عرض مشاركة واحدة
  #15 (permalink)  
قديم 29-11-2008, 00:12
الصورة الرمزية دلال
دلال دلال غير متصل
أيها النسيان هبني قبلتك .
 
بداياتي : Oct 2008
الـ وطن : مدينة أهل الصمت
المشاركات: 65
تقييم المستوى: 0
دلال is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة : الفتاة التي لا تبتسم | سيرة ذاتية |




أجمل أيامي حين أجلس في مقهى بهدوء شديد أتأمل المارة بصفاء ذهن و يدي لا تحمل سوى كوب قهوة . أمارس أيامي بشكل عادي . أشاهد التلفاز ، أتناول الوجبات الثلاث ، أكتب ، أقرأ ، أمارس التمارين الرياضية ، أسمع الموسيقى و هكذا ...
قليلاً ما أتواجد وسط عائلتي ، أتحدث معهم ، أولاً حين يجدوني خارج غرفتي يبدأون بالتهليل و التكبير ساخرين من معجزة ما جعلتني أغادر غرفتي .. وحين أجلس لا يدور حوار نافع ، حوار ممتع يشد الأنظار إليه ، بل يدور الحوار علي أنا .. على عقدي على حد قولهم .. على عقلي المفقود .. هه .!
أعلم الكثير حولي ، لذا ، أفضل أن أصمت ، أعلم كيف تتحرك العيون ، و كيف ترتجف الأحبال الصوتية ، أعرف كيف تتصاعد الأنفاس و كيف تظهر الهمسات ، أعرف كيف تنبض القلوب جيداً . لذا ، لا أدقق بشئ ما و أتركه حتى يتكرر و من ثم أتخذ إجراء ضده ، فعندما تهزأ بي مرة .. أردد " لا بأس " و أتركك تتمتع بنعمة الضحك و الراحة . لأني وقتها ربما منحتك مجالاً لتهزأ بي
و جعلي سبيل للضحك لكني اكتسبت القدرة على جعل أحدهم يضحك عن طريقي . لا يعني إنني لا أبتسم فإني لا أنصح بالتبسم إطلاقاً . و أن تكررها مجدداً أيضاً لا بأس .. لكن ، أن تكررها مراراً .. هنا .. الطمع عاقلبته وخيمه ، ربما فراقي لك لن يكون ذا مؤثر بالنسبة لك .. مجرد شئ ما و غادر .. لا ثمين و لا جميل و لا ذو دور ما ، لكن .. أن يأتي يوماً و تبحث عن من يسمح لك بأن تضحك عليه فلا تجد ... هنا يكون الندم . و أن أكون منتشية بنفسي ..
ثم ؟ عن ماذا أتحدث أيضاً ؟ .. أها .. عن الأحلام .. أحلامي إن كانت بمعنى أمنياتي ، فأنا كما قلت مسبقاً أتمنى أن يكون لي سند في هذه الحياة . سند عظيم جداً .. أستطيع و بكل قناعة تبجيله ، باستطاعة هذا السند مساعدتي .. ربما تدريبي على الابتسامة مجدداً من يدري .. باستطاعته أن يحفظني في جيبه دون أن ينتظر شيئاً .. و أنا وقتها سأحيطه بسحر الأرض و السماء معاً ..
أما عن المنامات ، فأنا أحلم بالجن . لا ترتعبون فالجن في أحلامي غير مضر .. صامت ، ربما تكون نظرته مخيفه نوعاً ما .. لكن لا يعني أنه غير متعب ، فأنا علي أن أقرأه عليه آيات من الذكر الحكيم و عليه تأملي طويلاً ... أو لا أدري ... كانت لي أيام أحلم بها بأن هناك يد خفية تحملني من سريري إلى الأرض .. كان هذا المنام واقعياً جداً .. كـ طريقة نومي ، كـ لون غطائي ، كـ جو الغرفة .. كـ كل شئ .. كنت أنهض بهدوء و أعود لسريري لأنام بتثاقل .. ، يوماً من الأيام لم يمض وقت على غفوتي حتى ظهرت لي جنية قصيرة ذات وجه دائري تجلس على طرف السرير .. ابتسمت بوجهي و قالت بهدوء " ما بك ؟ " كعادتي حين يسألني أحد هذا
السؤال .. طأطأت برأسي بهدوء أيضاً و قلت " لا شئ " .. فغادرت ..
الجن .. لا أرتعب من ذكرهم أجهل لم .. لكن ملاقاتهم في المنام تتعبني .. وتثقل على أنفاسي ..
____________________________________

غير قابلة للاحتكاك البشري
رد مع اقتباس