الموضوع: غرفة الطورائ
عرض مشاركة واحدة
  #17 (permalink)  
قديم 04-08-2009, 16:39
الصورة الرمزية عشبة
عشبة عشبة غير متصل
حيــاة
 
بداياتي : Jul 2008
المشاركات: 599
تقييم المستوى: 0
عشبة is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: غرفة الطورائ

وكان الموت



كانت رسالة الكون لي اليوم عميقة , موجعة , لم أكن مستعدة لها


أستيقظت وتجهزت للذهاب إلى المشفى كنت أنتظر السائق في صالة بيتنا وأختي تنتقل بين القنوات ومرت بإحداها كان البرنامح يتحدث عن الموت والحساب وصوت الشيخ وكلماته شعرت أنها لامست قلبي ..,



ذهبت مع سمسم وشقو ودخلنا ليحكوا لنا فطوم واللو عن المرأة التي أتت بإنهيار عصبي لأنها أمها توفت وكيف كانت تصرخ ومن معها يستجد بإبرة لتهدى


وبقينا في وسط غرفة الحالات الطارئة نتحدث وإذا أحد رجال الإسعاف يصرخ أبتعدوا أبتعدنا


سرير عليه إمرأه لا تتنفس .. أنطلق الدكاترة جميعا إليها جريا دكتور سنوسي , دكتور حامد , واثنين آخرين .., وممرضات ., ومتدربين

وخلف السرير ابنها وابنتها ورجل عجوز يبدو زوجها .., تم إخراج الابنة


وبدأوا الدكاترة في محاولة إنعاشها أستمر الممرض بالضغط على صدرها تعب وأتى بعده دكتور حامد وأستمر بالضغط

بدأ الموقف يربكني بقيت واقفة أقتربت سمسم مني ومسكت بيدي شعرت بخوفنا ., خوفنا من الموت .. من دموع أهلها .. وقفوا شقو وفطوم واللو أيضا بعد فترة قرروا الذهاب لا فائدة من وقوفنا
عادوا والصورة كما هي وأنتظروا معانا


عب دكتور حامد وأتى متدرب وأستمر بالضغط


كان رجل الإسعاف كريه جدا .., من هؤلائك الأغباء التي تريد أن تصرخ بهم

كان إبنها يسأل عن حالها وهو يخبره أنه لم يكن عليهم إخراجها من المشفى الآخر قبل يومين


ويخبره أنها كانت بخير ..؟ ويعود ليقول الخطأ على المستشفى الله يهديهم


أريد أن أفهم مافائدة هذا الكلام .., أمه تقترب من الموت وأن تتخذ دور الفاهم وأنه كان يجب هذا وهذا..



وأستمر الضغط وبدأ الدكاترة بالاستسلام كل واحد منهم حاول وذهب فضيت الغرفة بالتدريج وبدأت بالبكاء جلست على الكرسي وبكيت وكنت أتمنى أن لا يذهبوا جميعا


أخرهم الدكتور السعودي خرج وقال أين إبنها الأكبر ..؟ وأخبره ..



لم أصدق ذهبت للمرضة وأخبرتها كيفها .., ماتت الله يرحمها



في بداية الموقف لا أدري لماذا شعرت أن هذه المرأة جدي الله رحمه كنت أدعي كأن جدي حي وهو على السرير كنت أرى في وجه ولدها وجه خالي وابنتها أمي

حفيدها ولد خالتي


كنت أراهم فعلا .. وكنت أبكي على جدي حين أخبرتني بوفاتها بكيت كاني جدي توفي مرة أخرى


وقفت بعيد بدموع صامتة ورأيتهم يدخلون لها وابنتها تبكي عليها ..,


لم أقدر أكثر على الصمود ذهبت إلى الغرفة وجلست أتت اللو وجلست بجواري بصمت وعينها تبكي .., أتصلت بالسائق لم أستطع البقاء أكثر كانت الصور تعاد إلي بسرعة صوته وجهه رائحته موته حالنا
وكان الأمر ثقيل على قلبي ..


خرجت من المشفى .,
رد مع اقتباس