,







كل شيء منذ الفراق يبدو مخيفا ..
حتى الأحلام و ذكراك و هذا الهدوء الذي أخشاه ..
فمن فوهته تأتي أنت بتفاصيلك المرهقة المحرقة المهرقة لما تبقى من صمود ..
أرتدي قبعة النسيان و أدس ارتجافات عشر سنين مضت في مخابي القهر ..
و أجوب أزقة ً بالكاد نعسَتْ فوانيسها لينحسر الضوء الراقص مع الرذاذ ..
و تذوب أطيافك و تبقى كما قد كنت أجهلك .. ( رجل الغياب )

,







أشعر بالغربة الآن والحنين في صدري يتفاقم يوما بعد يوم ..
بالكاد أنه إجتثاث مؤلم وماحولي تتلبسه الغربة , بنبض متواتر الوجع ..

,



والنداء ..
والنداء هزيمة ..
حينما تشعر أنهم يسمعونك ..
يسمعونك ولا يلبون ..

,






يقطع تذكرة الرحيل .. ليسافر بعيداً .. تارك خلفه أنثى تتقطع حزناً على فراقه ..
وبهروبه خلف وراءه دماراً شاملاً لجسد كانت الوطن للحظات بسيطة ..
لتعيش غربة مؤلمة تتجرع مرارتها تترا .. وتتوقف حياتها على فصل واحد ..
ويبقى الفؤاد ينادي و ينادي و ينادي عله يجد صدى لندائه ..
فهي متشبث بماضٍ فتح الأمل له و لكن فجأة أوصدت أبوابه بفعلته ، ليقبع في سور
اليأس ، ومع كل هذا يظل ينتظر إيماناً منه بأن في قلبه مثقال ذرة من حُب
كما أنه ترى قطاره الذي استقله لهروبه يعود كل يوم إلى محطته ، وهي جالسة على كراسي الانتظار
تقرأ كتابها و تحتسي قهوتها ولا تتوقف عن زيادة سكرها فمازالت تتذوقها مرة ..
أنا كلي أملٌ بعودته مجدداً .. فله قلب كبير يحتوي الأوطان كلها ..