عرض مشاركة واحدة
  #5 (permalink)  
قديم 21-08-2008, 22:36
الصورة الرمزية عـشـق الـكـويـت !~
عـشـق الـكـويـت !~ عـشـق الـكـويـت !~ غير متصل
و من يبقى سوى الوطن !
 
بداياتي : Aug 2008
الـ وطن : الـكـويـت
المشاركات: 205
تقييم المستوى: 0
عـشـق الـكـويـت !~ is an unknown quantity at this point
افتراضي



مُصافحة ٌ أولى , مع ديوان جبرانْ خليل جُبران ..
في قصيدته الرائعة ..

.. الـمـواكـبْ ..! }


الخَيرُ في الناسِ مصنوعٌ إذا جُبروا
و الشر في الناس ِ لا يَفنى و إنْ قُبرُوا

و أكثرُ الناسِ آلاتً تُحركُها
أصابعُ الدهرِ يَوما ً ثم تَنكسِرُ

فلا تَقولنْ هذا عالمٌ عَلمٌ
و لا تقولَنّ ذاكَ السيّدُ الوَقرُ

فأفضلُ الناسِ قطعانٌ يسيرُ بها
صوتُ الرّعاة ِ و من لم يمش ِ يندثرُ

ليس في الغابات ِ راع ٍ .. لا و لا فيها القطيعْ
فالشتّا يمشي و لكِنْ .. لا يُجاريهِ الربّبيعْ
خُلِقَ الناسُ عبيدا ً .. للّذي يأبَى الخضوعْ
فإذا ما هَبّ يَوما ً ..سائرا ً سارَ الجميعْ
أعطِني النايّ و غّنّ .. فالغِنا يرّعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقىّ .. مِن مَجيد ٍ ذَليلْ


* * *


و ما الحياة سوَى نوم ٍ تُراوده
أحلام ُ مَنْ بمرادِ النّفس يأتمرُ

و السرّ في النفس يسترُهُ
فإن توّلى فبالأفراح ِ يستترُ

و السرّ في العيش رغدُ العيش ِ يحجبُه
فإن أُزيلَ توّلى حجبَهُ الكَدَرُ

فإن ترَفّعت َ عن رَغدٍ و عن كدَر ٍ
جاوَرتَ ظلَّ الذي حارتْ به الفِكّر ُ

ليسَ في الغابات ِ حزْنٌ .. لا و لا فيها الهمومْ
فإذا هبّ نسيمٌ لم .. تجئ معه السمومْ
ليسَ حُزنُ النّفس إلا .. ظلّ وهم ٍ لا يدوم ْ
و غيومُ النفس ِ تَبدو .. من ثناياها النّجوم
أعطني النايّ و غَنّ .. فالغِنا يَمحو المِحنْ
و أنينُ الناي ِ يبقى ..بَعد أن يَفنى الزَمَنْ


* * *


و قلّ في الأرض مَن يَرضى الحياة كما
تأتيه ِ عفوا ً و لمْ يحكم ْ به الضّجرُ

لذاكَ قَد حوّلوا نهرَ الحياة ِ إلى
أكواب ِ وهْم ٍ إذا طافوا بها خدرُوا

فالناسُ إن شربُوا سُروا كأنّهم
رَهنُ الهوَى و على التخدير ِ قد فُطروا

فذا يُعرْبُدُ إنْ صلّلى .. و ذاك إذا
أثرَى و ذلك َ بالأحلامِ يختمرُ

فالأرضُ خمّارةٌ و الدهرُ صاحبُها
و ليس يرضَى بها غير الأوُلى سكرُوا

فإنْ رأيتَ أخا ً صحو ٍ فقلْ عَجَبا ً !
هل ِ استَظلّ بغيم ٍ مُمطر ٍ قمَرُ ؟

ليسَ في الغابات ِ سكرٌ .. من مُدام أوْ خيالْ
فالسّواقي ليس فيها .. غير اكسير ِ الغمامْ
إنما التخديرْ ثدْيٌ .. و حليبٌ للأنام
فإذا شاخـُوا و ماتـُوا .. بلغوا سنّ الفِطام
أعطِني النَايَ و غَنّ .. فالغِنا خَيرُ الشـّرابْ
و أنينُ النـّاي يَبقى .. بَعد أن تفنى الهِضابْ


* * *


و الدّينُ في الناس ِ حقل ٌ ليس يزْرعه
غيرُ الألى لهمُ في زرعهم وطَرُ

مِنْ آمل ٍ بنَعيم ٍ الخلد ِ مبتشر ٍ
و من جهول ٍ يخافُ النـّارَ تستعرُ

فالقومُ لولا عقابُ البعث ِ ما عبَدوا
ربـّا ً و لولا الثـّواب المرْتجى كَفَروا

كأنّما الدّينُ ضربٌ من متاجرهم
إن واظبوا رَبحوا أو أهملوا خسروا !

ليس في الغاباتِ دينٌ .. لا و لا الكفُرُ القبيحْ
فإذا البثلبلُ غَنّى .. لم يقلْ هذا الصـّحيحْ
إنّ الدينَ النـّاس ِ يأتي .. مثل َ ظل ٍّ و يرَروحْ
لم يقمْ في الأرض ِ دينٌ .. بعد طه و المسيحْ
أعطِني النـّايَ و غنّ .. فالغِنا خيرُ الصـّلاةْ
و أنينُ الناي ِ يبقى .. بَعدأن تفنى الحياةْ


* * *


و العدل في الأرض يـُبكي الجنَّ لو سمعوا
به يستضحكُ الأمواتَ لوْ نظروا

فالسجنْ و الموتُ للجانينَ إم صَغرُوا
و المَجدُ و الفخرُ و الإثراء إن كبروا

فسارقُ الزّهر ِ مذمومٌ و محتَقرٌ
و سارِق الحقل ِ يُدعى البَاسلَ الخطرُ

و قاتلُ الجسم ِ مقتولٌ بفعلته ِ
و قاتلُ الروح ِ لا تدري به البَشرُ

ليسَ في الغابات ِ عدْلٌ .. لا و لا فيها العقابْ
فإذا الصفصافُ ألقى .. ظلّه فوق َ الترابْ
لا يقولُ السّرو هذي .. بِدعة ٌ ضدّ الكتابْ
إنّ عدلَ النّاس ِ ثَلجٌ .. إن رَأتهُ الشمسُ ذابْ
إطِني النَايّ و غَنّ .. فالغِنا عَدل القلوبْ
و أنين النـّاي ِ يَبقى .. بعد أن تفنى الذّنوبْ


* * *


و الحقّ للعزم , و الأرواحُ إن قويتْ
سادتْ و إنْ ضعفتْ حلّت بها الغِيَرُ

ففي العَرينة ِ ريحٌ ليسَ يقربُه ُ
بنو الثعالب ِ غابَ الاسْدُ أم حضروا

و في الزرازير ِ جُبنٌ و هي طائرةٌ
و في البزاة ِ شموخٌ و هي تحتضرُ

و العزمُ في الروح ِ حقٌ ليس ينكرهُ
عزمُ السـّواعد شاء َ النـَاس أن نكروا

فإن رأيتَ ضَعيفا ً سائدا ً فعَلى
قوْم ِ إذا ما رَأوا أشباههم نَفروا

ليسَ في الغابات ِ عزْمٌ .. لا و لا فيها الضعيفْ
فإذا ما الأسْدُ صاحتْ .. لم تقلْ هذا المخيفْ
إنّ عزْمَ الناس ِ تبْلى .. مثل أوراق الخريفْ
أعطني النَايّ و غَنّ .. فالغِنا عَزمُ النّفوسْ
و أنين النَاي ِ يبقى .. بَعد أن تفنى الشموسْ


* * *


و العلمُ في الناس ِ سُبْلٌ بانَ أوّلُها
أمّا أواخرُها فالدهَّر و القَدرُ

و أفضَلُ العِلم ِ حلْمٌ إنْ ظفرتَ به ِ
و سرتَ ما بين أبناء الكَرى سخروا

فإن رأيتَ أخا الأحلام ِ مُنفردا ً
عّن قومهِ و هوَ منبوذٌ مُحتقَرُ

فهو النبيُّ و بُردُ الغدِ يحجبُهُ
عن أمة ٍ برداء ِ الأمس ِ تأتزرُ

و هوَ الغريبُ عن الدنيا و ساكنها
و هوَ المُهاجرُ لامَ الناسُ أو عذَروا

و هوَ الشـّديد و إنْ أبدى ملاينَةً
و هوَ البعيدُ تدانى الناسُ أمْ هجروا

ليس في الغابات علمٌ .. لا و لا فيهاالجهولْ
فإذا الأغصانُ مالَتْ .. لم تقلْ هذا الجَليلْ
إن عَلمَ الناسِ طـُرا ً .. كضباب ٍ في الحقولْ
فإذا الشمسُ أطلَتْ .. من ورا الأفق ِ يزولْ
أعطني النَايّ و غَنّ .. فالغِنا خيرُ العلومْ
و أنينُ الناي ِ يبقى .. بَعد أن تطفا النـّجومْ


* * *


و الحُرُّ في الأرض ِ يبني من مُنازعه ِ
سجنا ً لهُ و هو لا يدري فـ يؤتسرُ

فإنْ تحرّر من أبناء بجدَتهِ
يظلّ عَبدا ً لمن يهوى و يفتكرُ

فهوَ الأريبُ و لكن في تصلبـِهِ
حتى و للحقّ بُطلٌ بل هوَ البَطَرُ

و هو الطليقُ و لكنْ في تسرعّهِ
حتى إلى أوجِ مَجد ٍ خالد ٍ صِغرُ

ليسَ في الغاباتِ حُرٌّ .. لا و لا العبد الذميمْ
إنما الأمجادُ سُخفٌ .. و فقاقيعٌ تعومْ
فإذا ما اللوزُ ألقى .. زهرهُ فوق الهشيمْ
لم يقلْ هذا حقيرٌ .. و أنا الموْلى الكريمْ
أعطني النايَ و غَنّ .. فالغِنا مَجدٌ أثيلْ
و أنينُ الناي ِ أبقى .. من زميم ٍ و جَليلْ


* * *


و اللطفُ في الناس أصدافٌ و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ

فمن خبيث ٍ لهُ نفسان : واحدةٌ
منَ العجين و أخرى دونَها الحجرُ

و من خفيفٍ مستأنث ٍ خَنث ٍ
تكادُ تُدمي ثَنايا ثوبه ش الإبرُ

و اللطفُ للنـّذل دِرعٌ يستجيرُ به ِ
إن راعهُ و جَلٌ أو هالهُ الخَطرُ

فإنْ لقيتَ قويا ً ليـّنا ً فبه ِ
لأعين ٍ فقدّتْ أبصارها البَصرُ

ليسَ في الغاب ِ لطيف ٌ .. لينهُ لينُ الجبانْ
فغصونُ البانِ تعْلو .. في جوار السنديانْ

و إذا الطاووس أعطي .. حلّة ً كالأرجوانْ
فهوَ لا يدري أحسنٌ .. فيه ِ أم فيه ِ افتتانْ
أعطني النَايَ و غَنّ .. فالغِنا لطفُ الوديعْ
و أنين النـّاي أبقى .. من ضعيف ِ و ضليعْ

.
.
.
.

يـُتبع

.
.
.
.
____________________________________


.
.

u found me when no one else was looking
how did u know just where i would be ?
i guess that u could saw what no body could see !

.
.
رد مع اقتباس