العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > سَاعةْ الهَذيَانْ فِيْ ذَاكِرتكْ .. !!

سَاعةْ الهَذيَانْ فِيْ ذَاكِرتكْ .. !! هَذيانْ أفكَـار .. وفَـوضَى مشَاعِـرْ ..

 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1 (permalink)  
قديم 16-09-2008, 21:05
الصورة الرمزية مِـنْ عَـدَمْ
صـباح الدراويـش . .
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : في بُنصر السكون . .
المشاركات: 17
تقييم المستوى: 0
مِـنْ عَـدَمْ is an unknown quantity at this point
افتراضي حبرْ وُ وَرق





يتكرر النهار .. تتكرر الوجوه .. نفس الشارع .. نفس الجو
نفس المعطف .. نفس المطعم في نفس المنعطف
وصندوق البريد الذي اعتاد مرور اصابعي على رأسه يوميا ً
ولفافة التبغ التي اعتادت لفظ آخر انفاسها عند عمود الإنارة ذاك ..
نفس الابتسامة البريئة من طفل الجرائد .. مع اختلاف الجرائد
نفس السماء .. نفس الهواء .. نفس النسيم .. نفس العيون
وجرس الباب الذي اعتاد الرنين كلما دخلت إلى ذلك المطعم ..
وكأن الرنين بمثابة ترحيب بقدومي ..
كالعادة . . يرتفع صوت المدير على النادلة المسكينة مع دخولي
والقهوة تزحف بين قطع البلاط .. وأشلاءٌ من الصحن متناثرة
أنخفض معها لأساعدها .. ويكون نصيبي كلمات شكر ٍ ممزوجةٌ بإعتذار ..
فتستسقي مني " لا عليكِ .. "
ممزوجةٌ بإبتسامة لا مبالاة
لا أجد تفسير لسبب تكرر هذه الفوضى يوميا ً عند دخولي ومن نفس النادلة
أنعطف يسارا ً .. لأرى مقعدي الخالي يلوح لي من آخر الممر
أضع الوشاح جانبا ً .. أجلس واتأمل السماء .. والمارة .. والضحكات .. والحمام الأبيض .. وذلك القلب الكبير في الحائط المقابل .. وأول حرفٍ من إسمي حفرته على الطاولة ذات مساءٌ اكتسى العشق .. وكل ماقد ربطني بها
لقد انهمرت بشلالات الحنين .. وطوقت الذكرى جيدي بذراعيها .. ضمتني .. وهمست بإذني تذكيرا ً بكل ماقالته لي ... حين زعمت بأنها هجرت الفراق لأجلي .. وأنها قد احتطبت من الانتظار مايكفي لتدفئتها فصلا ً كاملا ً من الظروف الشتوية
أمّـا الآن ..
فمن يكسر محارة انتظاري .. ويستخرج الشوق من قاع الخفوق ..؟
صوت أقدام يبعثر ماقد لملمه ذهني من زجاج الذكرى
فأجد نفس النادلة بتردد واضح .. وقد احمرتا وجنتيها لست أدري بكاءً أم خجلا ً .. وتعيد جملتها المعتادة
" نفس الشيء سنيور ؟ "
لتحضى بنفس الإيماءة المعتادة
ربما اختياري لهذا المقعد سببه ان اول لقاء لنا كان عليه .. والذكرى التي حفظها .. ودموعها التي احتضنها .. وحديثنا الذي سمعه .. وأنها هي من اختارته حين قالت :
أحب هذه الزاوية .. فإسم المطعم في الجهة الأخرى من الزجاج يمنع المارة من رؤية وجوهنا .. بإستثناء أعيننا .. ويتيح لك رؤية كل ماحولك
...
وصل كوبيّ القهوة ..
فنفذت قهوتي لينفذ معها الأمل .. ولازالت قهوتها ليزال معها الألم
عقرب الساعة يلدغ التاسعة الآن . . حان وقت عملي
سأعود غدا ً .. لتتكرر تفاصيل اليوم
..
فيخرج تاركا ً خلفه تمتمات خافتة لا تكاد تسمعها قائلتها
- إلى أين سيدي ؟
- أرجوك لا ترحل
-آآ ..
-أتمنى أن اراك غدا ً
(وبإنكسار)
- أحبك ..
____________________________________

.
.

شيّبت عيني طيوفك
ياللي قلبي في كفوفك .. نقش حنّا
وفي جديلك .. عطر ورد !
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 22:39.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1