عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 26-06-2009, 12:49
الصورة الرمزية السديم
السديم السديم غير متصل
تهاني سلطان ،
 
بداياتي : Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18
السديم is on a distinguished road
افتراضي لاهثٌ يغفو قليلاً ..

.







بِـ رويّة .. و جدارٌ من مُخيّلة .. و صَوتٌ يَهربُ إلى حديث الأزقة و يألفُ الإعتذَار ..
تحسس ذلك السَواد دَاخل حواءٍ غوتَها تُفاحة فَـ أسرعت تخلطُ ألوان الحيَاة على ظهرِ طيرٍ قَد تم بتر أجنحته .. تنتهُز فُرصة أن تعيش معك في سماءٍ سَابعة تُقاسم الخير و المُلك و الإجلال ..

حتى إذا خُلع القَميص و كُشف ما كان عارياً تَسارع إلى أوراقٍ ماتت منذُ زمن ..بئساً لِـ حواسنا و عَجزنَا عن دمع كَدس مستعمرات داخل رأسٍ فَـ أصيب بِـ زفيرٍ ألتبس صَوتهُ مع خيالٍ يتكئ على بابِ السَهر يَحرسُ الحُب من رغبةِ السهام فَـ إذا نُزع الثمر قبل نُضوجهِ شوهـ النهَاية بِـ محضِ إرادة النُعاس و لذة ذات الاقتناص ..


يا مكاناً دافئاً أين أضعُ كنزتيّ الفيروزيّة تلك التيّ أهدانيّ إياها الصيفُ الماضيّ هنا و أين تُريد أن أجلس في هذا الصَباح بعد أن أظللت عليّ عراكُ أنفك .. و اقتلعت منيّ عطر كان يلتقطُ أنفاسهُ من نسيم الجنة .. حتى إن زينة النساء التي تحجزُها في غرفةٍ صغيرةٍ داخل دولابٍ من خشب البلوط في عُلبةٍ تحويّ بقايا الاعتناقِ الأخير و مُلامسة يدٍ ماكانت لِـ تكون صدفة خالية من رؤية السماء قد أخلصتها لِـ ذاتك و مزقتها أمام السؤال حتى يُجب ناظريّهِ عقله ..
و أين ليّ أن أوحّد الذاكرة بعد أن حدث ما ينبغي أن يتبرأ من الأنوثةِ الجاهلة .. أهو حُب الإختلاسِ و الدخول إلى واقعٍ تجرأ بِـ كامل جسدهِ و فرد أصابعه و هو في طور أن يبدأ الحساب أصبعاً أصبعاً .. !


يا ظلاً أمام عتبةِ الباب لعلك تحاول أن تعرج ولو قليلاً إلى حريّةٍ لم يتذوقها القيّد و يبنيّ فيها الحديث كلاماً غير ما أراد .. و السَماء تُمجدهَا و الحدثُ يُميّزها و الميل يجرُ الضائعين بعيداً عنها .. هكذا هو الهَوى يتسربُ أمام ناظرينا .. يغفو معنا حتى يُشاهد كيف لنا أن نُغمض تلك الأعين بعيداً عما يسريّ بذاتنا ..


مازلتُ أٌغلغلُ عُنقيّ بِـ جهلٍ أخفيتهُ عن رغبةٍ تُبددُ التُوقع لِـ اليوم و لِـ الغد حتى أن أرجليّ أصبحت جُذوراً تُحاول أن تمتص ماء الأرض لِـ ألاّ أقتلع فَـ أستنفر و ألحقُ بِـ الطين بِـ إرادتيّ ..
كيّ أخدشُك بِـ أظافري أو كيّ أضع فقط علامة كُلما نظرت إلى ذاتك في المرآة و قربت منها أكثر فَـ أكثر ترانيّ بِـ تخثر دمائك و تتألم .. ليس لِـ أنيّ أريد الوجع لكن تلك الخطيئة التيّ تُمزقُ وجهك القديم و تُحدث الحيرة فيما فعلت تُطوقُ الأسرار و تربط الانسكَاب لما كُنت تشتهيّ في حديثك الطويل ..


كُن مُتيقناً أن النَاي الحزين الذيّ يعبثُ خلف حُزنك و يختبئ بين تاريخِ مساءٍ قديم قد عانيّت من الوحدة و الخوف و شيئاً من الـ لآحضور ماهو إلا كَذلك القميص الذيّ كان يَستُر جسداً لم يتنفس الغوايّة إلا وهو مُوازياً لِـ سورِ جهنم ..
و أن المدى بِـ كُلِ سلالمهِ لم يَكُن إلاّ شفافيّة من ذروةِ غباءٍ سُلّم فيهَا فُصول الفضاء و أقفال السمَاء ..

لِـ تذهب و تيه .. ثم خُذ قطعاً من أوراق الشَجر .. اخرق العادة و حول ذلك السَواد لِـ بُطولة و خُذ من جراءة السر شخصاً يمتلك الـ أين و الـ متى و الـ كيف .. بعدها أرميّ بِـ جسدك على سريرٍ يُغطى بِـ قماشِ الحرير و أنظر جيّداً لِـ الأمام سَـ تجد شيئاً فيروزيّاً قد تُرك على طرفِ الكرسيّ بِـ جانبِ عُلبة الزينة أستنشقهُ جيّداً و ضمهُ إلى صدرك و ودعّ الذاكرة لِـ أغفو..


.
____________________________________




tahanisultan@
رد مع اقتباس