(( لحظات غاليه ))

توقفت طويلاً أمام موضوعك قبل أن أعلم فحواه ..
وكأن عقلي الباطن أدرك أنه بقدر مايحمله موضوعك من مشاعر ساميه تجاه لحظات أرتبطت بـ أرواح غاليه يحمل بين طياته حنين موجع لهم .. وللحظاتهم ..
وبقدر الصدق التي تحمله الإبتسامة المرتسمه على ثغر قارئه هناك حزن عميق بين زوايا تلك الإبتسامه لفقدهم .. ورصفهم في الذاكره !!!

(( لحظات غالية ))
(1)
اليوم : الثلاثاء
الموافق ١٨/ ٦ / ١٤١٢هجريه
الساعه : 10:00 مساء
أخرج برفقته منتعلة حذاء" قديم له .. نقف خلف السياره
فيفتح لي دولابها الخلفي أنظر إلى كراتين البيبسي المتناثره بذهول مشبوب بفرح وكأني أنظر إلى كنز علاء الدين ..!!!
فيقرب أحد الكراتين ويثقب البلاستيك عدة ثقوب بمفتاحه كي يتمكن من فتحه ..
ويتناول علبه فيمدها لي بإبتسامة حنونه ..
فآخذها بفرح طفولي غامر وأسرع إلى البيت وهو من خلفي يسمع ضحكاتي الطفولية تجلجل في المكان وكأني بفرحتي تلك ملكت الدنيا ومافيها وليس علبة مشروب بريال !!!


تلك اللحظه هي أغلى ما أملك
تلك اللحظه كانت آخر لحظات يومي الثامن عشر من شهر جمادى الآخره ..
تلك اللحظه كانت آخر لحظاته معي في ليلة التاسع عشر من شهر جمادى الآخره
تلك اللحظه كانت آخر عهدي به وآخر رؤياي له وآخر سمعي له وآخر إحساسي بوجوده ..
تلك اللحظه كانت آخر لحظه مفعمه بالفرح الطفولي والحنان الأبوي المطلق بيننا ..
تلك اللحظه أتمت رسم آخر ملامح فرحتي اليتيمه معه على لوحة طفولتي قبل أن تفجعني في الصباح التالي بوفآته ..


تلك اللحظه وغيرها من اللحظات التي كان ينيرها وجوده هي أغلى لحظات عمري

ولو كان الأمر بيدي لتنازلت عن كل لحظاتي الأخرى في سبيل تكرار لحظة وآحده من تلك اللحظات برفقته ...

ولكن كتب على علبة البيبسي تلك أن تكون آخر علبة يمدها الأب لإبنته في آخر لقاء بينهم ...

.
.


الغالية دمعة أثيل ..
أقبلي مني العذر إذا كانت لحظتي الغالية قد أثقلت كاهل صفحتك السعيده بحزنها المعتق ....
ولكن هذه لحظتي الغالية وهذا ماتحمله ..

تقبلي من فائق إحترامي وتقديري ,,,

دمتي بود