اليوم الأثنين
جميعا كان حاضر ..
دخلنا ورائحة المعقم كان تفوح جدا بأرجاء القسم .. رائحة كانت تستقبلنا ليوم مزدحم
كانت غرفة الطورايء اليوم شيء مختلف
وصرخات المرضى في قسم النساء تتعالى
دخلنا أنا وأبرار وصوت صريخ يأتينا من آخر الممر
وكنا لانزال لا نملك الجرأة الكافية للتعامل مع المرضى
دون وجود الدكتور ولكن صوتها لم يكن يحتاج جرأة للأستجابة لها
ذهبنا إليها ..
: خير ايش فيك ..
: جسمي كله يعورني.. ماني قادرة : كان هناك مغذي بيدها ومكان إبرة التحليل أي أن الطبيب زارها ..
تحدثنا لاحقا مع أمها وكانت عراقية ليس هناك سبب لهذا الألم وتم توقيع أمر خروجها
رفضت الأم أن تخرج لأنها ستعود بها غدا بسبب نويات الألم .ووعدتنا عند ذهابها للعراق ستخبرهم أن السععوديون عجزوا عن علاج ابنتها.. لم يكن أمامنا إلا التبسم لتذهب
الطبيب أصر على أمر إخراجها ..كما أخبرتنا الممرضة
لم نعرف من الطبيب المسؤول عنها لنعرف ماحالتها ..,
وبعد هذا الصريخ نعود أدراجنا وتوقفنا عجوز على كرسي لتسأل أين الطبيب , الممرضات والمسؤول هنا ..
لم يكن الطبيب موجود وأخبرنها أننا مجرد طالبات وعليها أن تسأل تلك الممرضة
دفعتها ابنتها الصغيرة الى هناك وللأسف لا استجابة
وبدأت بالصراخ
كان المشهد يشعرني أنه مر بالخطأ وأنه بقصة أخرى
صمت عميق في القسم كله .. وقوفي وصديقاتي في ركن بالقرب من العجوز سماع صوت صراخها وأعيينا التي تحكي عجزنا وأننا لا نتمنى هذا فعلا
: الدنيا فوضى في الممرضات جالسين هنا بس أنا جالسة
ومحد جاني وأن تعبانهة حرام عليكم .. جالسين زي الهبل وووو..
كانت الممرضة مصرية وأخرى سعودية
المصرية أخبرتها ببرود سيأتي الطبيب الآن والأخرى
وكأن لم يحدث أحد والمشهد غير مرئي بالنسبة لها ..
خرجت من القسم وعادت بدموعها مع رئيس قسم الطورائ وأمر برؤيتها حالا ..,
كان اليوم الطبيب المسؤول دكتور سوري طيب جدا
دخلنا معه رأى التحاليل والأشعة وباقي أوراقها كل شيء سليم : شو معاك .؟
: أنا تعبانة من 35 سنة ويخرج من دمي ومعاي ضمور بالعضلات وكتمة ووووو
ألتفت إلينا الطبيب وتكلمنا معانا بالأنجليزي بالطبع وأخبرنا أنها تعاني من مرض نفسي وكل أوراقها سليمة لكنها تتوهم
تفاجاءنا جدا وكانت أول حالة تمر علينا بهذا الشكل ..
شعرنا أنها مريضة وليست بخير l
طلب الدكتور من الابنة أن تخرج ليتحدث معها ولكن الأم رفضت لأن الابنة عمرها 10 سنوات .. لم يعرف الدكتور هذا لأنها كانت محجبة بالكامل
وصى بإعطاءها محمول و تخطيط للقلب وإخراجها ..
ذهبنا إلى قسم الحالات الطارئة
سرير عليه فتاة لا تراها إلا اذا دققت في السرير والسرير المجاور 3 فتيات بأعمار مختلفة وكن يبيكن بإستمرار و شاب مع رجل كانوا ينتظروا بالقرب بوجوه تشع خوف , ألم
الفتاة تعانى من فقر الدم ومرض بالمريء تعرضت للصدمة تسببها نوع من البكتريا أدت إلى كحة مع كمية كبيرة من الدم
كانت مريضة بحق وكان نقل الدم لها مستمر ..,
لم يكن دكتور سنوسي مشغول فبدأ لنا بشرح بعض الأمور .. كان شرحه مفيد جدا
عدنا إلى قسم النساء لأنها كان الأكثر إزدحما اليوم
فتاة بعمر الرابعة عشر التنفس سريع . رحفان بكل الجسم
بعد حضور الدكتور وإستقرار الحالة دخل مرة أخرى إليها ودخلنا معه
: هل أبنتك أخذت هذه الحبوب عن قصد..
: بررت الأم لا هي ذهبت لبيت أباها ووصيتها أن تأخذها في الصباح والمساء ولكنها أخذت سوية ..
أخبرنا الدكتور أن الأغلب أنها أخذت جرعة زائدة بإرادتها محاولة أنتحار..
أستيقظت البنت وامتلئ القسم بصوت بكاءها لاتريد العودة إلى البيت وتريد أن تبقى
كانت تحكي عن زوجة أبيها وأبيها .. وصوت الأم تحاول تهدأتها
محزن جدا أن فتاة بهذا العمر تحاول أن تنهي حياتها من المشاكل التي ترافقها ..
دمعت عيني سمسم من أجل هذة الفتاة ..,
أنتهى يومنا .. ونحن مثقلات بما عشنا .