السبت
لم يأتي إلا أنا وبره وشقو
الطوارئ كانت هادئة جدا ودكتور سنوسي الطيب لم يكن موجود ..
أتت إمرأه مع الممرضة وكانتا يتكلمان بشكل يشعرك أنهم صديقتين أتت الدكتورة ودخلت معها .. لا يوجد دكتور مسؤول عند تدريبنا فقط يسمحون لنا بالتجول وباقي الأمر علينا وهذا يعني أن نكون ظل كل دكتور سيذهب لرؤية مريض وسؤاله وهنا المشكلة بعض الدكاترة لا يريد تضيع وقته بالاجابة على اسئلة وتعليمنا والبعض يفرح جدا
دخلنا على المريضة والدكتورة تظن أنها ممرضة وبدأت المريضة بإخبار الدكتوره انها نزلت من وزنها عشرين كيلو بفترة قصيرة دون رجيم وأعراض أخرى وتشعر أنها تعبانه نفسيا
أخبرتها بكل الإحتمالات ومنها الورم وبدات عينها بالإحمرار ودموعها تنزل بسرعة حاولت الدكتورة تهدأتها وهي خائفة من احتمال الورم أخبرتها الدكتورة أنها ممرضة وتعلم أن هذا مجرد احتمالات أخبرت الدكتورة أنها ليست ممرضة
صدمت الدكتوره وبررت للمريضة أنها كانت تظن أنها ممرضة ولهذا اخبرتها بكل الاحتمالات
أتت التحاليل كل أمورها سليمة ونزول الوزن بسبب عامل نفسي
سوء الفهم هنا أوقفني كثيرا ..
إخبار أحدهم ولو ظنا أن حياته ممكن أن يخرج من هذا الباب وستتغير ثقيل جدا على القلب
بعد الدموع التي رأيتها وعدت نفسي لن أخبر أي مريض أنه من الممكن أن يكون سرطان إلا بعد إجراء كافة التحاليل والتأكد ..,
ورأيت مريض بلغ من العمر كثير بشعر وذقن أشعت أبيض
يداه مكبلتين وشرطيين يقفان بجواره ..,
حزنت بره جدا عليه وأصرينا أن وجه طيب جدا لا يبدو مجرم
أقترحت فكرة الدين وعدم تسديده له ولهذا سجن وحزنت بره أكثر لهذا السبب..
الرجال العجائز بجلودهم المتجمعة بثانيا التي لم تترك مكان على وجوههم تشعر بعمر يمر أمامي ..
وأخاف أن أعيش لهذا العمر ..
عجوز مع ابنتها من لهجتها عرفت أنها بدوية رجل العجوز مليئة بجروح ومعها السكر ولم تغير الضماد من أسبوعين
حزنت جدا لهذا الجهل ...
كنت أعتقد أن الناس يعرفوا خطورة أبسط الجروح لمريض السكر وإهمالها
من الممكن أن يؤدي إلى غرغرينا وبتر الرجل ..,
أوصها الطبيب كثيرا أن تغير على الجرح كل يوم ..
أين دور المجال الصحي في توعية هؤلاء.., لماذا لا يكون هناك مطويات في الصيدليات
تعطى لكل شخص يأخذ علاج للسكري تحوي جميع أخطاره وكيف نقي أنفسنا منها ..
أعود إلى كلمة الطوارئ هادئة جدا
أن تكون طالب طب هذا يعني أن تكن كالوحش متعطش للدماء دون شعورك ولو كان قلبك رقيق جدا .. أن تخبرنا صديقة أنها رأت بالأمس شاب أصيب بحادث وفتح رأسه أول كلمة تتبادر إلينا * خسارة ماشفنا * وبعدها وبقليل الله يعينه , الله يشفيه
التعود أمر غريب . فعلا نستطيع أن نصل إلى إعتياد الأمور بشكل مخيف حقا.
بعد ماألتقطنا صور اليوم والعاملة الهندية التي كانت تراقبنا من بعيد ولم تستطع وأقتربت منا وأصبحت تعطي رأيها في الصور ..
أقتربت موعد المحاضرة بالجامعة ومادة العربي مع دكتور عوض الله بصوته المميز
خرجنا من المشفى إلى هناك ..