الموضوع: الصرصور الحكيم
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 20-08-2009, 03:08
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كاتب عمومي كاتب عمومي غير متصل
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي الصرصور الحكيم

سأصعد من هنا .. اتبعيني يا لولوه .. المكان مظلم جدا ، وأخشى عليك من هؤلاء ( البشر ) . يا الهي !! يبدو أني تعثرت بقدم آدمي ! أشعر بالغثيان ، رائحته مقززة .. دعينا نعود ، يجب أن أنظف جسدي جيدا ..

البشر .. آآه يا لولوه ، يعتقدون أنهم فوق المخلوقات ، ينظرون للأشياء الأخرى باحتقار ، إليك هذه المعلومة العلمية ، البشر يتقززون من الصراصير ، ولا يأكلون الطعام الذي يمر فوقه ( الصرصور ) ، أليس أمرا عجيبا ؟؟ربما لا يعلمون أننا نفضل ملامسة الفضلات ، عن ملامسة جلد بشري !!

لا عليك ، سنتقدم أكثر ، ما رأيك ؟ أعدك أني لن أتكلم عن الآدميين مرة أخرى ، أعلم أنك تشعرين بالغثيان لمجرد ذكرهم ، و لكن ، أتصدقين ياصرصورتي الغالية ؟ مؤخرا ، بدأت أستمتع جدا ً بمراقبة الآدميين ، أشعر أنهم أكثر المخلوقات كفاحا ً وبلاهة في الوقت نفسه !
كنت في بداية الأمر ، كالعديد من الصراصير ، لا يملكون القدرة على تحمل رؤية آدمي ، أو حتى شم رائحته من مسافة بعيدة . لكن مع الوقت ، وجدت أنهم مع قذارتهم أحيانا ً ، يصبحون مخلوقات طيبة ، ويمكن أن تكون رؤيتهم أمراً ممتعا بحق !

بالأمس ، كنت أراقب ( الثور الكبير ) ، أو هكذا يحلو لي تسميته ، يسكن في الدور الأول ، قريب جدا من طريقي نحو المجاري الأرضية . حين أمر في الصباح أراه يأكل كالمسعور ! وفي المساء يأكل كالمسعور ! يأكل في كل وقت ، وفي كل لحظة .. أتعلمين ، هؤلاء البشر يهربون من الحياة نحو الأكل ، وأحيانا ، لا يجدون في الحياة شيئا أهم من الأكل ! هنا مثلا ، في هذه الدولة . الصراصير تعتبر محظوظة جدا ، فميادين المجاري تملأ كل مكان ، وتكاد تتفجر بالمنتوج الآدمي ، الناس هنا تأكل أكثر بكثير مما هو معروف عن الآدمي !! لذا عليك أن تكوني سعيدة أننا نعيش في هذه البلدة ..
لقد كنت أعيش فترة ليست بالقصيرة في بلد افريقي ، وقبل أن تحطني إحدى الناقلات الأمريكية إلى هنا ، كنت أفكر بجدية في الانتحار ، في تلك البلاد لا يوجد ما يعرف بالصرف الصحي ، أو المجاري ، أو أي شيء تحت الأرض ، لا يوجد تحت الأرض إلا الأموات ! وهم في أحسن حالاتهم ، يموتون مبتورين الأعضاء ، أو مصابين بالايدز ! والأحياء هناك لا يجدون الكثير ليأكلوه ، وإذا ما أكلوا فإن عملية الهضم التي تقوم بها أجسامهم مكثفة جدا ، ولا يخرج منهم غير البعر ، كما أنهم أناس غريبوا الطباع ، يمشون في غالب الوقت عراة ، و أحيانا يرقصون ، وفي أحيان كثيرة يقذفون القنابل على بعضهم البعض !

شعرت هناك بإحباط رهيب ، وكرهت الأرض بمن عليها ، وتمنيت لو يتم القضاء على البشر أجمعين ، ثم تتولى الصراصير مهمة السيطرة على الأرض بدلا عنهم . فالصراصير مهما كنت سيئة ، وعنيدة أحياناً، إلا أنها لا تصل لهذه المرحلة من الوحشية والهمجية أبدا !!
عندما جئت هنا، شعرت بفارق كبير في الحياة .. الأمر مختلف تماما هنا ، المجاري منتشرة في كل مكان ، وفي كثير من الأحيان ، تتفجر في الشوارع ، كم هي نشوتي حين أرى المجاري تطفح بالشوارع ! يغمرني شعور باللذة ، يشبه لذة الآدميين بالمطر !

هذه بلد عظيمة يالولوه .. بلد النعم ، بلد الخيرات ، بلد المجاري المتفجرة ! وعلى الرغم أن ما يعرف بالنظام الحاكم هنا ، متهم بالفساد العظيم ، أو هكذا تردد عنه القنوات الفضائية المعارضة ، إلا أن الفتات الذي يبقيه النظام للشعب ، والبقايا التي ينثرها عليهم من فترة لأخرى ، لا تزال كافية لتجعل المجاري تبدو كما هي عليه الآن مترعة ، أو ربما – كما أقنعني صرصور مسن ذات يوم – أن عملية الأكل والهضم والإخراج ، هي أكثر العمليات المسموح بها من قبل النظام الحاكم بدون شرط أو قيد ! ولعلي لا أتطرف ياعزيزتي ، إذا قلت أنها عملية يتم تشجيعها بشكل دائم ، ومدروس . ألا ترين ياصرصورتي كيف تنتشر المطاعم هنا ؟ أمر مذهل بالفعل . عدد المطاعم والمخابز قد يعادل عدد السكان ! وما يطبخ في ليلة واحدة أظن أنه يكفي لإطعام قارة كاملة !

سأعود مره أخرى للحديث عن المجاري .. ذات مساء ، فكرت بفكرة مجنونة ، فكرت أن أذهب إلى المجاري الخاصة بقصر نائب الحاكم !! أما مجاري الحاكم نفسه ، فلم أجرؤ على التفكير يالولوه .. صحيح أني صرصار برجوازي ، ومن سلالة عريقة ، إلا أن الحق يقال ، في مثل هذا الشأن ، الناس مقامات ، كذلك الفضلات ، أيضا لها مقامات .. ففضلات الحاكم – كما يتحدث عنها بعض المقربين منه – يعرف عنها الفطنة ، والحكمة . فضلات لها نظرة ثاقبة ، ورؤية بعيدة ، تعرف كيف تتدلى إلى المجاري في هدوء وخفة ، دون أن تحدث أي ضجيج ، أو تسد منافذ الصرف !!
أما أنا يالولوه ، لم أكن مؤهلا للمشي فوق فضلات من هذا النوع النادر ! ولم أفكر في الموضوع أبدا .
لذا قررت أن أصب اهتمامي على مجاري نائب الحاكم ، وقد سمعت - من جار قديم - أن الوصول إليها أمر ممكن ، وأن الصراصير القائمة على ذلك المكان ، تتعاون بشكل كبير مع الصراصير التي تنحدر من نفس سلالتي ، النداء القبلي ينقذنا في أحيان كثيرة يا لولوه !

توجهت إلى هناك ، ويالهول المفاجأة !! أكبر وأضخم أنواع المجاري التي عرفتها الصراصير عبر التاريخ !! لا أعلم كيف أن النظام لم يسجل هذه المجاري ضمن منجزاته العالمية ؟ فالنظام هنا ، يعاني أزمة عميقة مع العالم ، وفي حال عجزه الدائم عن الوصول للعالمية ، يحاول أن يبدوا - على الأقل - وكأنه قد حقق العالمية !! لقد كانت تلك المجاري شيئا مبهرا يستحق الإشادة ، لم تتلاشى حيرتي ، حتى عرفت معلومة علمية مهمة . البشر ، البشر لا يتشرفون بالكلام عن الفضلات والمجاري ، ويعتبرون هذا الحديث تقليل من كرامة المتحدث ، والمستمع في الوقت نفسه !

تعالي يا لولوة .. سنقطع هذا الشارع ..
أترين هذا المبنى الكبير ؟؟ فترة طويلة قضيتها في هذا المبنى ، تجربة رهيبة عشتها فيه .. هنا توجد أعاجيب بني آدم ، كم هم غريبوا الطباع ؟! أترين هذه الفتاة التي تصعد السلم ، تسكن بالدور الرابع ، عندما تراني هذه الفتاة ، تتحول إلى كائن متشنج ، تصرخ وتولول ، وتقفز ، وأحيانا تبكي !! لا أعلم ماذا يمثل لها منظري ؟ كنت أتحاشاها بسرعة وأذهب أمام المرآة ، وأتساءل كيف تراني هذه المخلوقة التعيسة ، لماذا كل هذا الكره والاحتقار ؟؟
تخيلي يالولوة ، نفس الفتاة أراها بعد هذا الموقف ، تدخل عند ساكن الشقة الارضية ، وتفعل معه حركات جنسية مقززة .. كانت صدمتي عميقة !! وتساءلت ، هل منظر الصرصور البريء أشد قرفا على هذه الفتاة مما تفعله مع هذا الرجل ؟؟ فكرت ولم أستطع أن أفهم ، قلت ربما تكون هذه الحركات إحدى طرق الاخصاب عند البشر ؟؟ لكن معلوماتي العلمية ، تؤكد أن طريقة الإخصاب عند البشر تتم من مكان واحد فقط !! أرجو ألا يزعجك هذا الكلام ياعزيزتي . لماذا تنظرين إلي هذه النظرة ؟؟ أنا لا أقصد شيء !! عيب يالولوة .. نحن الصراصير لا ننزل لهذا المستوى البشري أبدا ، نحن أرقى من ذلك بكثير ..

هل تلاحظين ذلك الضوء الخافت في أعلى دور ، هناك يسكن الضابط / عباس . هذا الرجل كان متعتي التي لا أستطيع تفويتها، وعلى ما تحمل حياته من تناقضات ، وكذب ، وإجرام ، إلا أني كنت من خلاله أرى كيف يصبح البشر مضحكين عندما يستسلمون للظلم !! الضابط عباس كان يقوم بتحويل القضايا التي يتولى التحقيق فيها إلى شقته ، أو هكذا كان الأمر يبدو لي ، يجرد المتهمين من ملابسهم ، و يحمل ملف في إحدى يديه ، ويقدم لهم وعود لا أفهم معناها ، في النهاية ، يتضح أن المشكلة تحل بسرعة ، وأحيانا يبدأ الضحية بالبكاء، وأحيانا يظهر وكأنه راضٍ تماما . كل الأصناف رأيتها عند ضابطنا العزيز ،كان أكثرهم من النساء ، و كان هناك من اعتقدت أول الأمر أنهم نساء ، واتضح بعد ذلك أنهم رجال يتنكرون في صورة نساء ، أو ربما كانت هذه التهمة الموجهة لهم !
أجمل مافي حياة الضابط / عباس . شقته ، كانت توحي لمن يزورها أنه يدخل بيت رجل عظيم ، الشهادات الفخرية تملأ الجدران ، ونياشين التكريم معلقة في كل زاوية ، كانت شقة راائعة بحق !

في الشقة المقابلة للضابط عباس يسكن الشيخ جلال ، أو هكذا يطلقون عليه . له دقن كثيفة جدا ، تجرأت في ليلة من الليالي ودخلتها ، بلت فيها ، ثم هربت بسرعة . راودني حينها شعور مريح ، كنت أرغب في الانتقام منه بشدة ، وكان ذلك التصرف كفيل بأن يشبع رغبتي تلك .
الشيخ جلال كان يؤم الناس في كل الصلوات ، وكان يعظهم دائما ، ويذكرهم بيوم القيامة ، وأن عليهم الاستعداد المستمر له ، كان يحدثهم عن أفعال الانبياء ، وحسن تصرفاتهم ، وأخلاقهم ، وتاريخهم . بمجرد ما يعود إلى شقته ، يبدأ برفس زوجته ، ويبصق عليها ، كنت أراقبه وهو يتلصص على نساء المباني المجاورة ، كان يسرق النظر ويضع يده بين فخذيه ، ثم يتكور كالفأر ! أما خادمة المنزل ، فقد كان على علاقة حميمة بها ، حتى أنه ذات مرة نزل برأسه حتى أسفل خصرها ، لم أفهم ماذا يفعل بالضبط ؟ اعتقدت أنه يقرأ عليها تلك التمتمات التي يعالج بها الناس من السحر والنظرات الفتاكة !. أو هكذا يسمونها البشر ..

يبدو أن الليل سيداهمنا يالولوة ، دعينا نعود من حيث أتينا .. تقدمي أمامي ياحلوتي ، كم أحب هذا الجسم الغض اللزج ، لديك أجمل قرني استشعار رأيتهما في حياتي .. ماذا تقولين ؟ .. أههاا ....
رد مع اقتباس