عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 06-09-2009, 02:59
البيان البيان غير متصل
السمو
 
بداياتي : May 2008
الـ وطن : نبض الحجاز
المشاركات: 193
تقييم المستوى: 0
البيان is an unknown quantity at this point
افتراضي هل تأملت هذا الحديث .؟

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم , وأحب الأعمال إلى الله عزوجل سرور تدخله على مسلم , أو تكشف عنه كربه , أو تقضى عنه ديناَ , أو تطرد عنه جوعاَ , ولأن أمشى مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهراَ , ومن كف غضبه ستر الله عورته , ومن كظم غيضاَ , ولوشاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة , ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له , اثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام , وإن سوء الخلق ليفسد العمل , كما يفسد الخل العسل ) .

صحيح الجامع 176 ..



حسناَ .! عزيزي القارئ هل تساءلت مثلي وأنت تقرأ هذا الحديث الكريم عن عدد المسلمين الذين يسعون إلى إنفاع إخوانهم المسلمين بشكل أو آخر دون أن ينتظروا جزاءَ أو شكورا .؟ وخصوصا في هذا الزمن الذي علت فيه نبرة المصالح المشتركة , والمصالح المتبادلة , وأنواع المحوسوبيات .! هذا الزمن الذي يتداول فيه بعض المسلمين الكثير من الأمثلة التي ترسخ الأنانية في الذات من جهة , وتنسف بوادر الخير والفضيلة من جهة أخرى .!
فمن منا لم يسمع بالمثل الذي يقول : " أمسك لي واقطع لك " .! أو المثل الآخر الذي يؤكد أنه لايوجد عمل نافع دون مقابل عندما يُقال : " لايوجد عشاء مجاني " .! أو المثل الذي يتناقله العوام من أن قيمة الإنسان مرهونة بما يملك من مال عندما يُقال :" اللي معاه قرش يساوي قرش " .!
وبقية القائمة الطويلة من الأمثلة البذئية التي اقتنع بها كثير من أبناء المسلمين , وأصبحت ثوابت أو قواعد منهجية في المعاملات الاجتماعية .

وهل تسلل إليك عزيزي القارئ ذلك الشعور الحزين الذي تسلل إلى أعماقي .! وأنت ترى الكثير من أبناء المسلمين للأسف " يحقنون " إخوانهم بالكثير من المشاعر السلبية , والحزينة عندما يظنون عليهم بشعور يبعث على السعادة , والتفاؤل .؟ وكأن أبسط المشاعر المتاحة أصبحت صعبة المنال أو لاتُمنح إلا بثمن .!
حسناَ .! عزيزي القارئ أن بعض المسلمين الذين يقابلون إخوانهم بوجوه عابسة , أو وجوه مكفهرة " وكأن عليها أرزاق العباد " لم يدركوا بعد عظمة هذا الحديث الشريف الذي يؤكد أن من أحب الأعمال لله تعالي هو ادخال السرور على قلوب المسلمين , إما بابتسامة حانية تبعث على الشعور بالرضا , والطمأنينة , أو بكلمة طيبة ترطب القلوب , وتغسل ذلك التعب اليومي , وتمسح الأحزان المتجددة .! أو بأي عمل يُصنف تحت مسمي العمل الصالح .
وإن بعض المسلمين الذين لايحسون , ولايشعرون , أو بعبارة أدق يتجاهلون حوائج , وضائقات , وكرب وما أكثرها .! إخوانهم المسلمين في كل مكان من هذا العالم البائس والحزين .! قد خرجوا من دائرة التعريف الإيماني الذي عرفه سيد الخلق صلي الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الآخر ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .لاسيما في هذا الزمان الذي زاد فيه عدد المسلمين عن المليار طبقاَ للإحصائيات . يعيش 37% منهم تحت خط الفقر وفقاَ للإحصائيات أيضا .

أن النص النبوي الكريم أعلاه الذي أشار بإنسانية مابعدها إنسانية إلى أن المشى في حاجات المسلمين وما أكثرها هذه الأيام .! أحب من الاعتكاف في المسجد شهراَ , وإلى أن كف الغضب مدعاة إلى سترالعورات التي كُشفت , وهُتكت هذه الأيام .! و إلي أن كظم الغيظ مع القدرة على الانتصار , ورد الاعتبار ليس لها جزاء إلاّ الرضا الرباني وما أحوجنا إلي ذلك الرضا يوم الأهوال , وتبدل الأحوال .! حيث لا ينفع مال ولابنين إلا من أتي الله بقلب سليم .
وإلي أن المشى في حاجة المسليمن سواء كان ديناَ يقضى , أو مظلمة تُرد ,أوكربة تُكشف , أو أي عملاَ من شأنه يعين المسلم على دنياه ليس له مكافأة إلاّ ثبات الأقدام وما أحوجنا إلى ذلك الثبات .! يوم تثبت أقدام وتزل أخري .

أقول أن هذا الحديث النبوي الكريم الذي يغرس أجمل , وأنبل القيم الأخلاقية في الذات الإنسانية, لهو جدير بأن يتحول إلى واقع عملي , وملموس في سلوك المسلمين بدلاَ من يظل حبيس كتب الحديث .!
:
:
:
____________________________________

" أقبح الاعذار في التاريخ هي التي تُساق لتبرير موت الحُبّ "
رد مع اقتباس