عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 31-07-2009, 15:39
الصورة الرمزية رَيحان مُحَمّد !
رَيحان مُحَمّد ! رَيحان مُحَمّد ! غير متصل
قَلبي | طِفل مَغرور !
 
بداياتي : Jul 2009
الـ وطن : كَ أَني أُحلق !
المشاركات: 34
تقييم المستوى: 0
رَيحان مُحَمّد ! is an unknown quantity at this point
افتراضي بُـكَاءُ قَلْبٍ عَليلْ !

-




بِسْمِ اللهِ الْرَحمَنِ الْرَحيمْ ..
سَلَامُ اللهِ عَليكمْ وَرَحَمَةٌ مِنْهُ تَغْشَاكمْ !










نُورا الْطِفْلَةِ ذُاتُ الـ تِسْعِ سَنَوْاتٍ أَكْمَلتهَا حَديثاً ..
وَجهها بَرِيءٌ جِداً، وَمَلَامِحُهَا طُفوْلِيَةٌ ..
وَإِبْتِسَامَتُها سَاحِرَة ..

حَتّى إِنَّ أَيّ شَخْصٍ يَرَاهَا كَانَ
يَقولْ " بِسْمِ اللهِ مَا شَاءَ اللهْ .."
نُورٌ يَشْعُّ وَمِنْ وَجْهِهَا، تَتَسَللُ خِلْسَةً إِلىْ قُلوْبِ مَن حَولَهَا
وَتَسْتَوطِنُ أَعْمَاقَهُم بِ سُهولةْ ..
كَانت كَبِيْرَةَ الْعَقِلِ جِداً بِ الْنِسْبَةِ لِ مَن هُم فِيْ عُمرِهَا ..
لَم تَكن تَحْزن إِن لَم تَحصل عَلىْ قِطْعَةِ حَلوىْ،
أَو إِن لَمْ تَشْتَرِيْ لَهَا أُمُّهَا تِلْكَ الْدُميّةْ ..
.. بَلْ كَانَ حُزْنُهَا إِن رَأَت أَحَدَهُم يَعْصِيْ الله،
أَو شَابٌ مُضَيّعٌ لِ صَلَاتِهِ،

أَو مُسْتَمِعٌ لِ الْغِنَاءِ وَالمُوسِيقىْ، أَو إِن رَأَت فَتَاةً كَاشِفَةً لِ وَجْهِهِا،
كَانَ الإِيْمَانُ فِيْ قَلْبِهَا عَمِيقٌ عَمْيقْ !
فِيْ ذَاكَ الْيَومِ عَادت مِنْ الْمدرَسةْ، وَلكنَّ نُورا حِيْنَهَا لَمْ تَكن بِخيْر،
لَم تَذْهَب لِ أُمّها لِ تُقَبّل يَدَاهَا وَرأَسَها وَلْم تُسْلَم عَلىْ أُخْتِهَا،
وَلَمْ تُشَاكِسْ أَخِيهَا الْكَبيرْ !

لَاحظت ذَلِكُ أُخْتهَا الْكُبرىْ – سَلوْى – أَنَهَا لَيْستَ عَلىْ مَا يُرامْ ..
فَ لَحِقت بِهَا إِلىْ غُرْفَتِهَا وَ وَجَدَتهَا قَد أَغْلَقَتِ الْبَابَ عَليهَا وَذَلِكَ لَمْ يَكن مِن عَادَتِهَا أَبَداً ..
فـَ طَرَقت سَلْوى عَلىْ الْبَابِ، وَلَا مُجيبْ ..
وَطَرَقت ثَانِيَةٍ
حَتّى سَمعت نُورا مِنْ خَلْف الْبَابِ تَقولْ : إِرْحَلوا، لَا أُرِيْدُ أَحَداً مِنْكم، لَن أُكَلِمَ أَحَداً الَآنْ .. إِتركُونِيْ وَشَأَنِيْ !
تَسَارَعت نَبَضَاتُ قَلْبِ سَلوىْ خَوْفَاً عَليهَا حَيثُ أَنَّ هَذَا
لَيْسَ مِنْ طَبعِهَا َأَن تَصْرُخ، وَتَتَحَدث بِهَذا الْكَلامْ ..
.. مَضت سَاعَةً كَاملةْ وَ سَلْوى تُحَاوِلُ أَن تُقْنِعَهَا بِأَن تَفْتَحِ الْبَابْ ..
؛ وَبَعْدَ مَللٍ مِنْ نُورا حَيْثُ كَانَ مِنْ طَبيعَةِ سَلوَىْ أَنهَا عَنِيْدَةٌ جِداً ..
وَبَعْدَ صِرَاعٍ طَويِلْ، فَتحت نُورا الْبَابَ رُغْمَاً عَنهَاْ ..
دَخَلت إِليهَا سَلوى وَ وَجَدتَهَا جَالِسَةً فِيْ زَاوِيَةِ الْغُرفَةِ،
وَ وَجهها شَاحِبٌ جِداً ..
وَعينَاهَا إِغْرَورَقَتَا مِن كَثرَةِ الْبُكا ..
فـَ جَلستُ سَلوى بِ جَانِبِ نُورا تَبْعُدُ عَنهَا شِبْرَينِ وَأَقْل !
وأَخَذت تُهَدِئُهَا، وَتُخَففُ عَنهَا قَدْرَ إِسْتِطَاعَتهَا ..
؛ ثُمَّ أَخذت تَسَأَلهَاْ : مَا بِكِ يَا نُورا .؟
هَلْ أَسَاءَ لَكِ أَحدُهمْ .. هَل .. وَ هَلْ ..!
لَا يَا سَلوىْ لَيَسَ شَيئاً مِن مَا ذَكِرتِيْ ..
حَسَناً يَا نُورا .. إِن لَم يَكن شَيئاً مِمَا ذَكرت فَأَخْبرنِيْ مَا بَكِ .!
فـَ أَخذَ بُكَاءُ نُورَا يَعلوْ، وَشَهَقَاتُهَا تَرْتَفعْ ..
فـَ حَضَنتهَا سَلوىْ وَ رَجتهَا بِأَن تَكّفَ عَنِ الْبُكَاءْ ..
فـ تَوَقَفت نُورا عَنْ الْبُكَاءِ، لَيْسَ لِأَنهَا مَلّتْ،
بَلْ لِأَنَّ دُموعَها جَفّت وَ ذَبُلتْ ..
فـَ بَادرت سَلوىْ بِ سُؤَالهَا ..
فَضفضِي لِيْ يَا نُورة،
سـَ أَفهمكِ .. أَعدكْ ..!
فَقط تَحدثِيْ .!
أَبت نُورا بِدَايَةَ الأَمْر أَن تَنْطُقَ بِشِيءٍ
سِوى قَلبَهَا الْذِيْ كَان يَتَحدثُ بـِ صَوْتٍ عَليلْ !
.. حِينَهَا تَدَحرجت دَمْعَةً مِن عَينيّ نُورا ..
؛ وَقَالتْ : أَتدرينَ يَا سَلوىْ مَاذَا أَخْبَرتنِيْ الْمُعلمة الْيَوم .؟
قَالتْ سَلوىْ : لَا، أَخبرنِيْ أَنْتِ !
فـَ قَالتْ نُورا : أَتدرينَ أَن رَسَولَ اللهِ صَلىْ اللهُ عَليهِ وَسلمْ
قَد بَكا شَوقاً لـِ لِقَائِنَا .؟

قَالتْ سَلوىْ : إِيِهِ نَعمْ أَعلمْ !
: تَعلمينَ وَلمْ تَبكِيْ، أَتعلمينَ مَا مَعنى أَن يَبكِيْ شَوقاً لـِ لِقَائِنَا ..
مَاذَا سَتكونُ يَا سَلوىْ ردَّةُ فِعْلِهِ عَليهِ الْصَلاةً وَالْسَلام حِيْنَ يَرَانا هَكَذا،
وَيَرىْ حَالنَا هَكَذا، وَيَرىْ الأُمّةَ غَارِقَة فِيْ ذُنوبِهَا،

وَ كَم هِيْ بَعِيدَةً عَن رَبِّهَا،
يَا الله يَا سَلوىْ، كَم مِن شَخصٍ قَد ضَيّعَ صَلَاته،
وَكَم مِن شَخْصٍ قَدْ بَذرّ مَالهِ بـِ الْحَرامِ،
وَكَم مِنْ أُنَاسٍ قَد قُتلوا ظُلماً،
وَكَم مِنْ مَظلومٌ قَدْ بَكىْ لَيلاً، وَكم مِن حَاكِمٍ قَد ضَيّعَ أَمَانتَه،
وَكم مِنْ يَتيتمٍ قَد أُكِلَ مَالهْ،
وَكَم مِن فَقِيْرٍ يَنَامُ كُل لَيْلَةٍ وَقْد نَهَشَ الْجُوعُ عَلىْ مَلَامِحِهِ
فـَ تَرْسُمَ تَعَابِيِرَ الْتَعَبِ، وَالْوَجع !
وَكَم مِنْ أُمٍّ قَد قَصرت فِيْ تَرْبِيَةِ أَبَنائِهَا وَبَنَاتِهَا،
وَقد خَرّجت لـِ هَذهِ الأُمّة شَباباً " صَايعين "
بدَلاً مِن شَبابٍ " صَالحينْ .."

أَتعلمين !
أَخبرينِيْ يَا سَلوىْ مَاذَا سَتَكونُ رَدّةُ فِعْلِهِ،
فِيْ حِيْنِ أَنّه بَكىْ شَوقاً إِلينَا، وَلو أَنّهُ قَد رَأَىْ حَالنَا الْيَومَ لَبَكى ..
لَ بَكىْ عَلينَا يَا سَلوىْ .. وَبَكَىْ حَالَنَا الْذِيْ يُرْثَى لَهُ !

أواهٍ يَا سَلوىْ، أَتدرينْ !
لَقد خَذلنَاهْ ..
خَذلنَاهْ ..

... وَبكت
.... وَأَخَذت شَهقاتُهَا وَ زَفَرَتُها ، وَأَنِينُهَا يَعلو شَيْئَاً فـَ شَيئاً ..!


.
.




أَخذتَ سَلوىْ تُرَبِتُّ عَلىْ كَتِفِ نُورا، وَأَيْقَنت أَنّ نُورا هِيْ نُورٌ بـِ ذَاتهْ !
أَنَهَا هَالَةُ نُورٍ تَمْشِيْ عَلىْ الأَرضْ !
فـَ مَسحت سَلوىْ دُموعَ أُختهَا وَهوّنت عَليهَا، وأَخبرتهَا :

نُورا لَا تَقلقِيْ يَا نَبْضَ الْقَلبِ، لـِ الأُمّةِ رَبٌّ،
وإِن كَانَ الْقَومُ نَائِمون سيَستَبْدِلُهم اللهُ بـِ قَومٍ خَيرٍ مِنْهُمْ !

لَا تَقلقِيْ يَا نُوراْ .. وَلكن أَتعلمينَ حَبيبتِيْ مَا أَدركُتهُ تَوّاً ..
مَاذًا يَا سَلوىْ ..
أَدركْتُ يَا نُوراْ أَنَّ لـِ إِسمكِ نَصيبٌ مِمَا أَنْتِ فَيهْ ..
سـَ تَكونينَ شَيئاً يَا نُورا ..
سـَ تَكونينَ شَيئاً كَبيراً فِيْ كِبركِ ..
سـَ تُصبحينَ شَيئاً نَفْخَرُ بِهِ جَميعاً ..


وَلكن !


سَلوىْ .. عُمرِيْ لَن يَطول لـِ أَكبر .. فـَ قَلْبِيْ عَليلٌ مَريضْ !

لَا يَا نُورا إِنَّ اللهَ إِبْتَلاكِ بـِ قَلْبٍ عَليلْ لَيْسَ عَبثاً حَبيبتِيْ ..
ويَكْفِيْ أَنه زَرَعَ فِيْ قَلْبِكِ إِيَمانٌ صَادِقٌ، وَ طُهْرٌ أَبْيضْ ..
.. أَحقاً يَا سَلوىْ !
؛ نَعم يَا نَورا .. أَعِدُكْ !
فـَ إِبْتَسمت نُورا .. وَعَانقت أُختُهَا سَلوىْ ..
وَطَالَ الْعِنَاقُ، وَ بَكت سَلوىْ كَثيراً، وَبَكت نَفْسَهَا،
وَبَكت أُمّتَهَا الْضَائِعة ..!







إِنتهَىْ ..
إِعذروا هَشَاشَةَ الأُسلوبْ، مُحَاولة أُولىْ !





؛ ذَاتَ بُكَاءٍ عَلىْ حَالِ أُمّتِي
..
رد مع اقتباس