صباحيّ كان الأجمل .. أجمل صباح مرّ علي بِـ هذا الترم .. خصوصاً أن حياتنا صايرة تُقدر بِـ الأترام السنويّة عشان الدراسة .. هذا الصباح عشت لحظات تمنيت أن قلبيّ يتعلق بها في الحقيقة ومايغادرها أبد ..


بابا ودانيّ للجامعة و رحت أختبرت القرآن نهائي .. للي يسألون كيف كان ..! كان حلو ماعليهِ .. أمممم .. أول شيء دشيت الديبراتمينت " القسم تبعنا " و قعدت أسأل دكتوراتي وكذا و ماسكه خط بالإنجلش .. شوي وحده مرت من عند القسم وشافتني .. قالت أنتِ اختبرتي قرآن .. قلت لها لا طبعا باقي بطلع لها .. قالت لحقي عليها لأن شكلها طالعة مستعجلة أو عندها شيء .. أنا أستأذنتهم وطلعت يمها .. وأنا مره خايفة أنو تكون راحت لأن اليوم آخر يوم لِـ التسميع .. لقيتها موجودة .. قالت لي وينتس .. قلت أنا كنت عند الديبراتمنت و آم سو سوري تأخرت عليك .. و أهي تسلك لي الموضوع .. يوم جت بتسمع لي و أبو الحركات اللي مالها سنع .. قالت لي أقرأي من الآيه "وقالوا كونوا هوداً أو نصارى .. " أكملي .. أنا عاد ببدأ الأية من أولها و أعيد المقطع اللي قالته وأقول بدال قالوا =كالوا .. و أهي تطالعني بنص عين و أرد أتعوذ من الشيطان و أقرأ صح .. يوم خلصت قالت ليه تتركون عربيتكم و تهتمون بِـ الغرب .. فجأه :| .. طيب أنا غلطت شنو فيها .. غلط لغوي .. ياستي كنت عند القسم وملتويّ لساني و دشيت عندك و قريت فيها شيء .. أحيان فيه ناس مادري وش يحسون به من جد .. المهم أنا كملت اللي علي و كذا وطلعت من الجامعة و ضايق خاطري بسبب كلامها ..


نرجع لبابا .. قلت لبابا أمسك طريق المطار .. فجأه :| .. و قام يطالعني زي اللي وش عندك بالضبط .. قالي ليه فيه أحد بالمطار ولا ناويتها سفر .. قلت لا موب كذا بس أبي طريق طويل .. قال وش رأيك بالشرقية .. قلت لا موب لهالدرجة عنديّ اختبارات .. المهم بابا توقع أنو بسويّ له مفاجأه وانو في أحد بيجي و كذا .. بس موب خابر في أحد عنده إجازة قريب .. المهم أن بابا يحللها يمين ويسار و ساكت طول الطريق .. بيفتح حكي قاليّ شنو رأيك بالجو ..! ..قلت ماشي حاله .. يوم وصلنا عند بوابة المطار و أشوف جامعتي الجديدة اللي قاعدين يزينونها على اليسار .. للأسف ماراح ألحق عليها .. لكن الصراحة مره شيء ..


المهم .. قلت له كمل لداخل .. وندخل إلى داخل المطار ... كان فيه لوحتين .. صالة المغادرة و صالة القدوم .. عاد أهو ينكت علي يقول وين تبين أي صالة .. قلت له صالة القدوم .. وقفني عند المطار و أهو راح يوقف السيارة بالمواقف و أدخل أنا المطار .. يالله مو قادرة أوصف شعوري بوقتها .. الناس و شنطتهم .. و المعتفسين و اللي حالتهم حالة .. و الناس اللي مرتبين وشيك و يطالع ساعته .. و الأطفال اللي وصلوا على أرض المطار و يلعبون مع بعضهم .. أو الطيراين و شنطهم الصغيرة و جوالاتهم اللي لها أيام مافتحوها .. أو المضيفات اللي يجون مجموعات أربعة وخمس ويا بعض و ألوان ملابسهم الفاتحة و المرتبه عليهم .. و أخذ لي كوفي و أجلس على واحد من الكراسي أطالع فيهم ..


شعور حلو أنك طالع الناس كذا ..و شعور بِـ الحنين لِـ ناس بجد تتمنى أنك تقابلهم وتحضن أيديهم .. يكفي بذاك الوقت أنك تتمنى أن بين هالناس الجاية شخص من اللي تعزهم و يحسون فيك .. كثير من الأشخاص مروا ببالي .. و قليل من الأشخاص اللي بجد تمنيتهم بذيك اللحظة و تمنيت لقياهم .. و كثير من الأشخاص اللي ودعتهم بِـ صالة و أستقبلتهم بالصالة اللي كنت أنا جالسة فيها ..


و أنت تطالع الموجودين تبدأ تدقق بِـ مشيتهم .. بِـ إتجاههم .. بِـ تحركاتهم .. تبدأ تشوف كيف يتعاملون وكيف يتصرفون .. تبدأ تطالع اللي بجنبك من اللي بصالة الإنتظار ومين ينتظرون أبوهم .. أمهم .. أخوهم .. أختهم .. صديق.. أو حتى حبيب فرقت بينهم وبينه المسافات ..


نص ساعة و أنا متيقنة أنيّ كنت في هدوء غير عن اللي يعيشه اللي حولي .. وكنت في فرح أكثر من اللي كانوا يعيشونه اللي حولي .. الهدوء لِـ أن ماتهمني الرحلات جت أو تأخرت و لا القادمين إذا كان هو بينهم أو لا .. و فرح لِـ أنيّ عرفت كيف أعيش بِـ ملامحهم في كل مره أجيّ للمطار و أكون مشغولة بِـ شنطتي و الجواز و موعد الرحلة ..

و بنص الساعة بعد تذكرت كل الأغاني اللي ترافق كلمة السفر و كنت بس أسمعها على الآي بود العزيز ..


إلا ياوقت


الأربعاء 10 06 2009 م