ماء ٌمالح فائض عن الحاجة، هذا البُكاء يا صديقي تـرَف!


هاتفني الآن . . هذا البلل يُجففه صوتك!
هذا الغرق فوق خدي جارف و يُسقطني فوق فراشي ،
حيث رائحتك ؛ تدخل إليَّ من تحتِ ثيابي ؛
تخترقني تتجوّل داخلي تُمسكني من يديّ و تُطيّرني للأعلى
رائحة الأطفال : كفَّك
رائحة الأُمهات : صدرك الشاسع
رائحة النهار : أنفاسكَ ” الوغدة “
و ضحكتكَ تُراقبني . . لا أبتسم ؛ وتبقى تُراقب ،
أُدير لها ظهري و لا تتوقف!

يدكَ البعيدة تُعانقني ، تُخرج أصابعها السمراء من تحتِ الوسادة تُداعب شَعري ..
لي تُغني ( يا تعيسة الحياة بعدكِ لا تُطاق فتعالي ) أركضُ نحوكَ بلا قدمين ؛
أركضُ و أنا نائمة يُلاحقني صوتكَ الّذي كانَ يُغني لكنّه الآن يبكي!

أوووه أرجوكَ هاتفني الآن . . في حُلمي ياشقي هاتفني
لا توبخني . . لا تتكسّر . . لا يسيل دمّ الوجع فأفزَع . .
لا تَـقُل شيئاً . . لا تتحدث . .
أنفاسُكَ أعرفها ، كما الحياة تمنحني رغبة جديدة لِلنهوضِ من هذا الانكسار
أنفاسكَ في صدري نفثتَها مرَّة .. فـَ ” اعشوشب قلبي ”
قلبي الأخضر الّذي يُح ح ح ح ح , يُحبُّك!


أنا أُسامحكَ على اللاشيء
باب الجِراح اقتلعتُ مقبضه كيّ لا يُفتح من جديد
أنا أُسامحكَ - و ربّ البيت - على موتي .


- نور البواردي -

[ ]