هذه الدُنيا تَجلسُ على كُرسيها العَاجي ولا تُبالي بنا , تكسينا الخوف والألم والإنكسارات , ولا تُبالي بـ الدموع الكثيرة التي جّرحت أوجان الباكين , الدُنيا لا تخسر أبداً نحنُ من نخسر , نحنُ من نفقد كل الجمال الذي أودعه الله تكويننا البشري بسبب حُزنٍ تسكبه الدنيا بكل قسوةٍ على قلوبنا وأرواحنا , الدُنيا لا تتعب نحنُ من يتعب ونركض خلف المجهول , خلف اللاشيء , خلف حكاياتٍ قد كُتبت له النهايات المستعجلة ق...بل أن تبدأ , تخوننا الدُنيا كُلما وثقنا بها , تضحك على دموعنا , تستخف بأوجاعنا , تصفعنا متى ما ضحكنا , إن لزمنا معها الأدب جلدتنا بالخذلان , و إن تمردنا عليها أهلكتنا بالمصائب حتى نخضع , تُرافقنا عند كل فكره , تكون هي المحور الذي يدور عليه كل شيء , هي الغرابة والمعقول واللامعقول , الدُنيا تجرنا خلفها ونحنُ لها تَبع , وويلٌ لمن يعترض عليها من جهنم الحُزن والسعير .