من الهُروب عُدْت ,
أعاقرُكِ النصف الفارغ من الكأسْ في محاولةٍ فاشلة
لزرع النصف المُجهض من ملامحِكْ .
و في الهروب بَقيتْ ,
أقرؤكِ السلام و الكلام الذي لا يُباع عند نافذة البُكاء .
و على الهروب استمرّ ,
مُفضّلةً قسوته على رصاصاتْ الرحمة التي يزرعها في خاصرتنا البقاء .

[ ]

أن تُمسك بنا يدٌ تظنُّنا النبض المحايد لتَشتكي لنا ,
أمرٌ لا أُحبّه و لم أكُن أفعل في يَوم .


- لكنْ ألسنَا نتلقّى الصَفعاااااات في الصداقة بهذهِ الطريقة يا نوف ؟

[ ]

أظن أنّنا نستحق معهم الموت كُلّ مرّة .
إذ أنّ لملمتنا لهم كل مرةٍ غباءٌ منّا ليس في طبيعتنا ,
بل نرتديه بـ اسم الحُبْ .
لنكتشف بعد كلّ عطبْ أنّنا من فتح لسكاكينهم صدوراً رحبة الصبر !
أحياناً ,
أعوز ذلك لكوني فتاةٌ صالحة أجاد والدي تربيتي التي تحثّني على مدّ يدٍ للمحتاجين دوماً .
لكنّي أحيدُ عن ذلك حينَ أذكُر أنّهما حذّراني كثيراً بما يشبه : لا تكوني مصلحةً اجتماعيّة , فلستِ مخوّلةً بكل مشاكل البشر من حولك .
مممم ,
نحنُ التهمنا السمّ حتى آخر لقمة .
حاملينَ بذلك هم أن تسقط يد الأصدقاء عليه فيتأذّون و نجزع .
لنكتشف بعد تخمة ..
أنّهم من وضع الصحن على طاولتنا !!

[ ]