عرض مشاركة واحدة
  #7 (permalink)  
قديم 24-12-2007, 05:53
الصورة الرمزية سُـلآفْ
سُـلآفْ سُـلآفْ غير متصل
البَاريسْيّة ؛) !
 
بداياتي : Dec 2007
الـ وطن : أسكُنْ بَاريسْ !
المشاركات: 250
تقييم المستوى: 0
سُـلآفْ is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة : .. متَى اللقاءْ يَا .. رُوحْ ؟ ..

.
.
.


" إرحموها .! "

.
.
.


بدأ لي هذا الأسبوع ثقلٌ كبير
نصفةُ بكاء على وسادتي الصغيرة بعيداً عن الجامعة
والنصف الأخر في المقهى بعيداً عن المحاضرات خشيتاً من رؤية هُدى

.
.
.


سُـلآف الضعيفة لاتقوى
رغم انها المسجونة ظلماً هنا !!

.
.
.


هه .! حتى في ايام عطلة الاسبوع افكر في هُدى .!
كَمْ تُشغلُ بالي .!

طُرق باب غُرفتي
- تفضل !

جلستْ أمي على هاوية السرير تنظر اليّ نظرة المُشفق
آهٍ ياأمي كفى تكاد تقتلني هذه النظرات وتغرس في جوفي خنجر

- مابكِ هذه الايام تلازمين غرفتك كثيراً ؟

نظرتُ اليها ولم استغرب السؤال كنت حينها منتظرة طرحة لأجيب كالمعتاد :
- امي وهل اعتدتي على وجودي بينكم ؟
تعلمين كم احب الوحدة بين اسوار هذه الغرفة

نظرت امي الى غرفتي نظرة مُهندس يخطط البناء .!
بدتْ تُفكر بشئ مَا !

- سُـلآف غرفتك كبيرة
( ثم اكملت وهي تتأمل فيها) لتو الاحظ حجمها
صمتتْ قليلاً والحقت صموتها بـِ
مارأيك بإستضافة ماريا ؟

- قلتُ وكأن لذعٌ قد اصابني
مارياااااااا ؟

- هي مستجدة في أول جامعة منطقتهم بعيدة بعض الشئ كما تعلمين
رتبي ماتبعثر من حاجياتك .. يوم الجمعة موعد قدومها اليّنا
وستقيم معنا في غرفتك بالتحديد , أعلمني انها لطيفة جداً ستحبينها بدون شك وستؤنس وحدتك كثيراً
سريك كبير لاداعي لشراء سريرٌ أخر لها ( ابتسمت بلطف ثم خرجت وتركت الباب مفتوح )
وكأنها أتتْ فقط لـِ تُشعل بركانً فِي جوفي

.
.


هل سأحتمل مخلوقاً جديد معي ؟
هل سْكُونِي سيحتمّل شيئاً من ضجيّج ؟
والمُضحك انها ستنام معي في نفس السرير !!

شعرت بالضجّر والضيق , لاأود ان يشاركني احد في كُل شئ مهما كانت قرابتة !
إعتدت على الوحدة والغرقْ فِي هدوئي بعيداً عن الدنيا مُحلقتاً في ألآمي وأحلامي ووحدتي التي باتت تشاركني في كُل لحظة !

فكرت ان اُعاتب أمي ..
كيف لها ان تخالف عادتي في هذه الحياة " الوحدة "

.
.
.


بدأ الهدوء يُحيطني
كيفْ لو أنني ماريا ؟
رقْ قلبي عليها

لاادري كيف ستكون ايامي المُقبلة معها
سعيدةٌ امّ ......

ماريا لاتشبهني بشئ , تحب المضاهر
تحب التباهي بأموالهم , رغم ان حالتهم المادية جداً صعبة , مُتكبرة ومتغطرسة
مظهرها فتاة غربية بلباسها وتصرفاتها المُتصنعة احياناً
لا تبالي في الحياة كـ الأطفال تماماً
كهذا عرفت ماريا ابنة خالتي

.
.
.


يالله رحمآكْ!

.
.
.


انا الفتاة الوحيدة في هذا المنزل الصغير لو هناك فتاة اخرى لقبلت بماريا بدلاً مني
أخوتي اثنين , مُهند الأكبر وعمره 10 سنوات وأديبْ الاصغر وعمره 6 سنوات
امّا انا بقّي سنة واتخرج من كابوس الجامعة البئيس
أبي رئيس تحرير صحيفة
لها سُمعتها وتميزها بين الصُحفْ
وأمي ربة منزل ماهرة , حفظهم الله من كُل سوء !

.
.
.


عَاد بِي تفكيري الى هُدى وسوء ظنها بي

حين تشافت والدتها من الحُمى .. عادت الى الجامعة بعد طول غياب
لم يسعد بقدومها احد كـَ سعادتي , ولم يُرحبْ بها احد كـَ ترحيبي

كُنتْ في قمّة البهجة

طلبت مني دفتر المحاضرات لِتُكْمل منه ماعقبها مِن الدروس
لم اتردد في اعطائها الدفتر , اعطيتها وكُلي ودّ لقلبها

كُنت قد كتبتُ سابقاً في اخر صفحات الدفتر
خواطر شوقْ لـِ روحي تِلكْ , خواطر ألم من وحدتي , خربشة عن كُل شئ حولي يؤلمني
ذكريات بسيطة جداً كان لها الأثر الكبير في نفسي
حتى حُبي لـِ هُدى كتبتة , لكن لم اذكر الأسم !

يبدو انها قرأتها وأساءت بي الظن , حينها كتبت لي مسج :
- سُلآف العاشقة المُتيّمة , خذلتيني أقسُم بالربّ خذلتيني
كُوني بعلم ان هُدى لاتُصادق أمثالك وانها نادمة على كُل لحظة قضتها بين اقنعة خداعك
يامِثالٌ للعشقْ والعُشاقْ أجدتِ التمثيل علي , بئس انتِ من صديقة -

صُعقت ولم أُقابلها وأُفهِمُها شئ
لااعرف اللغة المناسبة لهذه المتعصبة
لأن نظرتي لدنيا ومن حولي باتتْ سوداوية حد الموتْ .!
لـِ أجد نفسي طفلة لاتحتمل موتْ الروح وهي أنفاسٌ مُتقطعة مُهترئة
تتدافع حول بقايا رميم الروح وتقطع أصابع الصوت بورقٍ أحمر مسور بالغرق !
محملة بشظايا الأحلام على ما تبقى من مراكب الأيام

.
.
.


بِربِكُمْ
إرحموها .!

.
.
.


.. يتبع ..
____________________________________





الحنين وَالألم
حكاية أسطورية ؛ لن يعترف بها الميّتينْ بمقبرتها .

رد مع اقتباس