قلبيّ على قلبكِ وأسمع في هذا الليل البهيمِ أنينُكِ , أتحسس في نسماتهِ الحارةِ صوت بُكاءكِ , وكأنيّ أرى إرتفاع صدركِ وانخفاضة وأنتِ تخنقين البكاء في جوفكِ حتى لا توقظين الصغيرة التي تنام بجانبكِ , يا أختي أقدارنا متوازية تمشي في إتجاة واحد , يا أختي ماتت الأحلام في صدركِ , ومات الفرح في عينيّ , يا أختي لم نكن نعلمُ أن الحياة التي جمعتنا في كل شيء قسمت لنا ذات الحظ والنصيب , أنتِ الآن بعيدةٌ عني بعيدةٌ جداً , وأنتِ حزينة جداً , أريدُ أن ألمسكِ وأشدكِ إلى صدريّ , أريدُ أن أنتزع هذا الحزن المرسوم بعينيكِ , أريد أن أهبكِ كل الفرح الذي بصدريَ , أختيّ صوت بكاءك في أذني يقتلني يفتتُ قلبيّ يصعقُ روحي , أختي أخذوهُ منكِ , أخذوه بقوة , لم يرحموا ضعف قلبكِ , أنتزعوا قلبكِ ليجعلوكِ قاسية بالنهارِ مُكابرة , حزينة باليل مُنكسرة , يا أختي ليّ ولكِ نفسُ الأنين وذات الوجع , يا أختي كفاكِ حزنً كفاكِ قد أوجعتيّ قلبيّ , كفاكِ بكاءً قد أوجعتي عيني , يا أختي ليتنا ما كبرنا , ليتنا ما شهدنا كل هذا الحزن الكثيف الذي ينمو من حولنا , ليتنا مازلنا نلعبُ بالطين ونلون بالأحلام دفاترنا البيضاء , ليتنا ماكبرنا لنرى الدنيا تسكب لنا في كؤوسها الحزن وبسخاء , ليتنا ما أفترقنا وبنينا من الأسرار بيننا حائطاً لا يمكننا تجاوزة , يا أختي أراكِ في حلمي تبكين وأكلمكِ وأسمعكِ خلف أسلاكِ الهاتف تبكين , ماذا أفعل ببكاءكِ وماذا يفعلُ هو بيّ , يا أختي أغرسي رأسكِ في الليل وأبكيّ وانا سأبكي وسيأخذنا الليل في جناحِ رحمة الله وهناك ستطيبُ حتماً كل جراحنا وستتلاشى كل أحزاننا .