.
















هُنا ../ و خلال الأشهُر المَاضية .. كُنت أتزايد و أتقلص .. أفرح و أبكي ..
أضجر من المكان .. أستغيثُ بِـ الإله .. أحنُ إلى طفولتي .. أجن بِـ مُستقبلي ..
أدفعنُيّ إلى الحقَائق .. و أجرب مالم أخوضهُ من قَبل ..
هُنا ../ أقمتُ الحداد على ذَاتي .. فَقدتُ لمَعَاني .. أستعدتُ نفسي .. أسستُ
كبريائي .. نَاضلتُ لِـ عزتيّ .. تعلمتُ الصَبر و الأستغناء معاً ..
هُنا../ أوردتني في الخَيال و عشتهُ واقِعاً .. تصَافيتُ مع نَفسي .. و أقنعتُها
بِـ رؤية الخُلود .. و التحكم بِـ عواطفها و منطِقها ..
هُنا../ و بالرُغم من قلة من أُحادث إلاّ أنيّ تَكلمتُ مع الشَجر و الصَخر ..
مع الهَواء و الضَباب .. مع قَطرات المَطر و لؤلؤ البَرَدْ .. مع الأعشَاب الصغيرة ..مع الطُيور المُغردة ..
و انسجمتُ مع الطَبيعة كُليّاً ..
هُنا../ كُنتُ أجلسُ وحيدهـ مع سَاعات الصَباح و قُبَلْ الشَمس .. كُنت أغمضُ
عينَايّ و أراها بِـ داخلي تتسلل مع أشعتها الصَفراء ..
هُنا../ و لا أزَال أتحدثُ مع ذَاتِي عَن مستقبلٍ تُرى هل أكون معه أم لا ..! ..
عن أوردة تسكُنها المُتعة التي وجدتها هُنا ..! ..
عن اللقاء و الفِراق .. الفقَد و معاناة الشَوق ..
هُنا ../ و تتصَاعد الآهات مع أنفاسٍ عميقة تسترجعُ شَريطها بتمهُل حتى تتذكر
ولا تنساها قَط ..





و أنا أجمعُ أغراضِي بِـ داخل حقَائبي راودنيّ ذلك الشُعور الذي لَم يُفارقنيّ
يَوماً كَـ تلك اللحظات , ذلك الشُعور الذي لَم أجد في مُرادفات الشُعور معاني
له أو تَرجمة ../
يجمعُنيّ كُليّ في مسَاحةٍ واحدة لِـ أتلاشَى بَين التجميع , شُعورُ يندثر
معهُ كُل شَيء حينها لا اتمالك نَفسي و أغرقُ بالدُموع داخلي ..
و أستفيق فَـ أجدنيّ مازلتُ في نَفس المكان ألملم ذكرى و باقي أيام مضت
سَـ تدخرُ عمري و تَدفعني بِـ المضيّ إلى الأمام بسلاح التَجرُبة الحقيقي و
اللآمرئي ..



و هَكذا .. تبدأ أيام العَودة و يقرعُ الإشتياق منابر الخيال لِـ يحظى
بِـ التفكير كيف سَـ يُقابل من أحب و كيَف سَيغرسُ بِـ أقدامهِ أرض
الحَنين بَعد الغياب الذي دام أكثر من ثَلاثة أشهُر , كيف سَـ يرى في أعين
الأخرين الآلآم الفقد الذي عانى منها بِـ انعكاس تِلك الصُورة في محاجر النظر
و تُغرقهَا الدموع ..


.