لمن أطالع أطفال الحين و أفكارهم و خيالهم و أتذكر طفولتنا و كيف كانت و كيف كان خياليّ في بعض الأشياء .. خصوصاً أنو فيه أشياء كثير بدت تتعدل مفاهيمها على ثاني متوسط و الثانوي .. و فيه أشياء إلى الحين و الله مادري شنو المقصد و لا عنديّ جرأة أسأل عنها .. لكن عيال هالجيل بجد "سوس" أحس لو بجد ضاقت عليّ بسألهم موب سأله أحد أكبر منيّ ..

من الأشياء اللي طرت ببالي .. يوم كُنا أيام الطفولة .. الأيام البرئية .. و التفكير اللي والله أبيض منه و أنقى مافيه .. أيام ما كنا ناخذ الحكيّ زي ماهو .. مانحاول نسأل ليه وكيف و متى .. ناخذه و عاد بطريقنا نصرفه .. نتخيّله أو نخليه بالواقع على هوانا .. الأهم مانرد نجادل أهلنا و لا نخليهم يتفلسفون علينا ..

عاد أنا موب من الجيل القديم مره .. أنا من الجيل اللي أحسه ضايع بجد .. الجيل الفاصل بين طفولة الأولاد و البنات سوا ... ولعب بالشارع .. وهالهبال .. و بين اللي الحين مقفل عليهم و فاصلين البزارين عن اللعب مع بعضهم .. هالجيل اللي مايدرون شنو يسوون وياهـ .. يخلونه عاديّ.. يطلع الشارع .. يزور عيال الجيران .. يلعب معاهم .. ولا يقفلون عليه .. عاد كل يوم الأهل طالعين بشغله .. و مسببين حالة تشتيت للشخصيه .. يعني أجيهم اليوم أقول بروح لجيرانا .. يقولون لا مافيه .. و أنا توني أمس كنت معاهم .. تغير في 24 ساعه بس .. عاد مثل ماذكرت قبل مانقدر نجادل .. خلاص التحليل منا وفينا ..

المهم موضوعي أهو ..
هليّ كانوا يقولون دايم .. لا تطلعين الشارع يسرقك " الحراميّ " .. لا تروحين لوحدك للمكان الفلانيّ ياكلك "الحراميّ " .. لا تجلسين هناك يطلع عليك "الحراميّ " .. أمس تقول أم فلانة أن فلانة لقاها "الحراميّ " و خذاها .. حركات أنو دامها موجودهـ تسمع و تفهم ماتطلع و المشكلة الأعظم أن فلانة اللي انسرقت على قولة أم فلانة مداومة معي بالمدرسة كيـــــف "بهالطول " ..!

كنت و الله أخذ هالحكيّ على محمل الجد .. يعني حتى لو تجرأت و رحت للمكان اللي قالوليّ ممنوع .. نبضات قلبي تتسارع من الخوف .. وأرجع بسرعه قبل هالحراميّ لا يطلع .. كانت الأماكن المُظلمه و اللي فيها هدوء مكان تواجد الحراميّ .. كنا مثلاً لمن نروح لحديقة أو شيء ما أتعدى الألعاب القريبة من أهليّ خوفاً من هالحراميّ ..

على فكرة أنا هالحراميّ راسمتة بِـ خيالي .. كنت أتخيلة شيء أسود وله ذيل وبيدهـ شوكة .. تأثير "والت ديزني " .. بعدين من سنة رابع ابتدائي عاد من طلع هالحراميّ براسي "المسيح الدجال " .. فجأه ..
و صرت أتخيل أن هالحراميّ أهو المسيح الدجال لمدة ثلاث سنوات يعني الإبتدائي كلها راسمة نفس الكاركتر للمسيح الدجال .. إلى درجة أنو لمن بدش أولى متوسط أقول لأهلي خلونا ننقل لمكه و لا المدينة و أهم يستغربون وشهوله تبي تنقل مادروا أن السالفه تخص الحراميّ اللي مخليني أتخيله حضرتهم ..


الحين خلوا أحد بـِ أولى متوسط يفكر زي هالتفكير .. مستحيل و ألف مستحيل .. عكس نقاوتنا البريئة .. و الله كنا حبايب ونسمع الكلام و يمسك معانا ألين ما نعقل و بعدها نعرف شنو المقصود و شنو الواقع الصح .. !
لو أقول لأحد من أطفالنا الأبرياء اللي الحين يا بابا لاتروح الشارع يسرقك الحرامي .. بيقعد يسأل عن مواصفاته .. وشنو يبي فيه أليا سرقه .. و إذا بيرجعه البيت أو لا .. طيب بشتري له حلاو أو لا .. بالأخير بيسوي اللي براسه و يطلع الشارع عشان يعرف وش هالحرامي .. و "شو من لحيّة" .. بس هيّك حب استكشاف و لقافة ..


والله بجد إلى الحين باقي خيال "الحراميّ " .. برأسي .. بس موب الحرامي اللي برابع ابتدائي لا الحراميّ مال الطفولة المُبكرة ...



الثلاثاء 30 06 2009م