عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 17-08-2009, 23:39
الصورة الرمزية السديم
السديم السديم غير متصل
تهاني سلطان ،
 
بداياتي : Feb 2008
المشاركات: 1,006
تقييم المستوى: 18
السديم is on a distinguished road
افتراضي حتماً سَـ يُلفظْ ..!

.






ليَالِ الغَريب تُحبُ الخَرسْ .. تَتبلّد بالنظر و تتمعن بِـ أعين الشُيوخ .. تَنزعُ همسة الأذن الأخيرة في ذِكر الأسماء .. و تَملؤ شَبابيك العَبثْ بِـ منَاسك اللذّة .. تَطويّ الاجنح بِـ راحةِ القَلق .. و تَنزلقُ بين الشَوارع و إن كانت تُفتش عن النُبوءات ذات الطُمأنينة لِـ وجودهَا .. و يُحرك الله الرهبة دَاخلها , فَـ تهبُ حيثُ الأفكار و تحبسُ أنفاسها تحت ظلال الرئة و أضلعٍ يكادُ الهَلع أن يستَخرجها .. فَـ تطلُ مراتٍ عديدة من نوافذ الضَمائر و تُميّز ما يُتاحُ لها أن تَحكم فيهِ بالخلاص .. و تمقُت تلك القُيود , فَـ يتجلى الاعتذار غير المنظُور في مقَدرة ما تُؤمن بهِ لا ما تسمعُ من صمتِ يتبعُ أعالي الأقوال و يمضيّ إلى الـ لآ استعداد ..




ليالٍ تُمسكُ بِـ رغباتِ انسياب الحقيقة و تَهجعُ في النصف الأخير من وعاء الكَلمْ .. فَـ تقيس الفضَاء بِـ انتهاك الهَرَم و تمزُج ثَورة السَاعات بِـ أحلامٍ ذات وساوسٍ ثَائرة .. و تحكُمُ الروح بِـ فضفضةِ الواقفِ لِـ وحدهِ , و تنفُثها حتى ترى الكمال داخل رأسٍ مُرتفع حيثُ عرش الرب .. راسماً فُضول الصُعود .. عَابراً لما يَتفوه بهِ ليلهُ المُمتلئ بِـ الدهشة .. جَاذباً أعماق العُميّ المُدعيّ لِـ البيَاض .. واهباً زفرة لِـ قصباتٍ تخطوا لِـ أولِ مرة خطوتَها الأولى نحو الألوهيّة ..



أمَا الغريب القَابض على استقامةِ الرِضا .. فَـ هُو متنزهٌ عن عالمٍ يُحول الطُرق إلى أسهمٍ تُختار من عُلّو النَهر .. و تَقطُن خَلف نَوافذ الزُجاج البَلوريّ .. يُدير وجههُ يَميناً و يسَاراً و ينقلبُ إلى رؤية صَومعتهِ " السَماء " .. لا خُطوطاً ترفضُ عليهِ أحلامَاً تُحدقُ بِـ الانتظار , و لا صَمتاً ثقيلاً يَستقيمُ أمام انقطاع النَفسْ المُتكئة على فَراغ الحيَاة .. مُهيّمناً على عِلمِ أولئك الذين يَقفون بِـ إدراكٍ على حَاجاتِ اللذّة .. و قديساً بين طلب الرفض و الحُضور لِـ الهائمين بين سُحُب الأرض و تُرابِ السَماء ..



إذاً الليلُ و الغريب سَطوة قُربٍ تَربطُ الروح بِـ وجدان الاعتيادية , و تتناول التَواصل بِـ ألفاظ مُحددة .. ملامحٌ تربطُ الشُعور بِدنو الخَيال و محجوبة عن أغلاطٍ واهية .. كِلاهُما يرى وجههُ بِـ نصف الآخر .. و بعضهُما يلتهم فَاهـ الآخر لِـ ألاّ يحجب الرؤية بين الأصواتِ و الهُدوء .. يُولدُ الفكر الواحد و الإحساس الواحد لِـ معنى الخَرس .. و حينهَا حتماً يُلفظُ بِـ وضُوح ..






السديم
17-08-2009م




.
____________________________________




tahanisultan@
رد مع اقتباس