|
|
سَاعةْ الهَذيَانْ فِيْ ذَاكِرتكْ .. !! هَذيانْ أفكَـار .. وفَـوضَى مشَاعِـرْ .. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ...
، الساعة العاشرة من صباح ذاك الاكتوبر الاسود .. تحثني امي لانطق .. تبكي امامي تهدء من روعي .. تقرأ علي تارة .. وتحضنني تارة اخرى .. وانا كـ الدمية التي تتقبل تقليبها ذات اليمين والشمال .. فقط اسمع صوتك ياعزيز .. وانت تقول لي .. هممم بإكتوبر ولدت انا .. وبإكتوبر سأتقدم انا لفتاة .. لم يخلق مثلها في البلاد .. وكنت اشاكسك ضحكاً وخجلا : وهل ستقبل بك تلك الفتاة التي لم يخلق مثها في البلاد ..؟! فتردفني قائلا : وكيف لا .. وانا من خرق الارض لاجلها وكاد ان يبلغ الجبال طولا لعينيها ..! وبإكتوبر مُتّ ياعزيز .. بإكتوبر مُتّ ياعزيز ..! لأشهق بعدها بإسمك بصرخة مكبوته .. صرخة شعرت انها مزقت جلباب صدمتي .. اذكر اني هويت بعدها في غيابت جب ظلام .. لم افق الا على صوت اخي .. يقرأ علي بعضا من القران .. ويحاول ان يفيقني .. ويهدئ من روعي ..! حمدا لله على سلامتك يا يارا .. ما بال اختي القوية .. لله ما اخذ ولله ما اعطى يا اخيه .. وإنا لفراقه لمحزونون .. مابال اختي الصغيره .. اين هي القوية .. اين هي المؤمنه .. اين هي الصابرة عند الصدمة الاولى .. اين انا لله وانا اليه لراجعون .. هيا ياحلوتي .. اين اثمن هداياك لذاك العزيز .. اين دعواتك التي سيزف بها الى ربه .. اين تلك الابتهالات التي سيزف بها الى الجنة بإذن الله .. هيا ياحلوتي .. فا اشددي من ازرك .. واتخذي من ايوب صبراً .. انها الثالثه .. لايفصلنا عن صلاة العصر سوى نصف ساعة .. كان مستمرا في تذكيري .. والشد من ازري في هذا المصاب .. وتقوية عزمي .. ومن بين تلك الجمل المريحه التي كان ينطق بها .. قلت : سأذهب معكم .. لإصلي عليه .. هذا جل ما اتمنى .. ارجوك لاتقل صلاة غائب .. نظر اليّ مطولاً ، ثم اردف : لن تذهبي وحدك ، فهززت برأسي ايجاباً .. وساعدني للنهوض .. كي اغتسل قبل الذهاب للصلاة .. الصلاة عليك ياعزيز ..! من يصدق ياعزيز .. يقولون لي بإنك مُت .. وانهم سيصلون عليك .. وانك ستواري الثرى .. وسأبقى انا وحدي هنا .. فوق الثرى ياعزيز .. دونك ياعزيز ..! اسمع امي تعنف اخي بصوت مكتوم .. كيف تقدم على هكذا خطوة مجنونة .. انها لم تفق من صدمتها بعد .. سامحك الله ياعبدالله .. سامحك الله ياعبدالله .. ليقاطعها عبدالله : لن ترتاح يا امي ولن تصدق الا اذا حضرت بعضاً من مراسم الدفن ..! ارتديت عبائتي .. فتحت الدرج .. هذا هو دهن العود الفاخر الذي اهديتني اياه .. { هذا من ريح الجنة ياجنة الدنيا ..! خرجت لهم .. اثار الدهشة تعتليهم جميعاً ، اخوتي ـ اخواتي - امي وابي .. الكل مفجوع .. الكل حزين .. عزيز .. قريبي .. حبيبي .. وخطيبي .. فارق الحياة وهو لم يكمل عقده الثالث بعد .. استنطقت لساني الثقيل بقولي .. : نمشي ؟ اقترب ابي .. احتضنني .. قبل رأسي ويدي .. شهقت وبكييييت بحرقة .. بالقدر الذي لم استوعب معه فراقك وموتك ياعزيز .. بالقدر الذي تأملت وتوسمت بك والدنيا خيراً .. بالقدر الذي كنت اظن اني احيا حياة جميله .. بالقدر الذي احببتك ياعزيز .. وهذيت بك ياعزيز .. وتمنيتك ياعزيز .. بكيت بقدرك ياعزيز واكثر .. لاكفكف من دمعي .. واقبل رأس ابي .. واقبل يده ظاهرا وباطناً .. ووضعت به دهن العود .. واردفت قائله .. : عزيز اهداني اياه وقال .. هذا ريح الجنة .. قبله نيابة عني .. وودعه .. وبلغه اني راضية عليه .. واني اشهد الملأ برضاي عليه .. وطيبه بهذا العود .. وجهه وشعره ورأسه ورقبته .. وادعو له بإذنه بإن يتقبله الله قبولا حسن .. وان يجمعني به في جناته .. ورميت بخماري على وجهي .. وسبقتهم للسيارة .. لاصلي صلاة الجنازة عليك ياعزيز ..! |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ...
|
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ... يالطيف ألطف بقلب تلك الـ يارا فأنا بكيت على عزيز من اجل حزنها بكيت إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ .. أحبَبتُ نفسي ميسون سويدان |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ... اقتباس: نضب الدمع ياهديل .. ولازلت العبرة كـ الشوكة المغروسة في الحلق .. فلا هي التي قبلت بإن تدفن يبن جنبات الصدر .. ولا هي التي رحلت كما رحل الـ عزيز .. اييييه ياهديل .. وكيف سترحل بربك .. فلا نسيان يجدي مع الـ عزيز .. ولا قوة تتنفع لـ تسكن القلب المفجوع بـ العزيز .. لاشيء يجدي لا شيء .. ممتنة لمرورك الفاخر ، وينبت على جفني سهاد .. يذبل ورا صدري الشجن .. أشقق اوراق الزمن .. وانام .. في حلقي الليله جفاف ... البدر |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ... اقتباس:
يموتون .. يرحلون بعيداً .. حيث اللاعودة .. اللازياره .. حيث مساكن اللحود .. يخلفوننا ورائهم .. صرعى كأننا أعجاز نخل خاوية ..! لا معنى للحياة بعدهم .. وكأن الحياة بإجمع هي " هم " والعالم بإجمع يمثلـ " هم " .. وتمضي بنا الايام .. تكمل المسير .. ولا تأبه بالمصير الذي حلّ بنا .. نحيا بخواء .. نحاول عبثاً نفخ روح ايامنا بذكرياتهم .. صورهم .. ووجودهم الذي كان ..! لكن عبثاً هي محاولتنا .. التي تنزع من الروح بدل ان تنفخ بها ..! الذكريات نصل .. الصور قتل .. واثير اصواتهم نزع بطيء للروح ..! لتسارع الايام بإنعاشنا بصدمة رتم الحياة دونهم .. وهكذا دواليك لاتكل ولا تملّ .. تحيينا لتميتنا مرة اخرى .. وتميتنا لتحيينا ثانية ..! شاكرة لطهركِ ولدعائكِ ، وينبت على جفني سهاد .. يذبل ورا صدري الشجن .. أشقق اوراق الزمن .. وانام .. في حلقي الليله جفاف ... البدر |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ... اقتباس:
العالم بإجمع بكى حزناً ياصمت .. وكيف لا .. وهو اخر الرجال المحترمين ..! وكيف لا .. وهو اخر الطيبين ..! وكيف لا .. وهو الـ عزيز الذي اتخذ من اسمه معانٍ شكل بها شخصه ولم يكتف به اسماً فقط .. كيف لا يبكيك العالم بأجمع ياعزيز ..! وانت الذي كنت .. الاب الذي يحتوي طفلته بالامان حين تختبئ خلفه خوفاً من كابوسا رأته في منامها .. الام التي تحتضن ابنتها بكل حنان حين تضيق بها الارض بما رحبت .. الاخ الذي استند عليه حين اتعثر بخطوتي ... الاخت التي اتشاقى معها حين املّ وينتاب وقتي الروتين .. والصديق الذي يمسك بيدي ويهديني لبصيص الامل حين آتيه يائسة قانطه من كل شيء ..! والحبيب الذي يشعر حبيبته بإنها الوحيده على هذه الارض المكتملة الانوثه ولا احد سواها كـ هي .. ، فهي الانثى التي لم يخلق مثلها في البلاد ..! فجيعتي به لاتوصف .. وجرحي لايطيب .. صمت الرمال .. شاكرة انا لشفافية ورقة كـ انتِ ، وينبت على جفني سهاد .. يذبل ورا صدري الشجن .. أشقق اوراق الزمن .. وانام .. في حلقي الليله جفاف ... البدر |
| ||||
رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ... ، يفصلني عن مغسلة الموتى مسافة مترين .. نزل ابي .. واخوتي عدا عبدالله الذي ابطأ خطواته ليستفرد بي .. كنت قد انزلت كرسي السياره قليلا ورميت برأسي عليه وضممت يدي ببعض ، فأمسك بيدي . . وضغط عليهما وبنبرة حنونه قال : الصبر يا اخيه الصبر .. ثم وضع يده على ايسر صدري وقال : اللهم افرغ عليها من الصبر واليقين ماتهون به عليها مصابها .. اللهم قوّ قلبها وثبته على دينك .. اللهم انك احببتها فأبتليتها لتزيدها قربا منك فـ ارزقها من الخشوع والايمان واليقين والصبر على البلاء مايجعلها قريبة منك شاكرة لك حامدة على قضائك غير ساخطة يا اكرم الاكرمين .. وضعت يدي على يده ورفعتها لاقبلها واردفت .. اذهب .. اذهب وقبله واحتضنه عني .. وادعو له بإذنه ببعضا من دعائي له .. فـ الاموات يسمعون .. ادعو له بالثبات .. الغفران .. الرحمه .. الجنه .. والفردوس والاعلى .. وقبل جبينه واختم دعائك بإن يجمعني ربي معه في مستقر رحمته .. واهمس له .. بإن الفتاة التي لم يخلق مثلها في البلاد ستنتظرة .. وتبقى على العهد .. وتصون الوعد حتى يوم الجمع الاكبر .. واحرص ان تكون انت من يغطي وجهه .. وانا انتظرك بعد الصلاة وقبل الذهاب للمقبره . نزلت وبرفقتي امي لمصلى النساء .. كان المصلى شبه خالي .. عدا خالتي ام عبدالعزيز وبناتها .. تجاهلت الجميع وتقدمت .. واصبحت اطل على مصلى الرجال .. رفعت يدي مكبرة لتحية المسجد .. سلّمت .. فقالت امي : خالتك هناك ..! تجاهلت صوتها وتجاهلت كافة حواسي وكأني لاارى ولاأسمع .. فلست انا بمقام من يعزيهم .. وبمن ! بك ياعزيز ، آآه يالحريقي ياعزيز آآه لحريقي ياعزيز ..! اقيمت صلاة العصر .. ليقول الامام بعدها : الصلاة على الميت يرحمكم الله .. وقفت .. وليتني لم اقف ياعزيز .. رأيتك محمولا ياعزيز .. اهذا انت .. اقبلوا بك محمولا على الاكتاف .. مغطى بـ " بشت " بنيّ اللون .. وضعوك امامهم .. مذهولة انا ياعزيز .. خيالي الخصب صوّر لي كل شيء كل شيء حتى مرضك .. تعبك .. كل شيء .. لكنه لم يصورك لي ميتا ياعزيز .. ها انت ياعزيز امامي جثة هامدة .. فارقتني الروح ياعزيز .. قارقتني روحك وروحي و مت انا بموتك ولا اعد شيئا سواك .. عزيز .. ياعز الحيآة .. وياعز الحب .. عزيز .. ياماء العين .. ونبض القلب .. ليتني مت انا وليس انت .. ليتني من يصلى علي ليس انت .. ليتني من يحمل على الاكتاف ليس انت .. ليتني من يوارى الثرى ليس انت ..! ينادي الامام مرة اخرى .. الصلاة على الرجل والاطفال يرحمكم الله .. اااه ياعز حبيبتك .. هاهم اطفال احلامي سيدفنون معك .. اااه يالجمري ياعزيز .. الله اكبر .. كنت اقرأ الفاتحة بقلب مكسور .. لم استطع ان ارفع عيني عن نعشك ياعزيز .. اودعك مع كل ايه اقرأها .. اتأمل سكونك .. سكونك الذي لاحراك معه .. الله اكبر .. شهقت بااسم سيد المرسلين شهقة مكتومة غلبتها بعد عناء .. ياااه ياعزيز كان يفترض ان تكلمني الان لتصحيني من نومي لاصلي فرضي .. وها انت سرقت النوم مني كي لايفوتني فرضي والصلاة عليك ..! الله اكبر .. رفعت يدي ولازال بصري شاخصا بنعشك .. انك ميت ياعزيز وانا لااصدق .. اصلي عليك ياعزيز وارفع يدي لادعو لك ولا اصدق ياعزيز لا اصدق .. اللهم ربنا عز جارُك وجل سنائُك وتقدست اسمائُك اللهم لا يرد امرك اللهم لا يرد امرك اللهم لايرد امرك اللهم اغفر لعبدك عبدالعزيز وارحمه وعافه واعفو عنه ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من خطاياه مثلما ينقى الثوب الابيض من الدنس وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله .. اللهم انه بين يديك اللهم جازه عن الاحسان احسانا وعن السيئات عفوا وغفرانا .. اللهم تقبله بقبول حسن اللهم تقبله بقبول حسن اللهم تقبله بقبول حسن واجعل الفردوس الاعلى مثواه ومستقره .. الله اكبر .. السلام عليكم ورحمة الله لازلت واقفة انا .. تقدمت قليلا .. هاهم يقتبرون منك .. ليأخذوك ياعزيز .. تصور لن اراك مجددا ياعزيز .. وقفت ارقبهم من علٍ وهم يحملونك .. اخرجوك من المسجد للمقبرة .. لدفنك ياعزيز .. ولازلت واقفة ارقب المسجد الذي خلا من كل شيء .. كنت تقول انك تصلي في الصف الثالث واحيانا في الثاني .. هاهو صفك يبكيك ياعزيز .. والزاوية اليسرى من المحراب التي تقرأ بها القران في رمضان تنتحب فقدك .. والرف الذي كنت تضع نعلك فيه ينوحك .. المآذن حزينة .. والجدر تبكيك ياعزيز .. الكون بإجمع يبكي خسارتك ياعزيز .. وانا .. انا ابكي موتي قبل موتك .. وخسارتي قبل خسارتك .. التفت يميناً لاجد يد لمى تستقر على كتفي .. ونشجت : وصيته كانت انتِ .. وصيته كانت انتِ .. وحضنتني بقوة وخارت قواه وانخرطت بموجة بكاء عنيفة كنت اسمع من بينها الا عزيز .. الا عزيز .. مسحت على ظهرها وتركتها وتوجهت لخالتي الجالسة ايسر المصلى .. قبلت رأسها ويدها .. قتلها النبأ .. وضح ذلك جلياً في ملامح وجهها .. فتبسمت لي .. ثم تنهدت وقالت عظم الله اجر الجميع .. لاعزاء بالعزيز .. ثم اردفت .. كنت اخر وصاياه .. اوصى بك خيرا .. ثم بكت .. مسحت دمعتها وانا لا اقوى على نطق .. فقالت .. الضنى غالي يابنيتي وموت الحبيب حريق .. قبلّت يديها وقمت .. خرجت من المسجد .. الكون امامي لايسع خرم ابره ياعزيز .. الا تريد ان تسمعني صوتك .. كفاك نوما حتى هذا الوقت ياعزيز .. لاتقلق سأقبل بك حتى وان تعافيت نصف عافية .. فأنت حبيبي ونبض قلبي .. مسكت امي بيدي وساعدتني بالركوب .. ارتميت على الكرسي .. صامته فارغه من كل شيء .. اشعر بشعور غريب .. وكأن الدنيا وعقلي وقلبي يرفضاني بدونك .. يالهذا الصداع .. نزلت من السيارة ، فتحت باب المنزل .. مشيت خطوة واحدة لاسقط بعدها بحفرة بعيدة المدى .. ، وينبت على جفني سهاد .. يذبل ورا صدري الشجن .. أشقق اوراق الزمن .. وانام .. في حلقي الليله جفاف ... البدر |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|