الموضوع: - يَومِيّات -
عرض مشاركة واحدة
  #78 (permalink)  
قديم 25-07-2009, 07:02
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي رد: - يَومِيّات -


بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيْم .

* لـِ قَرِيبَة شَارَكَتْنِي الكَثِيرَ مِن طُفُولَتِي / قَاسَمَتْنِي ألعَابِي , وقَاسَمْتُهَا حَلْوَاهَا .. , إلَىَ اللَّتِي التَصَقَت بِي طَوَالَ مَسِيرِ حَيَاتِي , وقَلَّدَتْنِي فِي كُلِّ حَرَكَاتِي البَسِيْطَةَ مِنْهَا والمُعَقَّدَة , مُحَاوِلَةً أن تَكُونَ [أنَا] أُخرَىَ ’, كَانَت تُمسِكُ بِيَدِي دَائِمَاً وتَمْنَعُ أيَّ أحَدٍ مِنَ التَقَرُّبِ مِنِّي , كَـ جِدَارٍ ضَخْم يَمْنَعُ الوَافِدِيْنَ نَحْوَ مَدِيْنَةٍ كَبِيْرَة .. مِنَ العُبُورِ أوّ المُضِيّ أو الحَدِيث !
فِي حِين كُنْتُ أضْحَكُ بِبَرَاءَة فَأَنَا أرَاهَا تُحَاوِلُ امْتِلاكِي , لـِ تَعلٌّقِهَا بِي , مَا زَالَت تلْكَ الأيّام قَابِعَةً فِي ذَاكِرَتِي لَن تُمْحِيْهَا الأيَّام .. وأَنَا أعْلَمُ عْمْقَ الشُعُور الذِي كَان يَنْبِضُ بِهِ قَلْبهَا فِي الثَامِنَةِ مِن أعْمَارِنَا !
ولا زِلْتُ أذْكُرُ ذَات نَبْض , يَوْمَ قرّرْنَا أن نتَبَادَلَ فِي الدُمَىَ , مَعَ أنّي مُنذُ صِغَرِي لا أحِبّ التخلّي عَن أمرٍ أحِبّه , ولا زِلْتُ أتذّكَر يَومَ لامَسَنِي نُورُ خاطِرَةٍ فِي قَلبِي أن أهِديْهَا إيّاها واقبَلِي العَرْضَ فهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْكِ ودُميَتَكِ سَتكُون فِي رِعَايَتِهَا !
وقَبِلتُ العَرضَ وأهدَيْتُهَا دُميَتِي واحتَضَنْتُ دُميَتَهَا التِي لا أعْلَمُ أيّ مَصِيرٍ آلَت إليه .
إلَىَ التِي لا زَالَت تَحْمِلُ فِي قَلبِهَا شيْئَاً مِن -غِيرَة- لِحَوراء صدِيقَتِي ..
إلَيْهَا القَلب الذِي لطَالمَا سَمِعْتُ نَبْضَهُ وحَفِظْتُهُ فِي وِعَاءٍ عَمِيْقٍ عَمِيق .. لا يَصدَأُ أو يُكسَر ..
إلَيْهَا الصَوتُ الذِي لطَالمّا مَلّ الكَثِيرُونَ حِكَايَاتَه إلاّ أنَا فَمَا زِلْتُ أُنصِتُ لِحَدِيْثَها الذِي يطُولُ لِسَاعَاتٍ طِوال ..
إلَيْهَا الرُوح التِي جرّحَهَا الكَثِيرُون فِيمَا بَقِيْتُ أضمّدُ جِرَاحَاتَهَا .. وأذِيبُ كُتَلَ الحُزْنِ فِي صَدْرِهَا ..
هِيَ التِي رافَقَتْنِي فِي الإبْتِدَائِيّة , وحِينَ افتَرَقْنَا في الاعدادِيَّة احتَجْتُ لِسنَة كَامِلَة لـِ استِيْعَابِ أنّهَا لَن تكُونَ إلَىَ جَانِبِي في المدرسة .. والمدرسة فقَط.. , وجَمَعَتْنَا الثَانوِيَّة مِن جَدِيْد لـِ ألتَقِيْهَا أخْرَىَ .. !
وكَمْ حدّثَتْنِي عَن وَاحِدَة مِن صدِيقَاتِهَا ,حتّى خُيّل إليَّ أنّ صدِيقَتهَا ملاكاً أبيَض يُحلّقُ فِي سمَاءِ الدُنيا .. ويَنظُرُ للعَالَمِ بِطُهر ..وحِينَ التَقَيْتُهَا فِي الثَانوِيّة وعَرَفتُهَا عَن قُرب .. كَانَت .. لا شيء ..!
وانتَهَت صدَاقَتها معَهَا فِي آخِر أيّام الثَانوِيّة .. لِتعُودَ للرُوحِ التِي أغدَقَتْهَا انصَاتَاً وحُبّاً وعَطْفَاً .. وكُلّ شيء , لـِ تقُول .. "أنتِ مُخْتَلِفَة يا سَارَة .. أنتِ كُل ما تبقّى" ..
وبَقِيْتُ لـِ أبْتَسِمَ وأضمّدَ وأنصُت.. وزَادَ عَلَى ذلِك تَكْمِيمُ فَاهها كُلّمَا حَاوَلتِ التِهَامَ لَحْم صَدِيقَتِهَا ميّتَة ..

وكُنّا كَمَا عُدْنَا [أو] عُدْنَا كمَا كُنّا ..!
لا..لا..لا..لا..لا.. أظُنّنُا كُنّا كمَا الآن.. , ولا شيءَ سِوَىَ أنّهَا كَانت أطْهَرَ ... ورُبّمَا زَادَ الحُبّ الآن فِي قَلبِهَا أَكْثَر !


كُنّا كَمَا الآن ..
كُنّا كمَا الآن ..
لا..لا..لا..لا.. , كُلّ شيءٍ مُختَلِق الآن ..
هِيَ تَرْتَدِي أقْنِعَة كُثُر .. صِرْتُ لا أعْرِفُهَا .. حتّى لِسَانُهَا يتَبدّلُ .. حِينَ أكُونُ وهِيَ مَعِي , أو حِينَ أكُونُ وهِيَ معَ خالتِي .. أو حِينَ أكُونُ وهِيَ معَ الغُرَباء .. أو حِينَ أكُونُ وهِيَ مع الأصدقاء.. !!!!!
لِمَ هُم يتَبدّلُونَ كَمَا الأَفعَىَ بِتَغيّرِ المكَان والزَمَانِ والنَاس !
لِمَ أبْقَىَ أنَا كَمَا أنَا .. !
لِمَ صَارُوا بعَدَمَا كَانُوا !
لِمَ كُلّ الأشيَاءِ الجَمِيْلَة فِيْهِم تَتَلاشَىَ !
لِمَ الطُهرُ فِيهُم يمُوت!
لِمَ الذِكرَيَاتُ تُنسَىَ إلاّ حِينَ يكُونُ لا أحَد !
.
سَألتُ وَالِدَتِي البَارِحَة .. هَلْ أنَا سَاذَجَة ..؟!
أتَرَيْنَنِي كَذلِك ,؟
إنْ لَم أكُن كذلِك , فلِمَ .. يُبدّلُونَ ألسِنَتَهُم .. وضحَكَاتَهُم ونَظَرَاتهُم .. وقُبُلاتَهُم .. وحدِيثَهُم .. حتّىَ مَظْهَرَهُم , لِمَ يُجِيْدُونَ التصَنّعَ ولا أفْعَل !؟
لِمَ يَرْتَدُونَ الحِشْمَة مَعَ أنَاسٍ , ويَخْلَعُونَهَا مَعَ آخَرِين .!
لِمَ لِسَانُهُم ذلِقٌ عَذب مَعَ أنَاس , وخَشِنٌ مَعَ آخَرِين .!
لِمَ يتبدّلُونَ حتّى عليّ أنَا , أنَا التِي أمسَكْتُ بِأيْدِيِهِم ورَكَضْنَا سوِيّة فِي البَاحَات فِي السَاحَات فِي الطُرُقَات وعَلَى الشَاطِئ ,
لِمَ .. لِمَ .. وَلِمَ ..
وحِيْنَ رَأتْهُم أختِي .. نَظَرَت إلَيَّ بِودَاعَةٍ وَقَالت : لا عَلَيْكِ سَارَة فكُلّ مَن يتصَنّعُ أمْراً لا يَليْقُ بـِ شَخْصِه .. ويَرْتَدِي قِنَاعَاً ويُلصِقُهُ بِكَذِب .. فإنّ الكَذِبَ لا يَنطَلِي علَى الكَثِيرِين , ويَذُوبُ مَعَ الأيَّام .. يذُوبُ .. يَذُوب ..
وإن لَم يَذُب .. فإنّهُم لا يَتَمكّنُونَ مِن تَمْثيْلِ أدْوَارِ الفَضِيْلَةِ دائِمَاً ولا يَلبِثُ هذا الرِدَاء أَن يَسْقُط .




عالهَامِش ..
إن كُنتُ أنَا كُلّ ما تبقّىَ فَلِمَ لا تُحَافِظُ هِيَ عَلَىَ هَذَا الكُل !
ولِمَ.... تَكْتَفِي بِرُفَاتِ ماضٍ عَقِيم..
والتعلّقِ بِأوهَامَ وأبَاطِيل ..
وتَنْتَظِرُ غدَاً لَن يجِئ ..
____________________________________

نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
رد مع اقتباس