عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 24-11-2008, 16:49
الصورة الرمزية دلال
دلال دلال غير متصل
أيها النسيان هبني قبلتك .
 
بداياتي : Oct 2008
الـ وطن : مدينة أهل الصمت
المشاركات: 65
تقييم المستوى: 0
دلال is an unknown quantity at this point
افتراضي الفتاة التي لا تبتسم | سيرة ذاتية |





* ربما يكون آخر النصوص .



1/..


لقاء ، تعارف فـ تسجيل صوت ، مقابلها أنا أضم ذراعاي ، هي تتحدث .. تقلّب أوراقاً أمامها مرة
ومرة تستند بظهرها على المقعد ، تقول :


أنا العاملة في شركة استثمارية قسم علاقات عامة ، عشت حتى الآن 30 عاماً في الدنيا ، أسكن
مع والدتي و أخي و زوجته و طفليه . ربما سيراودكم سؤال مباشرة عن ما إذا كنت متزوجة أو لا .
يا سادة أنا عشقني أكثر من 10 أشخاص في فترات زمنية متقاربة و كل شخص يعشقني يدعو أن
لا أتزوج سواه . و لأنه إما يكون من خارج بلدي أو يكون لا يناسبني من حيث العمر ،و غيرها .. لا
أتزوجه . لذا ، ربما دعوة ما تمت استجابتها .
غير ذلك ، لا أسمح لنفسي بالزواج سوى من شخص متزن و يفكر جيداً .. كيف يصارحني ؟ .. كيف
يخطبني ..؟ كيف يدور حوار بيننا ..؟ .. ثم أن يكون محب للحياة حتى ما إذا اكتئبت ينصحني و يشد
من أزري .. و يكون محب جداً لي .. هؤلاء من أحبوني جداً .. لا يملكون سوى تلك الميزة ...
و أنا .. لم أكن مغرورة . أو هذا ما كنت أراه ، أساساً هذا الزمن يكسر كلمة " غرور " و ينثرها أشلاء
بوجه صاحبها ، أحببت أحد ما ، و كنت أعتقد بأنه يحبني جداً .. مجرد تخمين لأنه لم يكن جريئاً
كفاية ليصارحني ، لكني منحته مفاتيحاً .. و بعد .. لكنه لا يريد أن يفهم ، يريد هكذا أن ينشر مشاعري على حبل غسيل حتى تجف .. ومشاعري ترفض أن تجف .. أنا أيضاً لم أكن صريحة كفاية لأخبره بحبي له - هذا أمر خاصة بالمرأة - فما بالك بالخليجية ؟! .. المهم ، يوماً من الأيام بدأ يسألني عن أقرب صديقاتي .. تخيلوا .. يالـ سخافة القدر كم صدمني .. كم كسرني .. كم علّق دمعتي أمامه و هو كلما تحدثت سألني عنها من جديد .. كرهت نفسي و غبائي .. فجأة وجدتني دمية صغيرة جداً ..

و لا تتصوروا بأني جميلة جداً حتى يعشقني هؤلاء ، أنا كائن عادي جداً لا يلحظه الناس إذا ما تعرفوا عليه مسبقاً . حتى أن من يشاهدني لا يعتقد بأني في الثلاثين بل ربما أصغر من ذلك . بسيطة جداً لا أتحدث كثيراً سوى في عملي و ذلك لأني محتاجه للراتب ليس إلا . الحديث الكثير يلهيني عن حزن الدنيا ، لذا أحب كثيرا من يضحكني ، عندما أتعمق بالضحك الشديد أشعر بخفة
و كأني أرتفع تدريجياً عن الأرض ، أحب من ينسيني الدنيا ، من يفهمني جيداً لكي يطيرني معه
لا أن يبكي معي ، أحب أن أحب و أعبر عن حبي و أتصرف بما أحب كما أشتهي ..

أتعلمون ؟! .. الشئ الذي يثير القهر هو أن يحبك كثيراً و يجن بك من هو خارج بلدك و من هو داخل
بلدك لا يدري من أنت . هذا الشئ يجعلني أغسل وسادتي كل ليلة لأطهرها . لأن في بلادنا لا
يريدون أن يعشقون سوى المشاغبة جداً في كل شئ و تلك التي صوتها عالي في كل شئ و تلك
التي لا تهتم لأي شي سوى نفسها . يحبون من تبكي في كل ثانية لأي سبب و تضحك لأي سبب، أما أنا .. الجامعة بين كل إناث الأرض .. لا أحد يهتم بي لماذا ؟ لأنهم كسولين .. و لا يريدون
التعلّق بمجرة ملوّنة ...

عذراً ، لماذا بدأت أتحدث كثيراً عن الحب و الحاجه إليه ؟! .. لنتحدث عن الحياة عموماً فهذه من
تقابلني الآن يثيرها حماسها لمعرفة سبب موت ابتسامتي .

ابتسامتي .. عفوا كيف يتبسمون ؟ أيفردون الشفاه أفقياً بشدة ؟! .. أم يجب أن تنفرج الشفاه
قليلاً عن بعضها أم ماذا ؟! .. ، المهم ، ليس هذا وقت التبسم ، أنا الآن حجر .. لكن ، لا تعتقدون
بأن الحجر أيضاً لا يشوهه شئ ما و لا يفتته .. فمازلت ذو جسد . المهم ، أن تنصدم في حياتك
كثيراً يعني أن تتجمد أكثر .

أن أتعرف عليك يعني أن تموت قريباً ، بمعنى أصح أنا شؤم ، لي صديقتان توفيتا ولي صديق ما
قد أصيب بمرض معدي لا علاج له و صديق آخر أعتبره سندي في الحياة كلها قد أصيب بمرض خبيث و صديقة تتعالج من ذاك المرض الخبيث .. شئ من شيئان : إما أن يكون شؤم ، أو أن المآسي تجذبني إليها .
آآه .. ربما أكون ملجأ لهموم العالم ، من يدري ...




يتبع
____________________________________

غير قابلة للاحتكاك البشري
رد مع اقتباس