عرض مشاركة واحدة
  #23 (permalink)  
قديم 11-06-2009, 03:17
الصورة الرمزية السديم
السديم السديم غير متصل
تهاني سلطان ،
 
بداياتي : Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18
السديم is on a distinguished road
افتراضي ياكُبر همه تأنيب الضمير ..

.




طول اليوم نصَرخ ونضحك و نتريّق و نحزن ونتألم و نسولف و ناخذ ونعطي و بعد هذا كله ندخل لِـ واحدنا غُرفة مافيهَا غيرنا و بقايا ذكرى اليوم و يبدأ تأنيب الضمير .. تأنيب الضَمير اللي يغيّر ضحتك تفكير و يخليّك سَارح باللي حولك من الأشياء الجامده .. الصامته .. الأشياء اللي حتى لو حاولة تحنيطها بفكرك .. بتقعد تطالعك بِـ استحقار .. تبيّ تهرب وترتاح تقفل الضوء وتتمدد على السَرير .. تَطالع السَقف و اللي بداخلك يَفكر بِـ الرب اللي فوق وفوق كل شيء .. تلف على وحدهـ من جهاتك و تحاول تفتح " الأبجورهـ " يمكن من خلالهَا تقدر تنور قلبك .. مع ذلك بدون فايدة .. تقعد على طرف السرير ورأسك تحت و يديك تمسك الحواف وتحاول تضغط بقوة عل هالحركة تنسيك مع ذلك مافيهِ فايدة ..


تقوم و تروح قدام المراية .. مافيه أحد غيرك يطالعك بذاك الوقت غير ذاتك .. تحسّك شيطان .. وحش .. انسان بِـ الإسم و اللي داخله كله شَر .. و تحاول تطرد هذي الفكرة وتركز بملامحك الإيجابيّة يجوز تلقى إنسانيّتك .. تزعل من نفسك وتتركها هناك معلقة وراء ظهرك .. وتبدأ تدور أي شيء حولك .. ينسيك همك .. تلاقي للأسف مزاجك تعكّر .. ونفسيتك مو زي قبل .. وكل شيء كان يُوسعك صَار ضَيّق .. تبدأ تغير ألوان لبسك .. وتحاول تلبس شيء فضفاض علّ وعسى تحس بالأريحيّة و تبدأ ترتب ملابسك و تقفل أبواب الدولاب و تنظم كُتبك و تحاول تفتش بينها عن شيء يشدك .. بمعنى تحاول للمرة الثانية تنسى .. بس للأسف كل شيء كنت تسويه بدون نفس .. وكل شيء كنت تفكر فيه غير اللي أنت سويته طول اليوم لعب على نفسك ..


و يرجع الهم ..
و تدور من أول و جديد بغرفتك .. لكن هالمرّه عقدت العزم و بتحاول تنَام .. وهالمرهـ مافيها تراجع .. هالمرهـ بتحاول تغمض عيونك .. و تاخذ نفس عميق .. و تهدى .. و تتذكر أن بكرهـ عندك أشغال وتحتاح لِـ كل دقيقة نوم ..
قررتّ .. لكن ماتقدّر تنام مازال ضميّرك يأنبك ..



تلاقي فكرة و تتصل على أقرب صديق .. اللي يسمعك ويحس فيك .. و اللي أحيان تقوله عن مُشكلتك ويوافقك عليها مو لأنه ما يحبك أو مايتمنى لك الخير .. لكن لأنه يصير يشوف كل اللي تسويه صح و لأن التوافق أحيان بالتفكير و التصرف هو الدافع الرئيسي اللي يخليّه يوافقك على أيّ كلمه تقولها .. وتبدأ تقوله كل شيء صار معك و ردة فعلك وردة فعل الآخرين ونفسيتك ونفسيتهم .. ربما لو كان من النوع الي ذكرته راح يكون بجنبك وراح تحس مع كلامه بِـ الأريحيّة .. عواطفك تعودت أنها ماتنجرح حتى لو كانت غلطانه .. لكن بعد ماتنتهي المُكالمه و يقفل ..يبدأ يحسسك عقلك ..قد أيش مسكين يا أنت .. وقد أيش تلعب على نفسك بالكلام اللي قلته .. وقد أيش الكلام اللي قلته قبل شوي ..كنت تطلع الإيجابيات و زاويتك الملائكيّة فقط .. وقد أيش كنت تحاول تخليّ الآخر بشكل بشع .. وتحاول توصل كلام ببعض .. وتصرفات سابقة له كانت بقصد أو بدون قصد .. وتحلل و تستنتج لوحدك يامسكين ..بس لوحدك ..



يروح يومك .. و أنت ماوصلت لنتيجة .. و أنت ماتعرف أيّ طريق تسلكه .. التفكير مُرهق .. وكرامتك اللي أنت تشوفها راح تروح مع الإعتذار .. و تفضّل تمر الأيام ومايعرفك غيرك .. ومايحمل همك غيرك .. و الكل ينسى الأمر .. و الآخر يتعدى الحدث .. و أنت تظلّ و تظلّ و تظلّ .. بكل حديث عنه .. و بكل مكان جمعك فيه .. وبكل سالفة فيها طاريّ أسمه .. تتذكرهـ و تتذكر اللي صار بشريط سريع .. وتتغير ملامحك .. ويرجع همّك .. تضيق الدنيا فيك .. و ياكُبر همه تأنيب الضمير ..








الجُمعة 24-04-2009م







.
____________________________________




tahanisultan@
رد مع اقتباس