عرض مشاركة واحدة
  #10 (permalink)  
قديم 07-03-2009, 12:13
الصورة الرمزية ليس بعد ..
ليس بعد .. ليس بعد .. غير متصل
كـائن
 
بداياتي : Apr 2008
الـ وطن : (كَوْكَوْ) آخر ..
المشاركات: 60
تقييم المستوى: 0
ليس بعد .. is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: الحُبّ الأحادي الجانب .!

سمو وزير الشؤون الوجدانية / البيان ................ حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................... وبعد :

دعني أولاً , أحتفي بقوام طرحك ( المختلف ) ... إذ أن مكامن التلقي لدى ( صاحبك ) هذه الأيام تعصف بها تفاصيل ( العصر ) القلق , وتزيد من توترها عبثية التعاطي والطرح العالمي , كما أشار الصديق ( نرد ) ...
إلا أنك تحمل لنا قيمة رائعة , تجعل من هذه الحياة ( المثقلة ) باللغط , مرتعاً لتلك المشاعر الجميلة , التي يبعثها طرحك وتعاطيك ( الأنيق ) , الغارق في الرومانسية المفقودة / المنقرضة !!
حقاً وبدون أي مبالغة , كان وقوعي على ( تفنيدك ) الوجداني , وتحليلك الأدبي / الإنساني , باعثاً للشعور بـ ( جمال ) الحياة , أو لنقل : أن طرحك كان أحد الاشياء الجميلة التي تبعث على السكينة , في هذا العالم المضطرب !!
فشكراً لك على بعثك للأمل المختبيء خجلاً , وشكراً على صنعك لمسببات البهجة والارتياح ..

وأستميحك عذراً , أن أجاري ( قضيتك ) , وقضية كل ( عاشق ) محترق .. واسمح لي أن أدلي بشيء مما يلوح لي , حول هذا المفهوم الوجداني , وحول هذه المعضلة ( الإنسانية ) , التي قررها التاريخ , من خلال صاحبنا ( قيس ) ... وبطولة ( حبيبتنا ) ليلى .. ليلى التي رافقت كل واحد منّا في ممرات حياته , واستفزت بحضورها الأسطوري , نيران دواخلنا المضرمة , منذ نشأة ( النشوة ) , والإحتراق في قلوبنا الغضة ... سريعة الاشتعال !!

إن ملابسات الحب الأحادي الجانب , متعددة , بتعدد مزاجات العشاق المتباينة , وترضخ لأحوال التجاذب الوجداني , واختلاف صيغ ( النفس ) المتفردة , لكل حالة / إنسان ... ناهيك عن مقتضيات أحوال نشأة العلاقة في الأصل , وتصور كل طرف من طرفي الحالة ( العلاقة ) , نحو الآخر , وعنه ..
إذ أن للاستحواذ على مفاصل العلاقة , وأنماط المبادرة , وجدة وقدم المشاعر نحو الآخر , تأثيرات بالغة التعقيد في مجرى الحوار العاطفي - أو ما يسمى : حالة الحب !!
فمثلاً لو أن الطرف الأول أبدى انفعالاً بارزاً وظاهراً , حد الفضح , لكانت هذه الصيغة , مسبباً لإحجام الطرف الآخر , وذلك من باب ( الشعور ) بالأنفة , وبالتعبير العامي ( شوفة النفس ) , والشعور بقيمة الطرف الثاني أمام نفسه , وأنه بات مطلباً عزيزاً , وفي مقدوره الآن , وتبعاً لهذا الاندفاع الغير محسوب من الطرف الأول , أن يمسك بدفة ( الحوار ) - على أساس أن العلاقة الوجدانية حواراً من نوع آخر - وأن يملي شروطه , وأن يستعرض مفاتنه المتضخمة من جراء ( تهور ) صاحبنا الأول !!
مما يذكي في نفس الطرف الثاني , الشعور بالقوة , حتى يتترجم ذلك لنوع من الغرور والأنفة , قد يتطور بطبيعة الحال إلى جفاء , ولا مبالاة , وقد يحب ويستحسن هذا المجافي , أن يكون الأداة التي تعذب الطرف الأول ... كنوع من أنواع ( الزيغ ) الوجداني البشري , والغواية التي تمد الروح والنفس بندرة واستعصاء هذا الكيان / المحبوب ..

أعتقد أن ( الصدق ) , في العلاقة الوجدانية , والصراحة الصارخة , تجعل صاحبها في موقف هزيل , وفي زاوية ضعيفة , في الحين الذي تؤجج فيه المنعة والامتناع لدى الآخر , أو قد تزيد من احتمالية أن يمارس الآخر ( سبل التعذيب ) على المسكين ( الصارخ ) بمشاعره , المتجلي بإشعاعات وجدانه .

ربما أكون قد ( تعمقت ) بما لا يقتضي الاحتفاء بالصورة الرمزية التي رسمتها - أخي البيان - لنا هنا , وسأحاول الآن أن أتواءم مع بساطة / وعمق , تصورك الذكي النابع من القراءة الانسانية لهذا البيت الأسطوري , ولكن بالطبع فإن حالة الحب الأحادي , معضلة ( متعبة / مؤلمة / محزنة ) , ولكن ذلك الحزن الشفيف الذي يجعل للحياة طعماً , ورائحة .. في حين أنه يقرر وجودك كإنسان ( يرزح في سنة الكدح ) ... ويجرب كل حين وساعة , عجائب مكنونه وتكوينه المعجز ... ويسمح بالتالي لمساحات ( الوجدان ) الهائلة , أن تُترجم حتى يدرك الإنسان / القلب , مدى وحجم الدهشة المخبوء في دواخله ...


شكراً بحجم ( القلب )
____________________________________

تكلم لأراك ..
رد مع اقتباس