداقات دهرها الأوّل و غدت في دهر الموت لا تعرف شيئا .. مادامت تلك التفاصيل الصّغيرة انمحت فلتأذني بدهر صداقة جديد .. و لتتعلّمي من الغرباء , لكلّ فترة أصدقاء ثمّ يبدء جحود الإرساليّات القصيرة . القصيرة كما أنفاسنا المؤلمة المُخدّرة !!