المُنعطف الأخير لا يعني لنا لَحدٌ نُطعمه رسائلنا القديمة ، و لا يعني أَن نَدّس الرسائل تحت أعشاش عصافير تَشبعها نقراً حد البشاعة أو أَن نَرميها للسمك ليخوض مُغامرة التلذذ بِالحبر الأزرق أو ليَطلي قشوره بِلون الماء ، أو أن نستخدم الرسائل منظفاً للنوافذ و مقابض الأبواب و مقاعد الكراسي ، بالمُختضر لا يعني أَن نَرميها بِأبشع الألقاب و نردمها في أَنتن الأماكن حيثُ لا نور و لا طهارة ، مُهم أيضاً أن لا نَرثي أصحابها بالحَمْدِ و هم بالجوار يتنفسون ، تِلك العملية الأشبه بالانتقام الغبي تُتخم الأوردة بالانتحار البطيء أو الاحتراق المفاجئ ، تِلك العملية أشبه بِاستنزاف الروح .
سمات الأوفياء جميلَة تَصل بِك لأقصى مراحل الروحانية والسكينة و الاستقرار النفسي ، لا تَنغمس في الانتقام و تستحقر شيئاً من الماضي - كان - لَك أكثر من أُمنية . (w)