لم تستفزني الثورات العربية ، ولا الوضع الراهن لأكتب هذا النص الذي أستفزني هو ان يعمل قلب جدي ببطاريه ..!
قال لنا دكتور القانون ذات محاظرة : أن الشعوب العربيه هم السبب بالقمع والذل الذي يلاقونه من رؤسائهم ، وذلك لأن الشعوب العربيه
تعظم كل من يجلس على الكرسي وتخضع له حتى يتفرعن عليهم !
أدهشني كلام الدكتور كثيراً ، أيعقل ان العرب يتواطئون مع حكامهم بطريقه غير مباشره ليبرروا خيبة أوطانهم بهم .. ؟!
ثم أكمل أن الفرق بين العرب والأمريكان ، أن الأمريكان يعتبرون الرئيس
موظف سيتولى الرئاسه ثم يرحل ، بينما العرب يمجدون الرئيس حتى يظن أنه مخلد !
ولا اخفي عليكم أنني آمنت بكلام الدكتور لفترة ليست قصيرة ...
حتى فاجئتني الثورات العربيه ..!
أنا لا افقه بسياسه شيئاً ، لكن الذي اعرفه أن الوطن حق ، وتلك الثورات محاولة استرداد حق مسلوب !
ذات مره قص لنا والدي حكاية عمتي مع البرتقال ، حينما استولوا اليهود على ارض جدي دفعتهم عمتي واخذت تجمع حبات البرتقال والجندي اليهودي يضحك عليها لأنه يظنها غاضبه من اجل حبات البرتقال !
لكن عمتي كانت تحاول أن تسترد حقها بالأرض والبرتقال كان اضعف الإيمان ..!
تلك الأرض ذاتها حارب من اجلها جدي الأنجليز ، كان يعمل لديهم نهاراً ويحاربهم
ليلاً فـ جدي كان يدمر مصدر رزقه للحفاظ على وطنه ..!
ذاكرة جدي ذاكرة محارب ، فذكريات الحرب لاتنسى
حتى لو أصبح تسعيني قلبه يعمل ببطاريه ، مازال يقص علينا كيف كان سيموت بالحرب أكثر من مره ، ويتمنى لو انه استشهد بدلاً من
أن يعمل قلبه ببطاريه اليوم ، لكنه يضحك كثيراً ويقول : فائدة البطاريه أنها تضخ
الدم من اجل ان اشاهد الثورات العربيه ...!
ثورة مصر جعلتني أتفائل كثيراً وأتأمل انه حينما أسافر لمصر المره القادمه لا أرى المرأه العجوز تنبش بالقمامه اكرمكم الله تبحث عن طعام ويختفي نجاشي الذي كان يمشي حافياً ويحمل كيس لحم من اجل القطط ، فلا يعود هناك قطط ..!
أنا يا رفاقي ولدت لاجئه مسلوبة الوطن ، لم أشعر بالوطن أو الإنتماء
فحاولت أن اخفف عن نفسي بأن عرفت الوطن ( أنه الأرض التي تحتوينا نعطيها ونأخذ منها ) وبناءً على ذلك ...
أينما ولدت وعشت سيكون وطن يجب أنا احميه وادافع عنه .!
هي محاولة مواساة يا رفاقي !
و اخيراً كل ما أردت ان أقوله لكم الوطن حق عليكم الحفاظ عليه ...!