كثير من الناس حولنا نرفعهم لأعلى سمانا و نقربهم لِـ قلوبنا و نخلي من تفكيرنا وتفكيرهم أمر واحد مانختلف بالأراء إلاّ بأشياء معينة و بالأخير كلنا نتقبل بعض بحلونا ومرنا .. هالأشخاص من غلاتهم و تقديرهم قلوبنا مسكنهم و رغباتهم أمر سهل و ميسر بالنسبة لنا .. الأهم أنو نشوف الفرحة بكلامهم و الأبتسامة بشفاههم ..

لكن أحيان و البعض منهم مايقدرّون هالنعمة اللي بين أيديهم .. أو يمكن حنا "النعمة" نشوف أن هالمقابل اللي يردونه لنا شيء قليل .. بحسب أختلاف التضحيات و درجات الحُب المتفاوتة عند البعض ..

فيه من هالأشخاص اللي قابلتهم .. أشخاص أعطيهم و أعطيهم و أعطيهم و أحس أنهم يستحقون الكثير و أن هالشيء من رد الجميل لا يُقدر بثمن .. و أشخاص أعطيهم و من وقتها يرودنها كأنه دين عليهم ويبون يسددونه لأن في حالة لا قدر الله صار بالعلاقة بينا شيء يكون لا لهم و لا علينا .. أفكارهم غير مفهومة و تحليلها صعب ..

و فيه أشخاص كل ماتعطي أكثر كل مايبتعدون أكثر .. و كل ماتحاول تقربهم أكثر تلاقيهم مجرد سراب يلعب بعواطفك و يشتت شخصيتك علشان بس تبي توصل لفكرة معينة تجتمع أنت وياهم بنفس الرأي .. أتعب معاهم كثير .. لأن أبيّ أرضيهم .. ولمن أركز بشخصيتهم أكتشف أن الرضا مايعترفون فيه بذاتهم .. كأن بينهم وبينه عداوة .. أو كأن الرضا اللي أنت تقدمة شيء مجبر تسوية وموب بكيفك .. لمن تقرب و تحاول تتصل فيهم تسأل عنهم تحاكيهم تلاقيهم ينشغلون بغيرك .. لمن يفقدون هـ "النعمة" يدورون عليك ألين مايلقونك .. وترجع معاهم ولا كأن شيء صار ..

أشوفني من الناس اللي تضحي كثير و تهتم برغبات الآخرين .. حتى أنو أحيان أسوي أشياء أكون ماأقدر عليها لكن عشان ماأردهم أسويها .. طيبة القلب هي المشكلة و هي المحرك الرئيسي بالموضوع .. اللي يقهرني فيني أشخاص كثير يبتعدون عنيّ بقدر ماكنت أحاول أقرب لهم و أهتم فيهم و ماأزال أحمل لهم نفس الإبتسامة و خاطري طيب .. بعد ما أبادلهم ابتسامة منيّ و أهم يتفاجئون معقولة تبتسم لنا أكون لعنة ذاتي ألف مرة و رجعت شريط الإساءات اللي كانت منهم أكثر من عشرين مرهـ .. بعدها أقول ممكن ماكانوا يقصدون اللي سووهـ ويمكن يبون يفتحون وياي صفحة جديدة .. لكن و أكتشف أن عداوتهم ليّ صارت أكبر .. ما أقدر أتغير عشان فكرهم .. و لا أقدر أغير منيّ.. هذا الطبع أحبها بذاتي .. خصوصاً أن الأشخاص بعد رحيلهم مايبقى لهم إلا الذكرى الطيبة حتى لو كان الشخص معادية .. أذكر والدي كان بينه وبين شخص ما مشكلة موب هينة .. و أنقطع أهو و والدي سنوات .. حاول بعدها والدي الأتصال عليه .. كان الآخر يسبه و يشتمه و لا يحاكيه نهائياً .. بعد مدة جاء خبر وفاته ..تلقاهـ والدي و كان يبكي بشدة لم أراهـ من قبل على هالحال .. قال ياما تمنيت أكلمه و أتراضى أنا وياهـ .. كان أهو الغلطان و أنا اللي معاي الحق .. لكن كنت أبي الرضا من الله وماكنت أبي غيرهـ .. حاولت فيه لكن مارضى .. إلى هاليوم والدي يذكرهـ بالخير على كل اللي سواهـ معاهـ ..


و مشكلتيّ الوحيدة وماهي مشكلة بقد ماهي "نعمة" .. هذول الأشخاص اللي أنا مستعدة أفضى لهم بأي وقت .. الأشخاص اللي ماتعرف شنو يكون تصنيفهم بداخلك .. لا يتعدون أنهم أشخاص عاديين .. و أبالغ بهم إلى مابعد الصداقة .. ولا أستطيع أن أضعهم تحت مسمى الحب .. أشخاص ماقدموا لك الكثير .. لكن بالفعل موجودين .. بالضيقه موجودين .. أشخاص يتعدون مرحلة التضحية .. أشخاص لو بتشوفهم كل شوي تحبهم على رأسهم .. أشخاص إذا ذكرتهم مثل ما أذكرهم الحين تدمع عينك على أنك قدرت تُوجدهم بحياتك و تحمد ربك على معرفتهم ..
أحيان التضحيّة لهم قليلة .. و الوقت مايساعد أبد أنك تفهمهم أهم بالنسبة لك شنو ..! .. أو أهم شنو سووا لك بحياتك وكيف غيروك .. هالأشخاص تبي تبالغ لهم حرفياً تخاف يفهمونك غلط .. لأنك متأكد أن هالشيء اللي يقدمونه مايحسبون له ثمن و لاينتظرون ردك له.. أهم خُلقوا بهالدنيا عشان يكونون معاك بأي شيء تبيه وكيف ماتبيه .. لو عليهم مستعدين يقدمون أرواحهم الغالية بأطباق من ذهب .. هذول الأشخاص عمرهم مايطلبونك .. عمرهم مايقولون قدم لنا .. أنت بقدر ماأنت لهم .. بقدر ماهم طغوا عليك و صرت تشوف نفسك شيء صغير بدونهم ..


كذلك تذكرت أشخاص يرحلون بلا سبب .. ماتعرف ليه .. وماتدري كيف ذكراك عندهم .. هم باقي يذكرونك بكثر ما أنت تذكرهم .. هم باقي يشعرون بوجودك في أشياء تركتها معاهم .. ولو كانوا يذكرونك ..! ..كيف راح تكون الذكرى .. حلوهـ .. أليمه .. مُتعبة .. عادية ..
جميعنا لا نريد أن نكون ذلك الشخص العادي بحياة أحد ..


"الحب- الارتياح - الشعور " و الله أشياء صار صعب تلقاها بالآخرين .. و صعب أحد يفهم إذا ترك فيك جرح عميق من حركة بسيطة .. والمسألة ماهي مسألة "شخصية حساسة " المسألة مسألة تعامل و علو .. مسألة تعامل مع أرواح .. شيء ماهو بيد أحد .. شيء منزهه .. لو كل واحد يفكر أنه يتعامل مع روح مايبي يجرحها مثل مااهو مايبي ينجرح .. مايبي يبكيها مثل مااهو مايبي يبكي .. يبي يفرحها .. يبي يساعدها .. يبي يسهل عليها طريق يكون صعب لها سهل عليه ..
متى ماعرفنا معنى الروح البشريّة كل هالشخصيات راح تتلاشى .. وراح يبقى الذكر الطيب .. و هذا أهم شيء للأنسان بحياته و بمماته ..