الموضوع: { اقتبآسآت }
عرض مشاركة واحدة
  #41 (permalink)  
قديم 05-04-2010, 05:56
الصورة الرمزية صَمتْ الرمَـال }
صَمتْ الرمَـال } صَمتْ الرمَـال } غير متصل
بكيتك وشاب رمشي !
 
بداياتي : Sep 2007
المشاركات: 2,167
تقييم المستوى: 19
صَمتْ الرمَـال } is on a distinguished road
افتراضي زوجة فرعون / فيتشيسلاف بيتسوخ

ـ كاتيا ، أنتِ ؟
ـ أنا فعلا ، تصوَّرى ! ـ جاء الصوت غير واضح كما لو كان من مسافة بعيدة .
ـ هناك شئ ما يحدث لى ، لا شئ يتحقق ...
ـ أهم شئ ألا تتوترى . تذكرى دائما ما كانوا يعلمونه لنا فى المدرسة : يوجد دائما فى الحياة مكان للتطور ـ يلزم فقط هذا الـ ... الـ ... دأب !
ـ فى سنوات المدرسة كنتُ أذهب حافية القدمين ، وكنتُ أحصل دوما على درجات الامتياز .
ـ هه ، أ ترين ! كنتِ متفوِّقة ، ولذا فأهم شئ ـ أن تكونى دؤوبة .
ـ ولكن ماذا بخصوص ثوب تلك العِرْسَة ؟
ـ أخذته لتوها .
ـ كانت سعيدة ؟
ـ وأية سعادة !
ـ وكيف لا ! فهى التى يجب أن تلبس الخيش وتتمنطق بالحبال ، سَعَّروها بثمن أكبر وأقاموا لها قصرا مثل قصر الأليزيه .
ـ بالضبط ، بالضبط .
ـ اسمعى ، أ لم يتصل بك صاحبك المحاسب ؟
ـ اتصل ـ ولكن ما الفائدة ؟ إنه للعام الثالث لا يفعل شيئا سوى الاتصال .
ـ ثلاث سنوات ـ فترة طويلة للكلاب ، ولكنها للإنسان ـ لا شئ .


_________________________________


ـ أ تعرفون ... أنه أحيانا تجول برأسى فكرة غير سارة ـ قال السائق فى معرض حديثه ـ فعلى سبيل المثال ، توجد دوله اسمها أوروجواى حيث من الممكن أن يكون فيها إناس كثيرين رائعين لا يعرفون عنى أى شئ ، وأنا نفسى لا أعرف عنهم شيئا ، ولن أعرف أبدا ، وكأنهم غير موجودين ! وهذا أمـر فظيع ، أولا ـ لأن الحياة تبدو فى هذه الحالة غير مُعاشة كليا ، وثانيا ـ لأننى أنا نفسى وبدرجة ما أصبح غير موجود ـ وأتساءل : كيف يمكن العيش ؟!


______________________________



خرجت سونيا باروخودوفا من المطعم فى حالة نشوة روحية عالية سببها فى المقام الأول الشمبانيا والنادل اللطيف . علاوة على أن اليوم كان صحوا : قد تكون الشمس حامية ، ولكنها مع ذلك تشرق بنفس الحنان والشجن الذين يطل بهما عجوزان لطيفان . كان الهواء راكدا ، ولكن لسبب ما كان شعر المارة منتفشا . وفى المنتزه أشعل الكناسون أوراق الشجر المتساقطة التى نشرت روائح التوابل ، وأشاعت شعورا بالقلق ، وأثَّرَت على الحالة النفسية مثل النبيذ . سارت سونيا باروخودوفا ببطء فى اتجاه شارع ميخافايا . ذَرَّت عينيها فى مواجهة الشمس وفكَّرَت فى حياتها التى هى فى واقع الأمر غاية فى الروعة .
بيد أنه فى الفترة الأخيرة بدأ يسيطر عليها هاجس مزعج : ذلك الوجود السعيد ، المأمون ، الهادئ جدا ، يمكن أن نسميه ما نشاء ـ شذوذ ، حلم ، إحساس الأحاسيس ، ولكنه ليس الحياة بالمعنى الصحيح للكلمة . فالحياة الحقيقية هى شئ ما سرى ، مجهول ، رهيب ، هى ذلك الألم الفظيع الذى ، إضافة إلى ذلك ، يسحر ويجتذب .









____________________________________

إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ
بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ ..
أحبَبتُ نفسي
ميسون سويدان
رد مع اقتباس