عرض مشاركة واحدة
  #3 (permalink)  
قديم 22-12-2007, 12:42
الصورة الرمزية سُـلآفْ
سُـلآفْ سُـلآفْ غير متصل
البَاريسْيّة ؛) !
 
بداياتي : Dec 2007
الـ وطن : أسكُنْ بَاريسْ !
المشاركات: 250
تقييم المستوى: 0
سُـلآفْ is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة : .. متَى اللقاءْ يَا .. رُوحْ ؟ ..


.
.


" روحٌ وحيدة ؟ "

.
.


أوصلني السائق الى الجامعة
طالما وجدت نفسي وحيدة بين اسوارها
بلا صديق بلا أنيس .!

.
.


كنت لااحب الصداقات الكثيرة , لستُ ذات اختلاط كبير ببنات الجامعة
لديّ صديقة واحدة , كانت تُؤنسُني وتؤنسُ وحدتي
لكن اليوم خسرتُ صُحبتها وهي أكبر مني خسارة .!
تجد نفسها بـِ موقفٍ لاتحسد عليه
لقد ظلمتْ صديقتها الوفيّة التي تكّن لها كُل الودّ والإحترام
كُل الوفاء والإخلاص .!
ظلمتْ الطفلة سُـلآفْ بجسد فتاة جامعية .!
أشفقُ عليكْ ياهُدى

.
.


سمعتُ صدى في داخلي يؤنُ ألم
وكأنها تلك الروح :
إشفقي على نفسك ياصغيرتي ودعكِ من الأخرين فهُم سبب هلاك رُوحكْ صدقيني .!
جلستُ على الرصيف وحيدةٌ شاردة , مُشتتة بين أهاتٍ وَ وتنهدات
كلماتْ هدى كـَ الرصاص فِي أعماقي
كُلما تذكرتُها بدأت عيناي باللمعان , وبدأ صدري يكتم على أنفاسي فأكاد أختنق

.
.


هُدى شديدة الإلتزام بدينها , لاتعرف الميلان لأي شئ
كثيرة النُصح ومُحبة للخير
غضبها كان السبب لتجاهل البنات وعدم الإلتفات اليها والى كلامها
وتجاهل تلك الدرر التي تقولها بصوت غاضبْ غيور على دينة .!
تسمعها كُل اذن في تلك الساحة من شدتة .!
تغيبت هدى عن الجامعة فترة طويلة , بسبب مرض والدتها بالحمى القاسية
كانت تعاني كثيراً كمعاناة والدتها بالمرض
" كل الأرواح لاتحبذ مرض احبابها "
عانيت الوحدة مدة غياب هدى عن الجامعة
فكانت تلك المعاناة أخف بكثير من مَا أنا علية الان
كنت مُنتظرة شفاء والدتها وأمل رجوعها الي الجامعة
والأن........
قاطعتني حمامة بيضاء وقفت امامي تأكل الخبز اليابس على الارض
بريشها الناعم الجميل كـَ رقة مشاعري , ابيضٌ كـَ بياض روحي الصغيرة
بدأت اراقب الحمامة , وجدتها وحيدةٌ كـ أنا , بعيدٌ عن باقي الحمامات كـَ بُعدي عن العالم
بدتْ اصغر منهن حجماً , كـَ داخلي تماماً
لكنها أجمل بكثير بعينيها الوردية , كـَ أحلامي وتفاؤلي
تعمقت كثيراً في التفكير , فتخيلت لو أنني حمامة بـِ جناحان كـَ هذه
أريد أن أكون صديقة الحمامة "الصغيرة الوحيدة
حلقن الحمامات فبقيت هي تأكل ماتبقى من الخبز وتجمعه في منقارها الصغير
ولم تحلق !
" يالله عفوكْ ورحمتك "
حتى هذه الحمامة تُعاني الوحدة !

.
.


كُنت منعزلة على الرصيف فثمة بقعة شمس , احتمي بها برد الشتاء القارسْ
شعرت برغبة كبيرة في البكاء , شئٌ من ألم في جوفي يودّ الفضفضة , شئٌ من حزن ووحدة
اكتم من الآه الكثير , فمتى التحليق ياحمامة ؟

.
.


سمعتُ صوتْ يُنادي بـِ سُـلآفْ المُحلقة بجناحيها بعيداً عن اجواء الجامعة

.
.


- هل انتِ سُـلآفْ ؟
- نعم , ماذا !
- تفضلي دفترك
- من اين لك بالدفتر ؟
- انه من هدى , ارسلتني طالبة مني توصيلة لكِ
يبدو انها منشغلة بعض الشئ , خذية
- شُكراً لك

.
.


رميتُة على الأرضْ بغضبْ
فكل مايحتوية هذا الدفتر بسبب لي الكثير من الجروح النازفة هاهُنا في جوفي
تباً لك ياهدى , قاسية حد الموتْ بلا رحمة .!
عُدتْ بالتحديق الى حمامتي الصغيرة , فلم اجدها !!
يبدو انها حلقتْ بعيداً لتداعب وحدتها وتؤنس روحها بين السحاب
لامشكلة ياسُـلآفْ أعتادي على البقاء وحيدة تُعانين رياحْ القسوة
فروحكِ الصغيره تكاد تعتاد على الوحدة وتكاد تعتاد على الألم .!

.
.


كمّ أشتاق لكُل شئ افتقدة , حتى هدى القاسية الظـ ..... , حسبي الله ونعم الوكيل

.
.


حدقت الى الساعة , انها التاسعة صباحاً , وقت المحاضرة
حملت حقيبتي ودفتر المحاضرات وذهبت أهرول بسرعه الى القاعة
خشيت دخول الدكتورة قبل حضوري
صادفت هدى عند بوابة القاعة مع مجموعة من الصديقات
تضحك بإعلى صوتها وكأنها لا تُعاني فقدان شخص ؟
كمّ انتِ غبية ياسُـلآفْ !!
بدأ الحزن والإستياء على ملامحي .. سألتني الدكتورة بلُطف :
- هل انتِ مريضة ياسُـلآفْ ؟
ارتبكت قليلاً وجاوبتها :
- لا , فقط أعاني من صُداعْ
- بإمكانك الخروج لـِ الراحة
- شُكراً لك دكتورة
خرجتُ قاصدتاً المقهى والتفرد قليلاً
شعرت ان رغبة البكاء تزيد نسبتها أكثر من ذي قبل

.
.


بدأ المقهى خالياً لايوجد فيه سوى أنا والمحاسبة
أخرجت دفتري لـِ اقراء أخر صفحة منه
وقلتُ بنبرةٍ مُعاتبة نفسي
هل هذه الكلمات سبب كل ماحصل ؟
سببْ سوء فهم ؟
سببْ اشخاص عديمون المشاعر ؟
سببْ .... ثم صممتْ

.
.


عاودت قرأتها لـِ أجدها كُتلة مشاعر صورتها الحروفْ تصويراً بملامح الغموض
وأخرجت فنّ الشوق والحنين بإتقانٍ مبهم , لايترجمة إلا من أشتاق الى روحةِ , القابعة بعيداً عنه .!
رفعت رأسي لـ أُداري دمعة أوشكت السقوط
كُنت في وكّر الحُزن وحيدة , جلست قليلاً مع احزاني
وفضلت العودة الى المنزل , فعتاب الروح أقسى مانشعر به

.
.


نمتُ نوماً عميقاً وحلقت مع أحلامي كـَ تحليق الحمامة البيضاء الوحيدة
بعد أن ايقنتْ تلك الرقيقة ان الوحدة تلازمها لامحالة حلقتْ حيث السحاب
رغم شدة البرد لم تكترث ..!
.. يتبع ..
____________________________________





الحنين وَالألم
حكاية أسطورية ؛ لن يعترف بها الميّتينْ بمقبرتها .


التعديل الأخير تم بواسطة ســـاره . ; 06-09-2008 الساعة 05:43
رد مع اقتباس