بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيْم ..
بِدَايَةً , يجْذِبُنِي جِدَاً أسلُوب الكاتِب الذِي يُبرِز ما يجُول فِي فِكْرِه عَن طَرِيْقِ التَمْوِيه المُفَبْرَك الذِي لا يَفهَمُهُ إلاّ القَارِئ المُحنَّك,و الذِي يَكُون عَلَى عِلْم بِمَا يَدُور حَوْلَه, ما أعجَبَنِي حقَاً أنَّكَ بِأسْلُوبٍ مُميَّزٍ وتمكُّن استَطَعْتَ التَعْبِير عَن كُلِّ الاحتِجَاجَات على وَاقِعِكَ المُعَاش , سَواءً فِي مجَال السِيَاسَة والإقتِصَاد أو اختِلاف مذَاهِب أو القضَايَا الأخْلاقِيّة , بِصُورَة ذَكِيَّة , وهذَا هُوَ سِر جمَال النَص فِي نَظَرِي , والذِي أعَانَكَ كَكَاتِب لكِتَابَة كُلّ هذِهِ الإحتِجَاجَات فِي قِصَّة وَاحِدَة !!
, اختِيَارُكَ للحشَرَة كَانَ لِفِكْرَةٍ رَسَمْتهَا فِي ذِهْنِك لِتُلامِسَ الوَاقِع بِحذافِيْرَة وتوضِّح دَنَاءَة الكَثِيْرِين, وتُبيِّن المُسْتوَىَ الهَابِط والمُنْحَدِر لِفِئَة مِنَ الطَبَقَات الإجتِمَاعِيَّة , بيدَ أنَّ الكَاتِب قَد يَرَىَ بَعْضَ الأمُور بَاطِلاً فِيمَا يَرَاهَا غَيْرَهُ حَقّاً , وحُكمَاً مُبَاحَا .
- أتَّفِق مَعَك بِشَأن أنَّ الإنسَان قد يَنحَدِر بِغرائِزِهِ إلَىَ مُسْتَوَىَ أدْنَىَ مِن مُستَوَىَ الحَيَوَانَات (إن هُم كَالأنْعَامِ بَل هُم أضَل) , ولَكِن فِي المُقَابِل هُنَالِكَ أنَاس ارتَقَوا إلَىَ مَنْزِلَةِ المَلائِكَة , وإن كَانُوا قِلَّة , ولكِنّ الحقّ يُقَال , ومِنَ المُجْحِف إظْهَار الفِئَة الحَيْوَانِيّة وإغْفَال الفِئَة المَلائِكِيَّة .(أعدك أني لن أتكلم عن الآدميين مرة أخرى ، أعلم أنك تشعرين بالغثيان لمجرد ذكرهم).
-تبَّاً لِلوَاقِع الذِي جَعَلَنَا نَجْعَل مِن أحْقَر الحَشَرَات أبْطَالاً لقِصَصِنَا لِنُعبِّر عمّا تضِيق بِهِ صدُورنا من احتجَاجَات !
-تَأكَّد أنَّ هَذِهِ اللَّغَة التِي قَد يَجْهَلُهَا كَثِيرُون يَفْهَمُهَا آخَرِينَ فطِنِين , بِإمْكَانِهِم استِيْعَاب أدَقَّ المَعَانِي وأدَّقَ التَشْبِيْهَات.
اسمَح لِي بِهذهِ المُلاحظَة: - ألا تُلاحِظ أنَّك كرّرَتَ كَلِمَة يا لُولوه كَثِيْرَاً . - حقّاً أَنْتَ كَاتِب عُمُومِي !
سَامحَكَ الله يَا كَاتِب , ذِكْر فيَضَانَات المجَارِي حَرَمَنِّي لَذَّة الإفطَار .